الثورة نت | اسماعيل السراجي
من عجائب الأمم المتحدة، التي أثارت استغراب وسخرية الكثير من السياسيين والمراقبين، أن تُعلن عدم معرفتها بمصدر النيران التي استهدفت “مراقبها” لوقف إطلاق النار في الحديدة، فمن يراقب من!، فبينما تعلّق موكب مراقب الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في الحديدة لساعات، إثر تعرضه لإطلاق نار مستمر منذ الصباح حتى ظهر الخميس، مصدره مرتزقة العدوان حول المدينة، فقد كان من المفترض أن تجعل هذه الحادثة للأمم المتحدة موقف صريح تجاه الخروقات المستمرة من قبل المرتزقة ناهيك عن استهداف أحد الشخصيات التابعة لها.
جاء رد فعل الأمم المتحدة تجاه تعرض مراقبها للاعتداء من قبل المرتزقة مخجل للغاية، إذ أعلنت عدم معرفتها من أين جاء مصدر النيران، عبر بيان أصدرته بعد الحادثة، في خطوة تحاول من خلالها التغطية على المرتزقة.
هذا الموقف شجع تحالف العدوان ومرتزقته على تكثيف خروقاتهم لوقف إطلاق النار، حيث شن تحالف العدوان في ذات اليوم غارتين على مواقع للجيش واللجان الشعبية شمال الحديدة، أسفرتا عن استشهاد سبعة منهم، ودفع المرتزقة لاستهداف منازل وممتلكات المواطنين بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين.
وكان لناطق الجيش اليمني، وناطق الحكومة ورئيس الثورية العليا، والوفد الوطني، تعليق على الحادثة مُحملين تحالف العدوان ومرتزقته المسئولية الكاملة، ومحذرين الأمم المتحدة من التغاظي عن مرتكبي جريمة الاستهداف لمراقبها، إذ اعتبر ناطق الحكومة ضيف الله الشامي إطلاق النار من قبل دول التحالف للعدوان السعودي الامريكي على الفريق الأممي في الحديدة ومرافقيهم بأنه “يمثل فضيحة لدول العدوان، وفضيحة أخرى لباتريك من يحرص على تغطية فضائح مموليه ولو كان على حسابه الشخصي، لذلك جاء موقف الأمم المتحدة خجولا”.
أما ناطق الجيش العميد سريع فقد دعا “الأمم المتحدة ورعاة اتفاق استوكهولم الي إدانة هذه الخطوة الإجرامية والدفع نحو إجراءات عمليه لمحاسبة الآمرين والمنفذين لهذه العملية”، مؤكدا أن “التعامل البارد مع خروقات العدو قد شجعته الى درجة معاودة القصف الجوي في أكثر من مكان في الحديدة الامر الذي يجعل من الصمت الاممي بعد ماحدث اليوم أمرا مستغربا ولا نجد له أي تفسير الا أن يكون المجتمع الدولي قد أعفى الطرف الآخر من التزاماته فهذه مسألة أخرى وعلى الامم المتحدة أن تكون واضحة في هذه المسألة حتى لاتكون قيدا على حقنا في الرد”.
بدوره قال رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي إن “إعلان الأمم المتحدة عن عدم معرفتها بمصدر النيران التي استهدفت موكب كاميرت باتريك يثير القلق لسببين”، الأول هو “إذا لم يستطع الفريق معرفة مصدر النيران مع تواجده أو استهدافه، فيدل على تدني خبرته أو ارتباكه، وهذا يشكك في دقة تقارير الفريق المرفوعة لمجلس الأمن لعجزه”، أما السبب الثاني بحسب الحوثي فهو “أن يكون الإعلان للتستر على نيران دول العدوان ومرتزقته – وهوالراجح – فيثبت عدم حياديته”.
مصدر مسؤول في الفريق الممثل للوفد الوطني ضمن لجنة التنسيق المشتركة لوقف اطلاق النار، فريق الأمم المتحدة إلى توضيح الحقائق وإدانة هذا الاعتداء الغادر كونه كان شاهدا معاينا على هذا الاعتداء بشكل مباشر، مشيرا إلى أن الاعتداء يعد دليلا واضحا على سوء النوايا المبيت الساعية لإفشال اتفاق السويد وعرقلة تنفيذ إعادة الانتشار التي يتهرب منها الطرف الآخر بشكل واضح.
عضو الوفد الوطني، سليم المغلس وجه اتهاما صريحا للمراقب الأممي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة باتريك كاميرت بمحاول حرف اجراءات تنفيذ الاتفاق من مسار تنفيذي إلى مسار تفاوضي”، موضحا، أن “كاميرت يحرف إجراءات تنفيذ الاتفاق إلى قضايا لا تعنيه ومدرجة ضمن الاطار العام ستناقش في الجولة القادمة”، مضيفا أنه “من العجيب أن يحمل ممثل الأمم المتحدة راعية الاتفاق هذا التوجه الانقلابي عليه وليس ممثلو العدوان فحسب”.