انتفاضة الجياع في السودان
عبدالله الأحمدي
الجنرال ابو عصا الزول عمر حسن البشير الإخواني العميل لأمريكا واسرائيل، والحاضن للإرهاب، استهلك كل أوراقه، مثله مثل رفيقه في الدكتاتورية والاستبداد جعفر النميري.
ثلاثون عاما من الفساد، والنهب أوصل الشعب السوداني الى قعر المجاعة.
انعدام المواد الأساسية مثل البنزين ورغيف الخبز والدواء. وضع وصل فيه ثمن الرغيف الواحد الى اربعة جنيهات، بل اصبح منعدما، يرابط الناس لساعات أمام المخابز، ولا يحصلون على احتياجهم من الخبز.
وصل سعر صرف الدولار الى ما فوق الخمسين جنيها في غضون اشهر، وانعدمت السيولة النقدية من البنوك نتيجة تهريب العملات، وعجزت الحكومة عن صرف مرتبات العاملين.
المصارف امتنعت عن صرف مدخرات الناس بحجة عدم وجود سيولة.
اعتمد النظام العسكري الانقلابي على اسلوب القمع لاسكات المطالبين بالحريات وتحسين الاحوال المعيشية ومحاربة الفساد، وزج بالعشرات من المناضلين والنقابيين في المعتقلات في محاولة لإدامة النظام الفاسد.
حول البشير جيش السودان الى مرتزقة يحارب بهم في اليمن والحدود السعودية وافريقيا، من اجل الحصول على القليل من فتات المال السعودي والاماراتي، ولترضى عنه امريكا واسرائيل.
نظام البشير سارع الى اتهام المحامي عبدالواحد النور زعيم حركة المقاومة في دارفور واسرائيل في اشعال الانتفاضة. ونسي البشير ونظامه انه اول من تعامل مع اسرائيل، وفصل جنوب السودان عن شماله بسبب ممارساته الطائفية والعنصرية التي أوكل للإخوان المسلمين القيام بها بدعوى تطبيق الشريعة الاسلامية في الجنوب المسيحي، ومحاربة الجنوبيين الوحدويين وقتلهم، ومنهم العقيد جون جرنج صاحب مشروح ( سودان ديمقراطي موحد ).
انتفاضة الجياع بدأت في مدينة عطبرة معقل اليسار، وانتشرت كالنار في الهشيم الى اكثر من 14 ولاية، في كل المدن السودانية، واتخذت في التنظيم شكل لجان المقاومة.
30 عاما من الفساد مارسه النظام العسكري الإخواني في حق شعب السوداني الصابر، وهو ينتقل من حضن الى حضن، ومن حرب الى حرب، ومن فساد الى فساد. ارتكب جرائم الإبادة الجماعية في حق مواطني دارفور، وادخلت الأمم المتحدة البشير كمطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، وبالرغم من ذلك فهذا البشير ونظامه الدموي لم يستح، او يخجل، واصر على البقاء في الحكم كخادم لإسرائيل وامريكا والسعودية وتركيا التي باع لها جزيرة بكاملها( سواكن ) على البحر الاحمر، من اجل إنشاء قاعدة عسكرية فيها.
الكثير من اللصوص بدأوا الانفضاض من حول البشير، بل والهروب من السودان الى تركيا والحبشة، لكن حكومة آبي احمد في الحبشة رفضت دخول هؤلاء الى بلادها لمعرفتها بفسادهم.
عسكر البشير واجهوا الجماهير بالقمع، وقد وصلت أعداد الشهداء لأكثر من 22 شهيدا بخلاف الجرحى، بحسب تصريح رئيس حزب الامة الصادق المهدي. مصادر المنظمات الحقوقية قالت ان عدد الشهداء وصل الى 37 شهيدا في الخمسة الأيام الأولى للانتفاضة.
الحزب الشيوعي السوداني أصدر بيانا أيَّد فيه انتفاضة الشعب السوداني، ودعا اعضاءه وانصاره للنزول الى الشارع.
ومن المطالبة بتوفير الاحتياجات اليومية صعدت الجماهير مطالبها الى إسقاط النظام ورحيل البشير وزمرته.
الفاسد البشير هو أحد عسكر الإخوان المسلمين الذين عاثوا بالأرض فسادا منذ الانقلاب على النظام الديمقراطي في العام 1989م والذي كان على رأسه حكومة منتخبة برئاسة الصادق المهدي.
الدول الكبرى أصدرت بيانا تعرب فيه عن قلقها من استخدام العنف ضد المحتجين، وتطالب حكم البشير العسكري الفاسد بالعدول عن القمع وإتاحة الفرصة أمام الشعب للتعبير عن رأيه.
البشير خرج مهددا ومتوعدا، ومتهما الخونة والمندسين والعملاء باستغلال الأزمة.
بالتأكيد الحكم الدكتاتوري الذي دمر السودان عليه ان يرحل بأقل الخسائر، حتى لا يكون مصيره كمصير أصدقائه؛ القذافي في ليبيا، أو عفاش في اليمن، او مبارك في مصر.
لا مخرج أمام البشير وزمرته إلا الهرب فالشعب قرر الثورة ضد، طغمة العسكر الإخونجية الفاسدة.
أحد العفافيش أرسل لي صورة يسخر فيها من الانتفاضة السودانية وعليها تعليق قائلا : اذاكانت انتفاضة اليمن بصدور عارية ادخلتنا جحر الحمار، فانتفاضة السودان باجحار عارية يعلم الله الى أين ستوصلهم.
الشعب السوداني كله طيبة وبساطة، ومتدين قوي، لكن رغم ذلك وصل به الضيق من الأحوال المعيشية التي صنعها الحاكم الى الاعتداء على خطيب جمعة وإنزاله من على المنبر لأنه دعا الى عدم جواز المظاهرات وتحريم الخروج على الحاكم، حتى ولو زنى وفسق وشرب الخمر، هدرة من حق الجماعات الدينية.
كل نظام بدون مشروع هكذا هي عاقبته، لكنه لا يسقط إلا بخسارات جسيمة؛ بشرية ومادية.