وما خفي كان أعظم
خالد العراسي
لم تكن الكارثة في الاتفاقيات المعلنة فقط كاتفاقية ترسيم الحدود أو تأجير المنطقة الحرة للإمارات فهناك اتفاقيات سرية أنهكت اليمن وأفقرته وأبرزها :-
* عدم استحداث أي استكشافات نفطية وغازية في مناطق معينة .
* ترك مضيق باب المندب دون أي تحديث وتطوير قد يؤدي الى استثمار المنفذ كإنشاء ميناء سيرفس لخدمة الناقلات المارة أو بناء جسر يربطنا بجيبوتي ويصلنا بالقارة الإفريقية (جسر النور) ، ليبقى الممر خالياً من أي تطوير ممكن وبذلك يستمر خارج نطاق سيطرة اليمن تماما وبدون رقابة ، واستفاد عملاء الداخل من هذا باستخدام المنفذ لتهريب الممنوعات والاتجار بها .
* وقف التنقيب عن المعادن رغم ظهور الكثير منها في عدة مناطق وبعضها وصلت نسبتها في الطبيعة إلى أضعاف أعلى نسبة تم اكتشافها واستغل المتنفذون 20 منجماً للذهب بشكل غير رسمي.
* وقف كل الاستثمارات السمكية في البحرين الأحمر والعربي سواء فيما يخص الاصطياد غير التقليدي لما بعد عشرة أميال من السواحل اليمنية أو الاستزراع السمكي لنوعي الجمبري والشروخ رغم طول الساحل اليمني ووفرة وجودة الأسماك فيه ، ولم يتم استغلال الساحل بالشكل المتاح والممكن حيث أفادت دراسة قامت بها وزارة الثروة السمكية بأن سواحل اليمن يمكن أن تستوعب بالحد الأدنى 400 قارب اصطياد غير تقليدي على بعد عشرة أميال من الساحل بما لا يؤثر على الاصطياد المحلي كما أن أغلب سواحل اليمن مهيأة للاستزراع السمكي ، وهذا كان سيوفر مورداً يساوي ايرادات اليمن من تصدير النفط ، بينما تم السماح لبعض شركات المتنفذين كتقاسم كعكة وشراء ذمم وضمان ولاءات دون رفد خزينة الدولة بأي رسوم .
* حرمان الجزر اليمنية من كل مشاريع التنمية ولذلك لا يعرف الشعب اليمني أغلب الجزر وما عرفناها كانت ولا تزال نائية .
* الحد من زراعة القمح بما يكفل استمرار استيراده والاتفاق يشمل أغلب الدول العربية بحجة أنه يستنزف المياه الجوفية .
* وقف كل تطوير وتحديث وتأهيل لموانئ اليمن بما يضمن بقائها محدودة العمل والنشاط مما يضطر الناقلات التجارية الى المرور عبر ميناء دبي رغم أن ذلك يجعلها تقطع مسافة أكثر بكثير مما ستقطعها لو أنها مرت عبر موانئ اليمن .
وغيرها من النقاط القاتلة لليمن أرضا وإنسانا ، وكانت أهم سبب لانتقاء أرذل القوم ليكونوا مسؤولين عن وطن غني بثرواته فقير بضمير وشرف ونزاهة ووطنية حكامه ومسؤولية وهم من يقاتلنا العدوان بمساندة العالم ليتولى السلطة أمثالهم من الخانعين .
