الثورة نت/
قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ” إن نشاط الجامعات لا يكتمل إلا بحضور الأعمال البحثية والنقاشات العلمية التي تتيحها المؤتمرات والندوات العلمية”.
وأشاد بن حبتور خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الثاني للعلوم الإنسانية الذي تنظمه جامعة الأندلس على مدى يومين بالعاصمة صنعاء بمشاركة نخبة من أساتذة الجامعات اليمنية والباحثين، بالنشاط العلمي المتواصل لجامعة الأندلس والذي تؤكده أنشطتها العلمية من مؤتمرات وندوات وورش علمية.
ونوه بالنقلة النوعية التي حققها التعليم العالي الأهلي والخاص خلال هذه الفترة الاستثنائية وتمكنه من التغلب على الصعوبات التي فرضها العدوان والحصار .. وقال ” إن الجامعات هي شمعة حقيقية تبدد ظلام العدوان المتواصل على شعبنا لقرابة أربع سنوات “.
ولفت الدكتور بن حبتور، إلى أهمية دور الأبحاث العلمية في إيجاد الحلول السليمة لمختلف القضايا التنموية والاجتماعية وإسناد ديناميكية التنمية المستدامة.
وتطرق إلى المخزون البشري الذي يمتلكه اليمن والذي يؤهله في حال تنميته بشكل صحيح من القيام بدور حضاري وريادي في منطقة الجزيرة والخليج كما أهله في الماضي من تحقيق انجازات لم يحققها شعب آخر.
وأضاف ” إن اليمن سيظل كما كان منذ فجر التاريخ مصدرا للخير وصانع الانجازات الكبيرة بفضل توحده وفي الحاضر عامل مهم لاستقرار واقتصاد المنطقة والعالم” .
وقال ” إن ثروة الإنسان هي في قدرته الذهنية وتفكيره العلمي وانجازاته البحثية وليس فيما يكتسبه من مال وثروة “.. مبينا أن الأموال التي تملكها السعودية ودول الخليج تكفي لإحداث تنمية في أفريقيا وآسيا وربما العالم.
وأشار رئيس الوزراء إلى الذهنية التي تحكم هذه الدول والتي تتنافس على شراء الإبل والأرقام المميزة للوحات المعدنية للسيارات والهواتف فيما أثرياء العالم يستثمرون جزء من أموالهم بإنشاء مؤسسات بحثية خيرية تدعم عملية التطوير لأوطانهم وابتكار المفيد للإنسانية جمعاء ، بينما حكام السعودية والخليج يستثمرون أموالهم في صراعاتهم الموجهة لإيذاء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
وتناول رئيس الوزراء ما يخلفه العدوان والاحتلال والحصار من موت ودمار وخراب في كافة أرجاء اليمن .. لافتا إلى أن هناك إرادة شعبية يمنية جارفة تقاتل من أجل صون كرامة اليمن وما تبقى من مقوماته ومدنه.
وذكر أن الصمود والثبات اليمني واقعي وليس دعائي ولذلك أدرك العالم مؤخرا أنه لا يمكن حل القضية اليمنية بقوة السلاح وإنما عبر المسار السلمي.
وقال” إن العدوان ومن يسيرون في فلكه لا يعترفون لليمني حتى بحق التفكير والإبداع ولذلك هم يسخرون من قدرته في التصنيع العسكري الدفاعي ويدًعون أن إيران هي من تزود الشعب اليمني بالأسلحة في الوقت الذي يحاصرون فيه كل شبر من الأراضي اليمنية”.
وأضاف ” من في الخارج لا يريدون إنتهاء العدوان والحرب المفروضة على شعبنا لأنها مصدر ثرائهم وتراكم أرصدتهم ويدركون أن وقفها فيه توقف لمصالحهم التي تتعاظم يوما بعد آخر “.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن الحديث عن أي تطوير للأوطان لا يمكن أن يحدث إلا بالحضور الايجابي للعلماء والمفكرين والباحثين الذين يمتلكون الأفكار السديدة لفائدة وطنهم وتنميته وخير شعبهم .
فيما أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب بالفعاليات والأنشطة العلمية التي تقيمها جامعة الأندلس للعلوم والتكنولوجيا بصورة مستمرة والمواكبة للمرحلة الراهنة ودعم العملية التعليمية وتشجيع الأبحاث العلمية وعقد المؤتمرات والندوات في مختلف المجالات.
