إلى السلام إلى السلام

 

عبدالله الأحمدي

قال تعالى : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله… )
التاريخ لا يتكرر، ولا يعيد نفسه .هكذا قال ماركس. ولكن ليس كل المقولات النظرية ابدية، بل هي متغيرة بعكس ذلك الحقيقة، فهي ابدية، كأن نقول : ان الشمس تطلع من المشرق. فتلك حقيقة لا تتغير إلا يوم القيامة – كما يقال.
صلح الحديبية بين الرسول الأعظم محمد (ص) وقريش كان محل انتقاد من بعض اصحاب محمد، والمرجفين في المدينة، لكن التاريخ أثبت صحة موقف الرسول محمد، فكان الصلح في صالح المسلمين في كل الأحوال.
والحال يبدو مثله في اتفاق الحديدية ( الحديدة ) فقد بدا بعضهم متأثرا بالضخ الاعلامي لوسائل الإعلام العدوانية الرخيصة، وما تبثه من الإفك والافتراء، لكن جماعات العدوان سرعان ما انقلبوا على عقبهم، رافضين للاتفاق، بعد أن روجوا له كثيرا كانتصار لهم.
ظهر المرتزق اليماني وزير خارجية الفنادق على إحدى القنوات قائلا : انه يرفض تواجد القوات الاجنبية في الحديدة. طيب يا يماني معك نحن نرفض تواجد اي قوة اجنبية على أرض اليمن وفي كل مكان، لكن لماذا تستقوون بالقوات الأجنبية في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، وترفضون لجنة التهدئة؟؟!! السلام أصبح ضرورة للشعب اليمني، وهو كذلك لمن لديه قضية يناضل من اجلها.
في صلح الحديبية انتصر الاسلام، لأن المسلمين كان لهم قضية ثورية بعكس قريش التي كانت تريد الإبقاء على العلاقات الجاهلية الظالمة وعبادة الاصنام.
تجار الحروب والمرتزقة، ومن يقفون في صف أعداء البلاد لا يهمهم السلام، ولا تهمهم البلاد فالحرب مورد رزق لهم، والسلام يقطع أرزاقهم.
السلام والاستقرار عامل مهم في أجندات قوى الحداثة والتنمية والديمقراطية والاستقلال والسيادة، لأن السلام رفض للفوضى والخراب والاحتراب، وتأسيسٌ لحياة الانتاج والتراكم والإبداع، والعيش الكريم.
تحتاج البلاد إلى سلام متكامل غير مجزأ. سلام يخدم كل اليمن، وليس سلاما مجتزأ يخدم مشاريع القوى الخارجية وادواتها في الداخل.
العدوان على اليمن هو نتاج مؤامرة دولية خططت لها دول الاستكبار والصهيونية، ومولتها ونفذتها مملكة الشر السعودي وامارات ال….. الصهيونية.
اتفاق السويد هو جزء من التآمر لأنه لم يبتغ السلام والقضاء على مسببات الكارثة الانسانية التي يعاني منها فقراء اليمن والتي صنعها العدوان والحرب، بل تبنى هدنة جزئية في الحديدة يتحكم هو بزمامها، ولم تتحقق حتى الآن.
السلام يحتاج الى خطة شاملة، وإرادة من كل الأطراف، ترفع الحصار عن البلاد، وتدين العدوان وتوقف الحرب في الوطن، وتحمل المعتدي مسؤولية الدمار والقتل، وتلزمه بالتعويض وإعادة الإعمار، وتحاسب المجرمين. الدول الكبرى والأمم المتحدة والأدوات الدافعة تشعل الحروب ثم تذهب للتوسط بين الفرقاء لتفرض أجندتها الاستعمارية على المنطقة بشروطها المجحفة.
نعم اليمنيون يعيشون الكارثة التي صنعها العدوان وأدواته ومن يقف خلفهم، ووصل بهم الأمر إلى أكل أوراق الاشجار، ولكنهم لن يفرطوا بوطنهم، ولن يستسلموا، ولن يركعوا للعدوان الظالم.
تجار الحروب ومن ورائهم السعودية والإمارات لن يرضوا بالسلام، ولذلك سيعملون على تخريب أي خطوة تقرب اليمنيين من السلام.
اختراقات الهدنة، وتحليق وضرب الطيران على المواطنين في الساحل وكثير مناطق، وكل المؤشرات تنبئ أن الادوات الإرهابية وغيرها من جماعات الارتزاق والممولين لهم، لازالوا غير مستعدين للسلام، وأن الحرب التي يشنونها ضد اليمنيين ليس المقصود منها السلام، وأنهم يخادعون الله والناس، وما يخادعون إلاّ أنفسهم.
السلام يحتاج الى رجال شجعان يمتلكون ارادتهم، اصحاب قرار مستقل غير خاضع للآخرين. والخلاصة ليس في الأفق بوادر سلام، وكل ما هنالك هو مناورات من هذا الطرف أو ذاك.
نحن امام لحظة فارقة لوطن ذهب ضحية المماحكات والمكايدات والعمالة، فقد فيه العقلاء عقولهم، وسلموا أمرهم إلى أراذل القوم.
ثم ليس في وارد اعتقادي أن الجنرال باتريك كاميرت لديه النية، هو ومن بعثه لتحقيق سلام في الحديدة، أو في غيرها من جبهات الحرب، فهذا اليهودي هو مبعوث الاتحاد الاوروبي، ويبحث عن استمرار مصالح الغرب ودولته اليهودية، اسرائيل. ومتى كان اليهود يبحثون عن سلام، أو مصالح للعرب؟!

قد يعجبك ايضا