سيئون / أحمد سعيد بزعل –
تعتبر صناعة الفضة من الصناعات القديمة في حضرموت وهي مرتبطة بحياة الإنسان وتستخدم حلي للمرأة إلى يومنا هذا في المناطق البدوية بكل أنواعها من حزمة وحروز وأساور¡ واقتصر استخدامها في المدن على البعض منها مثل القلادات والحزمة ذات الطابع الحديث¡ وحديثنا هنا يتركز على الأنواع القديمة حيث تتركز النقوش على القطع مثل سعف النخيل والأشكال الأخرى من رسومات التراث الإسلامي المعاصر¡ كما تختلف القطع من منطقة إلى أخرى فتتميز منطقة ساه وغيل عمر بحزام يسمى (حنيشة) ومنطقة قصيعر والشحر تتميز بنوع من القلائ أو بالمسمى العامي المرية (المعيشوقة).. أما المناطق في الوادي فيوجد بها أنواع كثيرة ومتنوعة منها الحزمة المخرزة والحروز التي توضع فيها آيات من القرآن¡ في حين أن مدينة سيئون تشتهر بالحزمة الصغيرة وكذا الحروز مثلا (حرز رقاد بن يحيى) .. وهناك العديد من المناطق التي تشتهر بصناعة الفضة وأهمها الشحر التي يوجد فيها سوق خاص بالفضة سيئون وتريم والقطن ووادي عمد والهجرين وقصيعر والمكلا.. ومن أشهر الأسر التي تعمل في الصياغة آل باحشوان وآل باداؤد وآل باقطيان وآل العماري وآل حسان¡ وهذه الأسر امتهنت صناعة الفضة منذ القدم وتوارثها من الأجداد ولا تزال إلى يومنا هذا حيث يتم مزاولة هذه الحرفة ويتم تصنيع القطع حسب طلب كل منطقة وتواكب الزمن الحالي.
الأستاذ/ حسن عمر باحشوان الخبير والمهتم بهذه الحرفة وهو من أسرة لها باع طويل في صناعة هذه الحرفة وله الفضل أن أوصل الفضة الحضرمية إلى أصقاع العالم من خلال مشاركاته في العديد من المهرجانات والمعارض التي أقيمت في عدد من بلدان العالم تحدث لـ«الثورة» وهو يتألم بالقول :
– لا يوجد اهتمام بهذه الصناعة القديمة من قبل الجهات الرسمية في البلاد عامة وحضرموت خاصة وليس هناك ترويج لهذه الحرفة سواء أكان على المستوى المحلي أو الخارجي بالرغم من اهتمام الباحثين الأجانب الذين تطرقوا في مؤلفاتهم عن تاريخ صناعة الفضة الحضرمية.
وأضاف أن دور مكتب السياحة على صعيد وادي حضرموت في هذا الجانب ضعيف جدا◌ٍ والدليل على ذلك اهتمامهم بحرفة نقش الأخشاب واقتصار المشاركات في هذا الجانب فقط .. داعيا◌ٍ القائمين على السياحة أن يعطوا صناعة الفضة مشاركة كغيرها من المجالات للمشاركة في مهرجان صيف صنعاء التي تحتضنه العاصمة صنعاء لهذا العام 2013م .
لافتا◌ٍ إلى أن محافظة حضرموت توجد بها حرف قديمة أخرى وكثيرة منها حرفة صناعة الخوص وحرفة صناعة الخزف والملابس الحضرمية القديمة¡ وبجهود شخصية تم الاشتراك في مسابقة دولية في الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن للملابس القديمة وحاز الثوب الحضرمي على الجائزة الأولى والثوب هو من منطقة الهجرين مرابع امرؤ القيس ويظهر في الصورة هذا الثوب وهو مطرز بخيوط من الفضة الصافية .
وأشار باحشوان في سياق حديثه إلى أن الكثير من الباحثين اهتموا بصناعة الفضة من أمريكا وروسيا وألمانيا وذلك بعد أن قدمت لهم المساعدة وتوضيح عن تاريخ صناعة الفضة الحضرمية وزيارة المناطق التي توجد وتنتشر بها هذه الحرفة حيث تتميز بعض قطع الفضية القديمة بنماذج وأشكال أخرى .
منوها◌ٍ بأنه شارك في شهر مايو من عام 2011م في معرض في واشنطن بنماذج مختلفة من المصنوعات الفضية الحضرمية وكانت مشاركته في المعرض بجهود شخصية ¡ موضحا◌ٍ بأن جميع زوار المعرض الذين حضروا وشاهدوا المصنوعات الفضية الحضرمية اندهشوا كثيرا ونالت إعجابهم تلك المصنوعات الفضية .
وطالب باحشوان في ختام حديثه وزارة السياحة في بلادنا بالاهتمام بهذه الحرفة وإعطاء المهتمين بهذه الصناعة القديمة اهتمام ورعاية خاصة وذلك من خلال المشاركات في المهرجانات الدولية والمحلية التي تقام هنا وهناك حتى يشاهد الجميع تلك الصناعات القديمة التي تشتهر بها اليمن عامة و حضرموت خاصة ولا تقتصر المشاركات على أشخاص بعينهم.
Prev Post
Next Post