أحلام الهاوية

 

العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل
المؤتمر الذي عقد لسبعين دولة للتحالف ضد المقاومة في الشرق الأوسط هو لإعادة الأمور في المنطقة إلى الخمسينيات – على الأقل – ولو في مرحلة قصيرة، تأميناً للمصالح الاستعمارية التي حكمت المنطقة لأكثر من قرنين.
هذه أحلام يقظة، وارتكاب جريمة ليس بعدها جريمة، وستكون القاضية – إن لم تكن الماحقة – للدول الاستعمارية وللشعوب في هذه المنطقة.
إن كل شيء في الشرق الأوسط قد انقلب رأساً على عقب، وخاصة منذ 2006م للمقاومة ضد الهيمنة الاستعمارية، وضد إسرائيل بصفة خاصة.
إن إيران – بثورتها العتيدة – لم تعد في هذه المنطقة لوحدها، بل إن الشعوب في هذه المنطقة وخارجها معها – بكل تأكيد -، والعصر عصر الشعوب، وليس عصر الأفراد.
إن التغيير المادي الإيديولوجي في جميع المجتمعات، في هذه المنطقة وغيرها، قد خلق مَدّاً، وأحدث جَزراً في أحلام اليقظة السالفة، زد على ذلك الإمكانيات التقنية والمادية التي قلبت الميزان رأساً على عقب .. فمن كان يحلم أن اليمن بثورة 21 سبتمبر ستكتب التاريخ المستقبلي للشعوب المضطهدة ؟!! وهذه حقيقة، وخاصة “لشعب” الجزيرة العربية وما حولها.
حياة أو موت
إن أشعة الحرية والأمل مع إمكانيات تَمَلُّك القدرة التقنية، هي شوكة الميزان في تغيير كل شيء جذرياً، وقد انبسط الجناح من “باب المندب” و “مضيق هرمز” إلى أمريكا اللاتينية ككل .. حتى وإن كان ظاهراً على شاشات التلفزيون دعاية لا تستند على واقع للهيمنة الاستعمارية الأمريكية الصهيونية، لأنها في نظر الرأي العام ( تَجَمُّعُ أفراد من الحكام الفاشلين ضد شعوبهم لإخماد هذا الإشعاع ).
وإن هذه الحركة التي يقوم بها ممثلو الرياض في اتفاق “وارسو” تحت نظر ورعاية الأمم المتحدة، والخروقات القائمة لهذا الاتفاق، إنما هي حركات لا تعطي إلا شواهد على أن هذا الفريق ليس له صفة شرعية تمثله، فهو ليس سوى مظلة للسعودية والإمارات وقوات التحالف، في عدوان سافر على هذا الشعب المظلوم .. لأنهم ليس لهم صفة شرعية تمثلهم بعد توقيع الوحدة 22 مايو 1990 م، وإن الصفة الحقيقية للشرعية ( لمن هو يحكم صنعاء وليست لمن هو في دهاليز فنادق الرياض ومطابخها ).
وعليه، فإن امتدت هذه الحركات العقيمة التي يقوم بها الفريق الآخر، فسيكون هناك انفجار عظيم، لا تستطيع أمريكا ولا حلفاؤها ولا أحذيتها المهترئة أن تسد مكانه، لأنه سيكون أقوى من قيام ثورة 2003م وانتصار 2014 ، بل سيكون من المشرق إلى المغرب، ومن المغرب إلى المشرق؛ لأن العصر عصر الشعوب..
فليفهم الخونة وأعوانهم أنهم في مقاعدهم على أتون ثورات لا تبقي ولا تذر.
* مفتي محافظة تعز

قد يعجبك ايضا