قالت باحثة أمريكية إن سياسة إدارة ترامب الحالية تجاه اليمن تتفق بشكل عام مع نهج إدارة أوباما.
وذكرت الباحثة الأمريكية، فارشا كودوفايور، في مقال لها بأحد المواقع المعنية بالدفاع عن الديمقراطية، أنه أكثر من عقد من الزمان، عملت الولايات المتحدة مع شركاء يمنيين وحلفاء دول الخليج لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفيما بعد الدولة الإسلامية.
وتشير كودو فايور إلى أنه بعد اندلاع الحرب في عام 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تدعم حملة الإمارات بالاستخبارات والمراقبة والتزود بالوقود في الجو والدعم الطبي. وبشكل منفصل، تشن الولايات المتحدة غاراتها الجوية ضد أهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية وأهداف الدولة الإسلامية. خلال السنة الأولى من إدارة ترامب، أجرت الولايات المتحدة 131 ضربة في اليمن أي أكثر من السنوات الأربع السابقة مجتمعة على الرغم من أن وتيرتها قلت بشكل كبير في 2018.
وفي عام 2015، بدأت الولايات المتحدة في تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للقوات السعودية والإماراتية المنخرطة في حملة منفصلة لإعادة الحكومة السابقة إلى السلطة.
وتذكر الباحثة الأمريكية، أن الدعم الأمريكي، شمل إعادة التزود بالوقود للطائرات الحربية السعودية، الأمر الذي دفع النقاد الأمريكيين والأجانب إلى توجيه اتهامات بأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة عن الإصابات المدنية التي تسببت بها الضربات الجوية السعودية. كما تسببت الضربات الجوية في إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية المحلية، مما تسبب في الحد من إمدادات المياه النظيفة وزاد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا.
وفي نوفمبر 2018، أعلن البنتاغون أنه لن يقوم بعد الآن بإجراء إعادة التزود بالوقود في الجو للطائرات الحربية التابعة للتحالف، وهذا في جزء كبير منه رد فعل على غضب الكونجرس الذي نجم عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي من قبل عملاء الحكومة السعودية.
وتقول الباحثة الأمريكية، فارشا كودوفايور، إنه في ظل الانتقادات المستمرة، عملت الولايات المتحدة على تحسين قدرات الاستهداف السعودية للحد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين. في عام 2018، جعل الكونجرس تمويل عمليات إعادة التزود بالوقود في اليمن معتمداً على إثبات وزير الخارجية بأن السعوديين والإماراتيين يحرزون تقدماً في الحد من الإصابات بين المدنيين والتخفيف من الأزمة الإنسانية.
وعلى الرغم من الجهود الأمريكية، لا يزال التهديد الإرهابي في اليمن كبيراً المشكلة الأساسية هي انهيار الدولة اليمنية وسط حرب تبدو احتمالات حلها عبر المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة ضعيفة.
كافحت الولايات المتحدة أيضا للعثور على شركاء أكفاء لقيادة الحملة في اليمن ومع أن الدور السعودي أصبح مثيراً للجدل بشكل كبير نظراً للسلوك الإنساني الوحشي للمملكة والادعاءات بأنها دفعت لمتطرفين.
وفقاً لوزارة الخارجية:»لقد نجحت مكاسب مكافحة الإرهاب في عام 2017 في التخلص من العديد من القادة الرئيسيين وخفّضت حرية حركة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية في اليمن ما زالوا يجرون هجمات إرهابية في جميع أنحاء الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة». أكد تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أن التحالف بقيادة السعوديين والإماراتيين خلق الوهم بالنجاح وذلك بالتفاوض على صفقات سرية مع القاعدة دفعتها للتراجع عن المناطق الرئيسية أو سمحت ل ها بالانسحاب بأسلحتها وأموالها ومعداتها ولكنهم ينكرون هذه الادعاءات.
أكبر تهديد لسياسة إدارة ترامب هو ردة فعل الحزبين ضد المملكة العربية السعودية في الكابيتول هيل والتي تعاملت معها الإدارة بشكل سيئ.
وأدى مقتل السعودي جمال خاشقجي -الذي يعتبر كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومنتقداً شديداً للرياض – إلى إعادة تنشيط جهود الكونغرس لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة.