قوى العدوان لا تريد السلام

عبدالفتاح علي البنوس

في ظل استمرار خروقات قوى العدوان في الحديدة وعدم إلتزامهم بوقف إطلاق النار قبل وبعد وصول رئيس اللجنة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت وفريقه الأممي المساعد والذي سيشرف على نشاط موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ، أقدمت قوى العدوان على شن غارة جوية على الطريق الإسفلتي بمديرية الحجيلة في خرق هو الأول من نوعه الذي يرتكبه طيران العدوان عقب مشاورات السويد في تحد سافر للأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثه إلى اليمن وانتهاك سافر لمجلس الأمن الدولي وقراره رقم 2451وتجاوز لرئيس وأعضاء اللجنة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار والذي يبدو أنه بلا صلاحيات ولا يحق له حتى الإدلاء بأي تصريح تجاه الخروقات التي تقوم بها قوى العدوان ومرتزقته على مرأى ومسمع منه وفريقه المساعد ، وكأن القرار ليس بيده ، وهو ينتظر وصول التوجيهات من مركز القرار والنفوذ داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن بما يتماشى مع مصالح ومخططات اللوبي الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي ؟!!!
من غير اللائق انتهاك طيران العدوان لقرار وقف إطلاق النار دون أن يكون للأمم المتحدة ومجلس الأمن أي ردة فعل على مثل هذا التجاوز الخطير الذي يهدد بنسف التهدئة وإجهاض جهود إحلال السلام التي دعت إليها مخرجات مشاورات ستوكهولم السويدية ، وخصوصا والأمم المتحدة ومجلس الأمن يمتلكان التقنيات التي تؤكد خرق طيران العدوان للاتفاق وقيامها بشن غارة على مديرية الحجيلة بمحافظة الحديدة ، إذا ما نفت قوى العدوان قيامها بذلك .
ومن الانتهاكات التي تهدد بنسف ما تم التوصل إليه في مشاورات السويد ملف الأسرى والمفقودين ، حيث كشف رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمفقودين عبدالقادر المرتضى عن تلكؤ قوى العدوان في تنفيذ الاتفاق من خلال عدم تعاطيها بمسؤولية مع الكشوفات التي تقدم بها الوفد الوطني والتي تتضمن أسماء الأسرى والمعتقلين والمفقودين حيث لم يعترفوا إلا بقرابة الـ300ونيف من الأسماء التي تضمنتها القائمة وتجاهل بقية الأسماء ، في حين تجاهلت قوى العدوان في كشوفاتها عدداً كبيراً من الأسرى لدى الجيش واللجان الشعبية من أبناء المحافظات الجنوبية الذين تم استئجارهم للقتال في صفوفهم وتعمدت إدراج بعض الأسماء الوهمية والقتلى الذين تركوا في ساحات المعارك والمواجهة وفي الشعاب والجبال والرمال والصحارى وهو ما يؤكد عدم رغبتهم في طي ملف الأسرى والمعتقلين والمفقودين وإنهاء معاناتهم وأسرهم وذويهم والسعي للذهاب نحو الإفراج عن أسماء محددة من الأسرى والمعتقلين وتعمد إغفال وإهمال وتجاهل وإنكار البعض الآخر لحسابات قذرة وغير إنسانية ولا أخلاقية على الإطلاق .
بالمختصر المفيد، عودة قصف الطيران للحديدة ، وتواصل ارتكاب الخروقات من قبل مرتزقة العدوان في مناطق متفرقة من الحديدة ، وتعمد قوى العدوان وضع العراقيل والعقبات أمام إنجاز الملف الإنساني الهام الخاص بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمفقودين ، يكشف وبما لا يدع أي مجال للشك سعي السعودية والإمارات الحثيث لإفشال مساعي إحلال السلام وتطبيع الأوضاع في الحديدة ، والانقلاب على مخرجات وتفاهمات مشاورات السويد ، وهذا ما يستدعي قيام الوفد الوطني والخارجية اليمنية ومختلف وسائل الإعلام الوطنية والحرة في العالم وكافة أحرار العالم بإطلاع المجتمع الدولي عليها وتسليط الضوء عليها ، لإلزامهم الحجة أمام الله ، لأنه لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي تجاه هذه الخروقات والانتهاكات والتجاوزات ومن الطبيعي أن يكون لأبطالنا المغاوير رد عليها ، وعلى المجتمع الدولي أن يتحلى بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية قبل المسؤولية القانونية الدولية لإيقاف هذه العربدة السعودية الإماراتية الأمريكية التي تجاوزت كل الحدود .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا