المشاريع الصغيرة تفتح آفاقاً واعدة للشباب رغم العدوان
¶شباب: قررنا أن لا نقف عاجزين أمام عنجهية العدوان وغطرسته
الثورة / وائل الشيباني
لم يقض الحصار على بلادنا وعلى نشاط وعزم الشباب وافكارهم بل زاد من إصرارهم على الوقوف والقصف الممنهج الذي يهدف إلى تدمير الاقتصاد الوطني وتركيع الشعب اليمني شباب اليمن من الوقوف ومواجهة كل تلك التحديات من خلال المشاريع الصغيرة التي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في جميع أحياء العاصمة فقد ولدت الأزمة الراهنة الأفكار الخلاقة لدى الشباب وحثتهم على البحث عن بدائل جديدة للرزق وتوفير لقمة العيش بعد أن أوقفت الحرب الظالمة على بلادنا الكثير منهم عن العمل … ماهية تلك المشاريع وأهدافها وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق التحقيق التالي لنتابع :
لم أجد عملاً برغم تخرجي من المعهد المهني حاولت مراراً وبحثت في كل ناحية لكن الإجابة كانت واحدة من جميع أرباب العمل الذين ذهبت إليهم نحن لا نملك عائدات مادية لمن يعمل معنا واستغنينا عن البعض بسبب الحصار والحرب التي لا ترحم هذا ما أكده صدام القباطي في بداية حديثه .
وأضاف : قررت أن لا أقف عاجزاً أمام الأوضاع الراهنة وان لا استسلم مهما كانت الصعاب ففكرت بشراء طاولة بلياردو وجيم وأن أضعهم في الشارع حتى أتمكن من إعالة أسرتي ومساعدتهم في ظل هذه الظروف وهذا ما حدث بالفعل والحمد لله رب العالمين نجح المشروع والآن اعتمد عليه لسد حاجيات منزلنا من المواد الغذائية ولله الفضل والمنة .
لم يختلف معه الأحول فهو أيضأ اشترى طاولة بلياردو وجيم ووضعهم في حيه وكما يقول: حتى أستطيع من خلال هذا المشروع مواجهة الظروف القاسية التي فرضها علينا العدوان منذ إعلانه الحرب على بلادنا .
لا نخاف العدوان
الخوف يكون من الله وحده وكذلك الرزق وغيره فـلله مقاليد كل شيء. هكذا استهل الشاب أحمد موسى حديثه عن مشروعه الخاص المكون من صندقة وهي عبارة عن محل صغير مؤسس من الخشب وضعه في أحد جوانب الأحياء السكنية في أمانة العاصمة يبيع فيها الشبس والشاي والسندوتشات .
وأفاد بأن على كل شاب فقد وظيفته بسبب العدوان وحصاره الخانق على الشعب اليمني أن لا يستسلم وأن يبحث عن مصدر للرزق مهما كان نوعه وان لا يخاف العادات والتقاليد فما يهمنا الآن هو كسر شوكة العدوان وإظهار مدى قوتنا للعالم أكمل.
الوقوف في وجهة العدوان هو ايضاً ما أكد عليه حسين عبدالله شاب عشريني أصر على أن يكمل دراسته الجامعية وأن يستمر في مساعدة أهله فقام بشراء قفازات ليقفز عليها الأطفال ووضعها أمام منزله ويؤكد أنه مشروع جيد وتمكن من خلاله كما أكد لي من مساعدة أسرته في شراء المواد الأساسية منذ أن قام بشرائها قبل ثلاثة أشهر.
روافد تنموية
يرى كثير من الاقتصاديين أن تطوير المشاريع الصغيرة وتشجيع إقامتها، من أهم روافد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول بشكل عام، والدول النامية بشكل خاص، وذلك باعتبارها منطلقاً أساسياً لزيادة الطاقة الإنتاجية من ناحية، والمساهمة في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة من ناحية أخرى. ولذلك أولت دول كثيرة هذه المشاريع اهتماماً متزايداً، وقدمت لها العون والمساعدة بمختلف السبل ووفقاً للإمكانيات المتاحة.
