بالمختصر المفيد.. ثورة ضد المستعمر الجديد

 

عبدالفتاح علي البنوس

ما تمارسه قوى الغزو والاحتلال والبغي والعدوان السعودية والإماراتية في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها من جرائم وممارسات تعسفية وقمعية تصادر كافة الحقوق ، وتمتهن الكرامات ، وتنتهك الأعراض ، وتستبيح الحرمات ، اغتيالات ممنهجة وموجهة بعناية ، تنفذها فرق متخصصة في هذا الجانب ، تطال أئمة وخطباء المساجد ، والقادة العسكريين والأمنيين ، والسياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين ، تتم تصفيتهم بدم بارد ، يصاحب عمليات الاغتيال عمليات اعتقال وإخفاء قسري تطال حتى النساء ، حيث يتم الزج بهم في سجون ومعتقلات بعضها غير معلوم ، وتحاط بالسرية التامة ، تمارس فيها صنوف الإذلال والتعذيب والقمع الوحشي الذي يؤدي إلى وفاة بعضهم تحت التعذيب في جرائم يندى لها جبين الإنسانية .
مصادرة للحقوق والحريات وانتهاك للسيادة ، وشروع في خطوات استيطانية استعمارية تنسف كافة الشعارات الزائفة والدعايات المزركشة والوعود البراقة التي أطلقوها لأبناء المحافظات الجنوبية عندما دخلوا إليها باسم التحرير والحرية والذهاب نحو التطور والتقدم والازدهار والبناء والتعمير والحياة الكريمة والعيش الرغيد والمستقبل الأفضل ، كل ذلك تبخر في الهواء ولم يحصل أبناء الجنوب غير القتل والاعتقال والذل والهوان والاستعباد والخوف والرعب الذي بات بالنسبة لهم أشبه بالبرنامج اليومي الذي يعايشوه يوميا ليلا ونهارا ، بعد أن كانوا في أمن وأمان واستقرار .
اليوم أمهات المعتقلين والمخفيين قسريا يتظاهرن أمام منزل وزير داخلية هادي المرتزق أحمد الميسري للمطالبة بإطلاق سراح أولادهن والكشف عن مصيرهم بعد تناقل معلومات تفيد بسقوط قتلى في صفوف المعتقلين في السجون التابعة للمحتل الإماراتي ، هناك سجون سرية ، وهناك تسريبات تتحدث عن ممارسات فظيعة جدا تمارس في حق المعتقلين ، ورغم المظاهرات والاحتجاجات المنددة والمستنكرة لذلك إلا أن الصمت الدولي ما يزال سيد الموقف تجاه هذه الملف الإنساني الهام ، منظمات ومراكز دولية وثقت جانباً من هذه الممارسات والجرائم القمعية التعسفية التي يمارسها السجان الجلاد المحتل الإماراتي وأذنابه وما من متفاعل معها ، كل ذلك وما يزال الكثير من أبناء الجنوب يتسابقون على خطب ود المحتل الإماراتي ويتقاطرون فرادى وجماعات للقتال تحت رايته ضد شعبهم ووطنهم طمعا في دراهمهم التي تمثل الطعم الذي يصطادوهم به غير آبهين بالجرائم والممارسات التعسفية التي تطال أهلهم وذويهم ، وكأن الغيرة نزعت منهم ولم يعد لديهم ذرة منها .
بالمختصر المفيد ،ما يمارس في حق أبناء الجنوب من جرائم وانتهاكات وممارسات قمعية متعددة الأشكال والأوجه يستدعي إشعال ثورة عارمة تقتلع الغزاة والمحتلين من جذورهم وتطهر الجنوب من رجسهم ودنسهم وقبحهم ، فالمستعمر الجديد أشد وأكثر قبحا وإجراما ووحشية ودياثة وعهرا من المستعمر القديم ، والخلاص منه اليوم أفضل بكثير من الانتظار للغد ، وكلما زاد الصبر عليه أمعن في غيه وإجرامه وتسلطه وجبروته .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا