إفساد المجتمع اخلاقيا ًأسهل الطرق لتحقيق أهداف أعدائنا!
محمد صالح حاتم
إن ّما جعل الأمة الإسلامية تتسيد العالم وتبني أعظم دولة عرفتها البشرية هو دينها الاسلامي وكتابها القرآن الكريم الذي جاء به سيد البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فالإسلام دين محبة وإخاء وتسامح دين يتمتع بالقيم والأخلاق والفضيلة ويحارب الرذيلة، دين شمل علوم السياسة والاجتماع والاقتصاد وعلوم الحرب والقتال والبيئة، والفلك والطب، دين فصل علاقة الفرد بأسرته وبمجتمعه، علم شمل كل جوانب الحياة، فعندما كنا امة ًمتمسكة بتعاليم دينها كنا أمة ًقوية، ولكن عندما ابتعدنا عن ديننا وتعاليمه السمحة اصبحنا امة ًضعيفة ًتنهشها دول الاستكبار وتحتل اراضيها وتنهب ثرواتها وتستبيح اعراض ابنائها وشرف نسائها.
وهذا هو حال امتنا الاسلامية للأسف الشديد اليوم، فبدلاً من أن كنا دولة واحدة أصبحنا اليوم عشرات الدول، بحدود مصطنعة من قبل عدونا الذي احتل دولنا عسكريا ً فترة من الزمن، وعندما غادرها بفعل مقاومة الشعوب لهذا المحتل والغازي، عمل على دراسة وتحليل ماهي عوامل القوة فينا ونقاط الضعف لدينا، فعرف أن ديننا الإسلامي هو مصدر قوتنا وأننا مادمنا متمسكين بديننا وتعاليمه السمحة وبالقيم والاخلاق الاسلامية فلن يستطيع العدو تحقيق اهدافه وتنفيذ مشاريعه في منطقتنا العربية والإسلامية.
وعندها قام عدونا بإفساد مجتمعاتنا اخلاقيا ًمن خلال نشر الرذيلة وتدمير القيم والأخلاق في اوساط الشباب والشابات، وهذا هو ما نراه اليوم في معظم الدول العربية والإسلامية، فالنساء في الشوارع كاشفات عاريات لابسات القصير والبنطال الضيق والقصير والاختلاط في المدارس والجامعات والنوادي أصبح سمة من سمات التطور والرقي والحداثة، ودور السينما منتشرة في كل الدول والافلام الخليعة تنقلها قنواتنا والدعارة والمخدرات والخمور والحشيش متواجدة بكثرة.
شبابنا وشاباتنا يقلدون الغرب في ملابسهم الفاضحة وحلاقتهم الخليعة باسم الموضة، ومساجدنا تشكو فراغها، والنوادي والمراقص ودور السينما تكتظ بالآلاف من شباب وشابات العرب والمسلمين، وكل هذا يحدث في مجتمعاتنا بتصاريح وتشريعات من قبل حكومات تدعي انها عربية وإسلامية، وعلى مرأى ومسمع ممن يسمون أنفسهم علماء العرب والمسلمين.
ونحن في اليمن جزء من الامة العربية والإسلامية، ولازال مجتمعنا اليمني يوصف بأنه مجتمع محافظ ويتمتع بالقيم والاخلاق، والتي تعتبر من عوامل القوة والصمود التي افشلت مخططات الاعداء منذ اربعة اعوام رغم ما استخدمه العدو من قوة عسكرية وحصار اقتصادي وحرب اعلامية ونفسية وغيرها ولكنه فشل بفضل الله وصمود وتضحيات أبناء اليمن الشرفاء الاحرار المحافظين على دينهم وقيمهم واخلاقهم.
ولكن العدو يعمل على إفساد مجتمعنا اليمني اخلاقيا ًوقيميا ًكما عمل في معظم الدول العربية والإسلامية من قبل، فشباب اليمن وشاباته اليوم يتعرضون للإفساد والانحراف الأخلاقي وهذا هو ما ذكره السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته الأخيرة بمناسبة ذكرى جمعة رجب يوم دخول اليمنيين في الإسلام عندما تكلم عن الخطر الذي يحدق بنا وهو التحريف والانحراف، باسم الحداثة والرقي والتقدم.
علينا كيمنيين أن نتنبه لما يسعى إليه العدو من نشر للفساد الأخلاقي والمجتمعي بين شبابنا وشاباتنا ونشر للمخدرات والحشيش والتي يسمح العدو بدخولها إلى مدننا اليمنية لأنه هو المسيطر على منافذنا الحدودية، بهدف هدم القيم والاخلاق ونشر الرذيلة، وكذا ما نلاحظه من انتشار للملابس الخليعة والفاضحة النسائية والشبابية من البالطوهات الضيقة والواسعة المنتشرة بكثرة والتي تكشف عورات المرأة وتظهر مفاتنها وجميع اعضاء جسدها والفساتين القصيرة والخليعة والتي تزين واجهات المحلات والمراكز والمولات التجارية.
خروج الفتاة بهذه الملابس هو ما يعرضها للمضايقات والمعاكسات في الشوارع وبسبب ذلك بتنا نسمع عن اختفاء فتاة هنا وفتاة هناك، وكذا كثرة حالات الاغتصابات والاختطافات للفتيات، وكذا ملابس شبابنا وقصات شعرهم باسم الموضة وتقليد للغرب والاختلاط في الجامعات والمعاهد وكلها تعمل على تدمير القيم والاخلاق وضياع شبابنا وشاباتنا ، كذلك انتشار الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي والتي للأسف لا يستخدمها شبابنا الاستخدام الصحيح الذي يستفيد منها، بل انها وسيلة سهلة للغزو الفكري والتدمير الأخلاقي ،فيجب علينا أن نقف ضد مخططات اعدائنا وأن نعمل على الحفاظ على ابنائنا وبناتنا وهذه مسؤولية جماعية تبدأ من البيت والمدرسة والمسجد والدولة بكل مؤسساتها ودوائرها الحكومية.
وهنا نطالب الدولة بمنع دخول الملابس النسائية والشبابية الخليعة والفاضحة وإغلاق معامل الخياطة التي تقوم بإنتاج وخياطة البالطوهات النسائية الضيقة وكذا إغلاق المحلات والمراكز التجارية التي تقوم ببيعها، وملاحقة الشباب الذين يقلدون الغرب في ملابسهم وقصات شعرهم، وإغلاق المواقع والقنوات الاباحية ومنع الاختلاط في الجامعات والمعاهد أو وضع كاميرات مراقبة في فصول وقاعات المحاضرات الدراسية وداخل حرم الجامعات وفي المكتبات والحدائق والمتنفسات العامة، فشبابنا هم جيل المستقبل وهم عماد الامة والمحافظة عليهم وغرس القيم والاخلاق الدينية ونشر ثقافة المحبة والتسامح والاخاء والتكافل بينهم ،وزرع الولاء لله والوطن في نفسهم ،واجبنا جميعا ًوان لا نتركهم فريسة سهلة للعدو، وهدفاً سهلاً للغزو الفكري الذي يحقق اهداف الغرب ومخططاته عبرهم ومن خلالهم .