موسكو/وكالات
كشف ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خبايا المناوشات التي تدور بين الدبلوماسيين في أروقة المنظمة الدولية، وعزاها لاختلاف مواقف دولهم وليس لعلاقاتهم الشخصية.
وقال نيبينزيا في لقاء مع الصحفيين عشية الاحتفال بـ”يوم الدبلوماسي الروسي”: “إن الخطابات والتصريحات المتضاربة والمتعارضة، والانفعالية غالباً، التي يتفوه بها مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، تحدث بسبب اختلاف مواقف الدول تجاه القضايا التي تجري مناقشتها، ولا علاقة لذلك بالعلاقات الشخصية بين رؤساء البعثات أنفسهم”.
وأضاف نيبينزيا قائلا :”لا تحدث مصادماتنا ومناوشاتنا على أساس التضاد في علاقاتنا الشخصية، فعلاقاتنا الشخصية جيدة، إنسانية، محترمة بشكل متبادل. ولكن عندما نتحدث عن أشياء أساسية، هناك اشتباكات في الآراء تتطور إلى مثل هذه الأشكال”.
وأوضح أن المواجهات تحتد عندما يقترب الطرفان من الاتفاق على قضايا تكون فيها المواقف مختلفة جذريا.
وشرح رئيس البعثة الروسية: “تندلع المعارك في عملية مناقشة بعض القضايا وتستند إلى اختلاف في النهج تجاه بعض المشاكل. وفي سياق هذه المعارك، بطبيعة الحال، أحيانا يتم قطع الشرر وأحيانا تغيير النهج، وفي بعض الأحيان، يتم النظر إلى الوضع بشكل مختلف وتقييمه من زاوية أخرى”.
وأشار إلى أنه “يتعين علينا أحيانا أن نعيد شرح موقفنا للشركاء من أجل إيصاله لهم”.
وأعلن نيبينزيا قائلاً: “إننا مدعومون من دول أخرى تشاركنا مواقفنا بشكل عام، ويسرنا أن دولاً مثل جنوب أفريقيا وإندونيسيا انضمت الآن إلى مجلس الأمن كأعضاء مؤقتين”.
وتابع: “إن منصب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، وبغض النظر عمن يقوم به، هو منصب شخصية تصارع في الميدان الدولي، وتحتاج دائما للدعم”.
وفي إشارته إلى تعيينه في هذا المنصب، ذكر الدبلوماسي أن هذا حدث على خلفية الموت المفاجئ لرئيس البعثة الروسية آنذاك، فيتالي تشوركين.
وقال: “لم أتردد للحظة آنذاك، لكنني توقفت قليلا للتأمل، في العرض الذي قدمه لي الوزير (وزير الخارجية سيرغي لافروف). فكرت، استشرت، ثم جئت وقلت له، إني في ظروف أخرى ربما كنت أفكر ثلاث مرات، ولكن الآن أشعر أنه لا يحق لي أن أرفض”.
وأكد أنه كان “يعرف إلى أين هو ذاهب”.
وأضاف: “حقيقة لم يقلقني أبدا أن تشوركين عمل في هذا المنصب قبلي، بل على العكس، ساعدني كثيرا: لأن الشهرة والاحترام اللذين حظي بهما فيتالي إيفانوفيتش (تشوركين) استفدت منهما بشكل جزئي أيضا”.
واختتم الدبلوماسي الروسي حديثه بالقول: “لم أندم على اتخاذ هذا القرار. العمل في الأمم المتحدة هو صورة مصغرة عن العالم بأكمله، إنه عالم صغير، إنه مثير للاهتمام وغير ممل أبدا”.