متجاوزين كل العقبات .. طلاب اليمن ينتصرون في جبهة التعليم..!!
امتحانات الفصل الدراسي الأول:
¶ تغلبنا على كل المعوقات التي فرضها العدوان على العملية التعليمية وكذلك سنتغلب على خوفنا من الامتحانات
¶ أطباء: الخوف من قاعة الامتحان أمر طبيعي بمقدور طلاب اليمن تجاوزه
الأسرة/ وائل الشيباني
الخوف والتوتر والضغط الشديد أثناء فترة الامتحانات النصفية سواء من قبل أولياء الأمور أو مراقبي اللجان الامتحانية، أصاب الطلاب بعصبية زائدة وحالة من التوتر والقلق، ليصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة عندما تشاهد حالات الإغماء والغثيان والمغص الشديد وطنين الأذن التي يعاني منها أبناؤنا الطلبة، وتزداد هذه الحالات خاصة وطلابنا يمضون في الامتحانات رغم ظروف البلاد وغطرسة العدوان الغاشم الذي يسعى إلى عرقلة سير العملية التعليمية.
مزيد من التفاصيل حول تلك الأمراض وعلاقتها بالاختبارات تجدونه في السياق التالي:
ما إن أدخل قاعة الامتحان حتى أشعر بجوع شديد وألم في رأسي يلازمني طيلة فترة الامتحان.. هذا ما أكده لنا محمد العراسي الذي حكى لنا ما حدث له في الاختبارات النصفية العام الماضي الجوع وألم الرأس داهماني في امتحان مادتي القرآن والإسلامية وقلت لنفسي إن هذا بسبب قلة النوم والأكل، فقررت أن آكل جيدا في الاختبار الذي يليه ففعلت وما إن دخلت قاعة الامتحان حتى جعت وكأني لم آكل شيئا وآلمني رأسي وشعرت بالغثيان لا أعلم ما السبب وراء ذلك وكل ما أعلمه أن هذا الجوع والألم لا يؤهلني للإجابة بالطريقة الصحيحة وأعاني منه بشدة في كل امتحان.
الطالبة سعاد ثابت – مجمع الثورة التربوي للبنات- عملت ما بوسعها إلا أنها حسبما تقول أصابها التوتر الشديد داخل قاعة الامتحان في مادة الفيزياء العام الماضي، ولفهم المادة سجلت في المعهد التقني في العصر من أجل فهم الأشياء الصعبة في مادتي الفيزياء والرياضيات، وهذا ما حصل بالفعل، وتضيف: ولكن ما حدث لي عكس كل التوقعات كان أبي وأخي الأكبر يحذراني من مادة الفيزياء وما إن استلمت ورقة الامتحان حتى عجزت عن فهم الأسئلة كلها قرأت القرآن وانتظرت كثيراً حتى خف ألم رأسي واستطعت أن أفهم بعض الأسئلة وأجيب عنها، لكن الألم عاد من جديد بالإضافة إلى ألم في العين وصوت طنين في الأذن لم أقو بعدها على المقاومة فشربت دواء يخفف من ألم الرأس ولكن دون جدوى فلم أستطع أن أكمل الامتحان أو النظر إلى الورقة وما إن حان موعد الخروج كنت من أوائل الطالبات اللاتي سلمن أوراقهن وعدت مسرعة للبيت وما إن دخلت غرفتي حتى بدأ أنفي ينزف وأغمي عليّ ولم أعرف بعدها ماذا حدث.
لقد دخلت سعاد المستشفى وأكد الطبيب لوالديها أنها ضغطت على نفسها بصورة غير طبيعية في الامتحان فكانت هذه النتيجة.
قنبلة موقوتة
من المهم أن يراعي المراقبون حالات الطلاب المتقدمين للاختبار بشكل عام داخل قاعات الامتحان هذا ما أكد عليه جمال البارع مراقب امتحانات، وأضاف: في العام المنصرم قمت بمراقبة الطلبة في قاعات الامتحانات للمرة الأولى وتفاجأت بأن الكثير منهم يتَّسمون بتصرفات غير طبيعية ويشتكون من آلام الرأس والغثيان ويتحولون إلى شباب عدائيين، وكلما كان الامتحان صعباً كلما ارتفعت نسبة التنمر بين الطلبة والشكاوى والتحجج بغياب المدرسين والصراخ وغيرها من السلوكيات العدائية التي كنت أسعى جاهداً إلى امتصاصها وتهدئة الطلبة قدر الإمكان.
وختم حديثه بالقول: أتمنى من كل المراقبين أن يراعوا حالات الذعر والتوتر عند الطلبة وأن يسعوا جاهدين لتوفير الأجواء الهادئة لهم بقدر الإمكان مراعاة للضغوط النفسية التي يعانون منها خاصة الطلاب والطالبات الذين يخوضون الامتحانات النصفية وذلك لأهميتها.
رأي الطب
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب، هكذا استهل حديثه الدكتور “عبدالله الذبحاني” أخصائي الطب البشري، موضحاً أن الطالب أثناء فترة الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل، ولهذا فإن الطلاب الذين يستمرون في الاستذكار فترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان آخر، أو يشاهد التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء، فالخوف من الامتحانات كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها فتنتج صعوبة تبين أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق، كما أن خلايا المخ لا تنشط في استرجاع الإجابة، وهي حالة يعتري صاحبها صداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.
الإكثار من الدعاء
من جانبه يرى الداعية محمد صالح أن الخوف من الامتحانات أمر طبيعي وشائع بين الناس لكن الدعاء لله عز وجل من شأنه أن يخفف ذلك الخوف والهلع خاصة إذا ما آمن الطالب بأن الله عز وجل سيستجيب لدعائه ويملأ قلبه باليقين بذلك.. لذا أنا أتوجه بالنصح لجميع الطلاب والطالبات المتقدمين للامتحانات النصفية بأن يكثروا من الدعاء وقراءة الأذكار والصلاة والإيمان الكامل بأن الله بيده مفتاح النجاح والتفوق.
وفي سياق الموضوع أضاف صالح قائلاً: على أولياء الأمور أن يهتموا بأبنائهم وأن يخففوا عليهم الضغط النفسي الذي قد يصابون به من خلال تذكيرهم بقدرة الله واختيار الكلمات المناسبة لهم بحيث تكون تشجيعية وتعطيهم دفعة معنوية إيجابية تساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم بعون من الله عز وجل.