مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة عمران لـ"الثورة":
الوضع الصحي الراهن بالمحافظة جيد وتعافى بشكل كبير مقارنة بما كان عليه في الماضي
عمران/ صفاء عايض
سعى العدوان السعودي الأمريكي منذ اليوم الأول إلى تعطيل المنظومة الصحية وصولا لانهيار القطاع الصحي وذلك بالاستهداف المباشر للبنى التحتية ومنها المنشآت الصحية ثم بواسطة الحصار الذي منع وصول الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة وحصلت الكارثة الإنسانية على مستوى العالم.
“الثورة” سلطت الضوء مع الدكتور/ محمد مجاهد الحوثي مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة عمران الذي أوضح بأن الوضع الصحي الراهن بالمحافظة جيد وتعافى بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية منذ بداية العدوان وذلك نتيجة للاستغلال الأمثل للموارد المتاحة والحصول على دعم من المنظمات لتغطية العجز في الحوافز المالية للكادر ونفقات تشغيلية للمرافق.. إلى التفاصيل:
بداية دكتور…نريد أن تضعنا أمام صورة المأساة التي لحقت بالقطاع الصحي بمحافظة عمران والتي تسببت بها دول العدوان السعودي الأمريكي على اليمن؟
– لقد سعى تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ اليوم الأول إلى تعطيل المنظومة الصحية وصولا لانهيار القطاع الصحي وذلك بالاستهداف المباشر للبنى التحتية ومنها المنشآت الصحية ثم بواسطة الحصار الذي منع وصول الادوية والمحاليل والمستلزمات الطبية خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة والفشل الكلوي.
كذلك بالاستهداف غير المباشر للقطاع الصحي من قبل تحالف العدوان وذلك بطرق عده منها : قطع رواتب الموظفين وتوقف النفقات التشغيلية الشهرية للمرافق الصحية مما أدى الى تعطيل نسبة كبيرة من المرافق الصحية وتوقف خدماتها مما سبب ارتفاع حجم الضحايا من المواطنين جراء القصف وبسبب انتشار الأمراض التي فتكت بهم واستفحلت فيهم نتيجة عدم وجود الأدوية والمحاليل بسبب الحصار الجائر براً وبحراً وجواً.
كما قام بقصف محطات الكهرباء مما أدى الى توقف غرف العمليات والعناية المركزة وحاضنات الأطفال، بالإضافة الى استهداف مشاريع المياه وخزانات وآبار المياه أجبر المواطنين على شرب المياه من مصادر غير آمنة.
كل هذا أدى الى انتشار الأمراض و الاوبئة مثل الإسهالات المائية والكوليرا، وأيضاً نتيجة لهذا العدوان حدث تراجع في نسبة التغطية بالتحصين للأطفال مما ساعد على ظهور وتفشي أمراض الطفولة القاتلة (مرض الحصبة، وشلل الأطفال، والسعال الديكي، والدفتتيريا وغيرها من الأمراض القاتلة).بالإضافة الى زيادة في حالات سوء التغذية للأطفال، كذلك حرمان النساء من الحصول خدمات الصحة الإنجابية وخدمات رعاية الحوامل.
تقييمك لوضع الخدمات الصحية الراهنة بعد تعرض البنية لقصف العدوان السعودي لهذه المنشآت الإنسانية أو للجانب الدوائي نتيجة للحصار الظالم على اليمن؟
– الوضع الصحي الراهن بالمحافظة جيد وتعافى بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية منذ بداية العدوان نتيجة للاستغلال الأمثل للموارد المتاحة والحصول على دعم من المنظمات لتغطية العجز في الحوافز المالية للكادر ونفقات تشغيلية للمرافق وتزويدها ببعض الأصناف للأدوية الأساسية وهذا بدعم ومساندة قيادة وزارة الصحة ممثلة بمعالي الدكتور/طه المتوكل وزير الصحة وقيادة المحافظة ممثلة بالدكتور فيصل جعمان.
ما هو وضع الكادر الصحي في المحافظة…وماذا عن إجراءات توزيعه على المستشفيات؟
– بسبب العدوان وتوقف المرتبات وفقدانهم لمصادر عيشهم فقد أدى ذلك إلى تسرب الكثير من الكوادر للبحث عن عمل أما في القطاع الخاص او في مهن واعمال اخرى. ومن خلال تنسيق وتوجيه الجهود لمجالات دعم المنظمات الصحية العاملة بالمحافظة من قبل قيادة مكتب الصحة فقد تم استهداف غالبية الكادر الصحي الرسمي بالحوافز بالإضافة إلى المتعاقدين والمتطوعين وعودة بعض الكادر المتسرب الذين يقدر عددهم حوالي 1300 شخصاً.