ونظراً لأهمية هذه المشروعات أخذت معظم الدول النامية تركز الجهود عليها، حيث أصبحت تشجع على إقامة الصناعات الصغيرة كما أنها تشكل ميداناً لتطوير المهارات الإدارية والفنية والإنتاجية والتسويقية، وتفتح مجالاً واسعاً أمام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي..
كما أن المشروعات الصغيرة تتبوأ مكانة مهمة في جميع الدول وأكثر أهمية في البلدان النامية، باعتبارها بلداناً تعيش حالة من التراجع الصناعي وسوء الإدارة للموارد الطبيعية والبشرية التي تمتلكها هذه الدول، كون غالبية صادرات هذه الدول من المواد الطبيعية الخام وغير المصنعة وبعض المنتجات الزراعية، بما يعمق التبعية للدول الصناعية الكبرى.
أهمية بالغة
وتحتل المشروعات الصغيرة بأنواعها المختلفة أهمية بالغة في اقتصاديات المجتمعات كافة, بغض النظر عن درجة تطورها واختلاف أنظمتها ومفاهيمها الاقتصادية, وتباين مراحل تحولاتها الاجتماعية وفي الوقت الحاضر تحظى المشروعات الصغيرة وخاصة الصناعية منها باهتمام واضعي السياسات الاقتصادية والاجتماعية في مختلف دول العالم.
وانطلاقاً من الدور المهم الذي يمكن لهذه المشروعات أن تلعبه في المساهمة في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول، فقد قامت العديد من الدول مثل اليابان والصين والولايات المتحدة وألمانيا وغيرها بدعم وتشجيع هذا النوع من المشروعات وهذا ما ساعد في تحقيق طفرة نوعية مهمة وكبيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في هذه الدول.
عمل صالح
العمل واجب ديني ورؤية تلك المشاريع الشبابية الصغيرة التي بدأ الشباب في العمل بها للبحث عن قوت يومهم وتحدي كل الظروف الراهنة هو عمل عظيم يشجع عليه الإسلام ولا يمنعه هكذا استهل الداعية / محمد قصيلة حديثه عن أهمية العمل الشبابي والبحث عن مصادر للرزق مهما كان نوعها شريطة أن لا تخالف تعاليم ديننا الحنيف على حد قوله .
وأضاف فصيلة : يعظم الإسلام من شأن العمل فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه، فقال الله تعالى في القرآن الكريم (من عمل صالحا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، فالأنبياء الذين هم أفضل خلق الله قد عملوا ، فقد عمل سيدنا آدم عليه السلام بالزراعة، وداوود بالحدادة، وعيسى بالصباغة، وسيدنا محمد برعي الغنم والتجارة، فلا يجوز للمسلم ترك العمل ولو عمل في أقل الأعمال فهو خير من أن يسأل الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يغدو إلى الجبل فيتحطب، فيبيع فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس) أو كما صلى الله عليه وسلم.
القضاء على البطالة
ويرى علماء الاجتماع أن للمشاريع الصغيرة الدور الكبير في تحقيق الاستقرار للأسرة والفرد حيث تعمل على مساعدة الشباب لتحقيق فرص عمل مؤقتة أو دائمة تنمي من قدراتهم في التواصل والتسويق والبحث عن فرص عمل أكبر دون التشدق بشماعة ضعف الاقتصاد الوطني وهذا ما نجده ونلمسه بأرض الواقع حتى في الدول المتقدمة ولكن هذا الدور يبرز في المجتمعات الفقيرة والدول التي تعاني من مشكلات اقتصادية بشكل أكبر بسبب سوء الإدارة أو لظروف أخرى كالحرب وشحة الإمكانيات وغيرها.
وهنا ينوه علماء الاقتصاد على أهمية مثل هذه الأعمال ويحثون الشباب والفتيات على خلق فرص عمل وفتح بوابة للنور من الظلام حتى يتمكنوا من مساعدة أسرهم وأنفسهم لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأسري الذي يبحث عنه الجميع دون استثناء.