ورد بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن المحور الإسرائيلي السعودي الناشئ يعمل جنبا إلى جنب حاليا على تشويه وإسكات النائبتين المسلمتين بمجلس النواب الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر.
وأوضح الكاتب سي جي ويرليمان في مقال بالموقع أنه ومثلما لا يوجد أي شيء يزعزع الجيوسياسة المعتادة في الشرق الأوسط أكثر من العلاقة المزدهرة حديثا بين السعودية وإسرائيل، فإن وصول أول امرأتين مسلمتين إلى مجلس النواب الأمريكي زعزع بالقدر نفسه إسرائيل والسعودية ومؤيدي إسرائيل داخل الولايات المتحدة وخارجها.
تعميد بالنار
ولذلك بدأت الحملة لتشويه النائبتين، كما يقول الكاتب، في وقت مبكر وقبل أن تكملا شهرين على مقعديهما بمجلس النواب من كل الجهات في الداخل والخارج حتى أصبح الشهران للنائبتين كالتعميد بالنار.
وقال الكاتب إن اتهامات بمعاداة السامية قد وجهت إلى طليب ذات الأصل الفلسطيني وإلهان الابنة للاجئ صومالي، رغم حقيقة أن أيا منهما لم تناد بالقمع أو التمييز ضد اليهود في أي مكان في العالم، بما في ذلك إسرائيل.
وأشار ويرليمان إلى أن انتقادات اللوبي الإسرائيلي واليمينيين في أمريكا عادية ومتوقعة، إلا أن الطريقة التي بدأت الآلة الدعائية السعودية تلاحقهما بها ملفتة للانتباه.
انتقادات اللوبي الإسرائيلي واليمينيين في أمريكا للنائبتين عادية ومتوقعة، إلا أن الطريقة التي بدأت الآلة الدعائية السعودية تلاحقهما بها ملفتة للانتباه
حرب سعودية ضدهما
وأورد أن الأوساط السياسية والإعلامية والمعلقين المقربين من حكومات الخليج العربي مرارا اتهموا إلهان وطليب بأنهما عضوتان سريتان بجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي حدا بمجلة أمريكية مرموقة مثل فورين بوليسي إلى أن تنشر مقالا بعنوان “المملكة السعودية تعلن الحرب على نساء الكونجرس الأمريكيات المسلمات”.
وقال الكاتب إن الرياض تخشى أن يدفع الناخبون الأمريكيون التقدميون والمشاعر المتصاعدة ضد السعودية النائبتين المسلمتين إلى تقويض الدعم الأمريكي العسكري غير المقيّد لها في اليمن وغير العسكري في المجالات الدبلوماسية.
وأضاف إن هذا يفسر قيام موقع “العربية” السعودي بنشر مقال هجومي على إلهان من خلال ربطها بجماعة الإخوان المسلمين في المملكة بسبب ارتباطها بالناشطة الإسلامية الأمريكية ليندا صرصور، في حين وصفتها أيضا بأنها “معادية للخليج”.
اتهامات زائفة
وانتقد ويرليمان اتهاما وصفه بالزائف بحق طليب وإلهان مثل قول فرانك غافني، الذي يُعتبر الأب الروحي للنشاط المناهض للمسلمين في الولايات المتحدة، إنهما يتبنيان بشكل كامل أيديولوجية الإخوان المسلمين، وإن ولاءهما للقرآن سيكون على حساب الدستور الأمريكي وسيتحدثان عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بكل بساطة مثل أي تنظيم عادي، وسيعملان على انحدار أمريكا حضاريا وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية فيها.
ومضى الكاتب يقول إنه في الوقت الذي بدأ فيه تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يهدف إلى مقاطعة حركة إسرائيل (بي دي أس)، فإن الضغط الشديد والمتابعة لعضوتي الكونجرس طليب وإلهان على وشك أن يصبحا أكثر تركيزا وشراسة. وأشار في هذا الصدد إلى إعلان مؤسسات مؤيدة لإسرائيل ومدعومة من قادة الحزب الجمهوري نيتها استهداف النائبتين.
قيادة أخلاقية
وخلص الكاتب إلى القول إنه ورغم الهجمات، فإن طليب وإلهان قد رسختا نفسيهما كقيادات أخلاقية في حزبهما، حيث دافعتا عن حقوق الإنسان العالمية والمساواة للشعب الفلسطيني.
وأضاف إنهما بذلك تضعان نفسيهما في توافق مع وجهات النظر الأكثر تقدمية واستنارة للجيل القادم من قادة الولايات المتحدة، الأمر الذي أغضب أكثر الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط السعودية وإسرائيل. وتوقع أن تستمر الهجمات والتشويه لكليهما.