الثورة نت|..
تعرضت مدينة القدس المحتلة خلال العام 2018 والذي شارف على الانتهاء، إلى العديد من القرارات العصيبة والفارقة في تاريخ المدينة المحتلة، من نقل سفارات دول أوروبية لها، وهدم منازل، وتهويد واستيطان، واعتقال مقدسيين، ووصف بالعام الأقسى على المدينة.
خطيب الأقصى 2018 قاسياً على القدس
وأكد خطيب المسجد الأقصى الدكتور اسماعيل نواهضة، أن عام 2018 كان قاسياً وصعباً على الشعب الفلسطيني بعامة، وعلى القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، حيث تعرضت لأحداث جسيمة ودامية.
وقال نواهضة، في خطبة صلاة الجمعة الأخيرة في العام 2018: لقد شهدت تعرضت مدينة القدس المحتلة لاعتداءات متكررة طالت قدسية المدينة ومكانتها السياسية والدينية، وتغيير لمعالمها العربية الاسلامية، وهدم لبيوتها، وتسريب بعض عقاراتها من قبل أصحاب النفوس المريضة.
وشدد نواهضة على “أن مخططات تقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا تسير بخطى متسارعة. لافتاً الى الاقتحامات والاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين وبعض مسؤولي الاحتلال على المسجد الأقصى، فضلاً عن إغلاق بعض بواباته بين الحين والآخر وغيرها، مؤكداً أن “كل ذلك يحدث في ظل الانقسامات العربية والإسلامية وفي ظل هرولة البعض للتطبيع مع الاحتلال وكأن القدس لا تعنيهم لا من قرب أو بعيد”.
تطبيق قرار ترامب
وشهد العام الجاري نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس في ذكرى النكبة الفلسطينية 14/مايو، وتزامنت مع إجرام إسرائيلي بحق المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة الرافضين والغاضبين لقرار نقل السفارة، حيث استشهد نحو 70 فلسطينياً بينما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تحتفلان بافتتاح مبنى السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، كترجمة حقيقية لقرار ترامب في السادس من ديسمبر من العام الماضي (2017) حينما أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بشكل مخالف لكل المواثيق والقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. كما تبعها نقل سفارة غواتيمالاً وأستراليا.
هدم المنازل
وساهم إعلان ترامب ونقل السفارة في ارتفاع وتيرة الجرائم الإسرائيلية بحق المقدسيين، حيث عبث جنود الاحتلال فساداً كبيراً تجاه منازل المقدسيين، وسجلت إحصائيات رسمية؛ أن قوات الاحتلال هدمت خلال العام الحالي في الشطر الشرقي من مدينة القدس أكثر من 145 مبنى، بدعاوي زائفة، ما أدى لتشريد سكانها، وذلك وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”.
ارتفاع وتيرة الاستيطان
في ذات الوقت، صادق الاحتلال الإسرائيلي بحسب جمعية “عير عاميم” الحقوقية “الإسرائيلية، خلال 2018 على مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانية جديدة في المدينة، ونشرت مناقصة لبناء 603 وحدات استيطانية إضافية، مضيفة أن جماعات استيطانية استولت على 6 منازل بالبلدة القديمة.
1800 معتقل
ورصد تقرير هيئة الأسرى والمحررين إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال نحو 1800 فلسطيني من مدينة القدس من بين 4500 فلسطيني اعتقلوا خلال هذا العام. وأفاد تقرير سنوي لهيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية بأن 27.8% من معتقلي هذا العام كانوا من مدينة القدس، مشيرا إلى تعرض جميع المعتقلين لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي أو الإيذاء المعنوي والإهانة. ووفق التقرير، فإن قرابة 8% من المعتقلين المرضى -وعددهم 750 مريضا -هم من مدينة القدس. وسجل تقرير هيئة الأسرى نحو مئة حالة حبس منزلي بحق الأطفال المقدسيين، مما يتسبب بآثار اجتماعية ونفسية وتربوية خطيرة للغاية عليهم وعلى عائلاتهم ومجتمعهم لا تعالج على المدى القريب.
الاقتحامات للمسجد الأقصى
وشهد المسجد الأقصى اقتحامات كبيرة خلال العام كما ونوعا، سواء كان من أعضاء كنيست أو من وزراء بارزين في حكومة الاحتلال أو أجهزة الأمن المختلفة.
وكان مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أكّد أنّ نحو 28 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الجاري، مقارنة مع 26 ألفا في العام الماضي.
ومع انتهاء العام 2018 تدخل مدينة القدس عامها الجديد في ظل استمرار الوضع العربي والإقليمي المنشغل في قضاياه الداخلية وانقسام داخلي فلسطيني، وتطرف إسرائيلي ودعم أمريكي لا محدود وهو أمر لا يدعو للتفاؤل بإنقاذ المدينة المقدسة من أنياب الاحتلال.
المصدر: فلسطين اليوم