ودعا الجامعات الحكومية والأهلية إلى الاقتداء بجامعة الأندلس في تنظيم المؤتمرات العلمية لمناقشة المشكلات والتحديات التي تواجه البلاد .. مبيناً أن قطاع البحث العلمي اقتصر خلال الفترة الماضية على جوانب معينة.
وأكد الحرص على تفعيل قطاع البحث العلمي بإعادة ربط مجالات الدراسات العليا في كافة الجامعات الحكومية والأهلية بقطاع البحث العلمي عبر الربط الشبكي بنافذة واحدة .. داعياً إلى الاهتمام بقطاع البحث العلمي الذي يعول عليه في إيجاد المعالجات للمشاكل الاقتصادية التي تواجه البلد .
وتطرق الوزير حازب إلى الحرص على تفعيل وربط مراكز الدراسات والبحوث البالغة نحو 96 مركزاً بقطاع البحث العلمي وموقع الربط الشبكي لتوحيد الجهود وجعل الدراسات والبحوث في متناول الجميع.
بدوره أكد رئيس جامعة الأندلس للعلوم والتقنية رئيس المؤتمر الدكتور أحمد برقعان أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار اهتمام الجامعة بمجال البحث العلمي وخدمة المجتمع.
واعتبر انعقاد المؤتمر العلمي الأول مثل فرصة لتبادل الباحثين والأكاديميين من مختلف الجامعات اليمنية الخبرات والمهارات العلمية والاستفادة من التجارب العالمية المتطورة خاصة ما يتعلق بأبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وأستعرض الدكتور برقعان انجازات الجامعة خلال العام الدراسي 2018 – 2019م وسعيها تطوير العمل الأكاديمي ومواكبة الأنظمة التعليمية الحديثة وتجويد مخرجاتها للحصول على شهادة الأيزو العالمية، وكذا عدد من الأنشطة والبرامج والمؤتمرات والندوات .
بدوره استعرض عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالله عبد الرحمن بكير محاور المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 200 مشاركا ومشاركة من مختلف الجامعات اليمنية تحت شعار ” العلوم الإنسانية وتحديات العصر”.
وأوضح أن المؤتمر الذي يستمر يومين سيناقش 54 بحثاً علمياً محكماً من قبل نخبة من أساتذة الجامعات اليمنية، موزعة على مختلف حقول المعرفة والعلوم الإدارية والانجليزية والمحاسبية والمصرفية والاقتصادية، والعلوم التربوية، بمختلف اتجاهاتها ومدارسها.
وكان رئيس مجلس الوزراء ومعه وزير التعليم العالي والبحث العلمي افتتحا الأستوديو التلفزيوني التعليمي بالجامعة واستمعا من رئيس الجامعة إلى طبيعة الخدمات التي سيقدمها الأستوديو لطلبة قسم الإذاعة والتلفزيون إلى جانب الإذاعة المحلية التابعة لقسم الإعلام.
حضر افتتاح المؤتمر وزير الثقافة عبدالله الكبسي ومحافظ حضرموت لقمان باراس ووكلاء وزارة التعليم العالي ومستشارو وزير التعليم العالي، وعدد من رؤساء وممثلي الجامعات الحكومية والأهلية وأمين عام اتحاد الجامعات الأهلية الدكتور محمد الخامس، وعمداء الكليات المشاركة ونخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الجامعات اليمنية.
عقب ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر، حيث استعرضت الجلسة برئاسة الدكتور محمد الخامس سبعة أبحاث علمية حول مستوى ممارسة القيادات الأكاديمية للإدارة وفلسفة علوم التربية ودورها في الواقع الحضاري ومقترح لتطوير الإعلام التربوي وفاعلية استخدام نظام مودل على التحصيل المعرفي، ومتطلبات تنمية رأس المال الفكري في جامعة صنعاء، إضافة إلى مدى تطبيق مفهوم الإدارة بالقيم لدى مديري المدارس الثانوية بحضرموت.
فيما استعرضت الجلسة الثانية ستة أبحاث علمية في اللغة الإنجليزية، تناولت الجلسة الثانية سبعة أبحاث علمية شملت الأخلاق البيئية والتراث والهوية في عصر العولمة وعلم النفس الايجابي ودور المرأة اليمنية في التمكين الاجتماعي والتعليمية ومقومات وخصائص ونظريات ودور الإعلام في تنمية المجتمع ودور الإذاعات اليمنية الخاصة في معالجة القضايا الاجتماعية.
سبأ