بابا عبد الرحمن مطهر
عبد الباري طاهر
إبداعه الإذاعي عبر برنامجه الشهير ” بابا عبد الرحمن ” أصبح اسم الشهرة الذي لا يدعي إلا به فإذا قيل بابا عبد الرحمن فيعرف من يعرفه ومن لا يعرفه من مستمتعي البرنامج أنه البابا الأكبر عبد الرحمن مطهر.
كانت البداية فجر ثورة سبتمبر ومع تحويل الإعلام إلى مؤسسات : مؤسسة الثورة ومؤسسة التلفزيون والإذاعة بدأ النشاط الإعلامي في التوسع. واستوعب كوادر جديدة من الرجال والنساء كان من ابرزهن ” أمة العليم السوسوة و جميلة علي رجاء و هدى الضبة وفاتن اليوسفي وعشرات من الكوادر الإعلامية الشابة و المؤهلة .
بابا عبد الرحمن من أوائل الإعلاميين وقد التحق بإذاعة صنعاء الى جانب زهراء طالب و عبدالعزيز شايف عبدالملك العيزري ومحسن الجبري وكان بابا عبد الرحمن هو الصوت المائز الداوي المتجدد دوما .
برامجه للإذاعة غاية في المهارة والإتقان واجتذاب المستمعين ونسج علاقة بين البرنامج و المستمعين لا أظن أن برنامجا في الإذاعة قد حقق شعبية و اكتسب جمهورا كبرنامج بابا عبدالرحمن ” مسعد ومسعده ” وصل إلى كل القرى النائية في اليمن ودخل كل بيت وتلقاه بالقبول والاستحسان كل يمني و يمنية .
التحق مطهر بالإذاعة بعد قيام الثورة بأربعة أشهر و بعد أخذ الثانوية العامة في ال ج .ع . المتحدة تزامل عبد الرحمن مع العديد من زملائه وزميلاته المذيعات ومنهم زهراء طالب ورؤوفة حسن التلميذة الذكية والوفية.
عاش بابا عبد الرحمن مستقلا عن الوزراء المتعاقبين على الإعلام و ما أكثرهم كما أنه حافظ على استقلاليته عن السلطات والأحزاب السياسية وكانت موهبته وأداؤه المائز هما سنده الأساس في عمله الاعلامي . شعرت بالفرحة والفخر عندما قرأت ما كتبه الزميلان العزيزان عبدالحليم سيف وعبدالرحمن بجاش عنه و هما صحفيان لامعان . والاول يعتبر من أهم الباحثين الإعلاميين وهو مفكر وباحث مهم .
الفقيد الكبير يترك رحيله أثرا عميقا و كبيرا على الإعلام والصحافة اليمنية فهو من أهم و أروع الأصوات الإذاعية التي أثرت الوجدان وغرست القيم الوطنية الأخلاقية و الإبداعية في نفوس أبناء الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر.
وكان يرحمه الله مثالا للكفاءة والنزاهة والإبداع والصدق والإخلاص.