ماهي الصعوبات التي تواجه عمل المستشفيات والإجراءات المطلوبة لتجاوزها؟
– أهم الصعوبات التي تواجه العمل في المستشفيات وخصوصاً المستشفيات الريفية قلة الامكانيات المادية والبشرية مثلاً نقص في الكادر الطبي والتخصصي وبالأخص النسائي وعدم توفر التجهيزات التشخيصية والموازنات التشغيلية الكافية وخصوصاً انعدام وارتفاع اسعار المشتقات النفطية التي تغطي العجز في انقطاع الكهرباء جراء العدوان الغاشم، وكذلك شحة الادوية والمستلزمات الطبية وانعدام معظمها بسبب الحصار، ونحن قد اعددنا خطة لعام 2019م والتي تم التركيز فيها على المستشفيات لجعلها تعمل بكامل جاهزيتها إن شاء الله تعالى..
وفيما يخص الأمراض المزمنة والمستعصية فهي تمثل مشكلة حقيقية وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة من عدوان وحصار وانعدام القيمة الشرائية لها لدى المرضى مع ارتفاع أسعارها. ووزارة الصحة مهتمة بهذا الجانب وتقوم بشراء كميات من هذه الأدوية وتوزيعها على المحافظات حيث ولدينا في محافظة عمران صيدلية مركزية يتم من خلالها صرف ادوية السكر والضغط والصرع ولكن الكميات قليلة لا تغطي نسبة 30 % من الاحتياج الفعلي وكذلك بالإضافة لكميات أخرى ضئيلة من بعض المنظمات الداعمة.
مع تفاقم الوضع الصحي بسبب العدوان والحصار، ما البدائل أو الحلول الممكنة اليوم في ظل هكذا وضع معقد؟
– البدائل هي الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة بما فيها دعم المنظمات والاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي في تفعيل مشاركة المجتمع والعمل على تنظيمها في جميع المرافق الصحية.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن استغلال البعض لظروف البلد والمتاجرة بالأدوية في السوق السوداء…أين أنتم من ذلك وهل أنتم راضون عن الدور الرقابي القائم حاليا الذي تقوم به الجهات المختصة بما فيها المجالس المحلية؟
– فيما يخص الدور الرقابي الذي يمارسه مكتب الصحة على القطاع الخاص ومخازن الادوية فإن المكتب يقوم من وقت لآخر بالنزول الميداني والإشراف والرقابة وضبط المخالفين ويقع على عاتق السلطة المحلية ومكاتب الصحة في المديريات القيام بالدور الاكبر والمباشر في الرقابة والتقييم للمنشآت الصحية والصيدلانية وسيقوم المكتب في تعزيز الدور الرقابي في هذا الجانب في الفترة القادمة إن شاء الله.
يشكو الكثير من غياب الأدوية المجانية التي توزعها وزارة الصحة مجانا كأدوية زراعي الكلى وأدوية الاورام…ماذا عنها ؟ وهل لديكم أي تنسيق مع المنظمات الدولية والتجار من اجل توفير بعض من هذه الادوية للحالات المعدمة؟
– بالنسبة للأدوية المجانية مكتب الصحة لا يألو جهداً من خلال المتابعة المستمرة للوزارة والمنظمات الداعمة من أجل توفير مثل هذه الأدوية ويعتبر ذلك من أولويات خطة المكتب لعام2019م، وكذلك متابعة إنشاء مركز للغسيل الكلوي في مستشفى 22مايو المركزي بتمويل من مصنع اسمنت عمران والجهود مستمرة.
كلمة أخيرة؟
– نقدم الشكر لقيادة وزارة الصحة ممثلة بمعالي الدكتور طه المتوكل وزير الصحة العامة والسكان وكذلك لقيادة المحافظة ممثلة بالدكتورفيصل جعمان محافظ المحافظة لما يبذلانه من جهد كبير من أجل توفير الخدمات الصحية وتحسينها للتخفيف من معاناة المواطن الذي يعاني الأمرين “المرض والفقر” في ظل عدوان غاشم وحصار جائر. والشكر موصول لجميع المنظمات الصحية الداعمة لما تقدم من دعم ومعونات للتخفيف من المأساة الذي سببها العدوان والحصار السعودي الأمريكي الغاشم. والله الموفق..