نجم من الذاكرة

عبدالجبار المعلمي

عشاق كرة القدم ومحبيها وفي كل أصقاع المعمورة يؤكدون أن لكل زمان ومكان مبدعيه وعباقرته وفنانيه وفي شتى مجالات الحياة، ومن هذه المجالات المجال الرياضي والشبابي الذي يعد واحة من واحات الإبداع والإمتاع ولكل مجال من هذه المجالات رجالاته ونجومه الذين سطروا بعطائهم سيمفونيات كروية عزفها نجوم كانت مستوياتهم مذهلة بما للكلمة من معنى ووفق مشروعية الإبداع والإبداع الآخر عبر أكثر من فكر كروي متعدد الألحان شكلوا بموجبه نمطاً شمل لوحة فنية نادرة توافقت أحرفها الراقية مع نغمات ودندانات هذه السيمفونيات على بساط الجدارة والاستحقاق وفق منهجية علمية شاملة الأبعاد والمدارك ولكل معاني الألق والتألق لنجوم الزمن الجميل وهم كثر.
يأتي في مقدمة هؤلاء النجوم مدفعجي الكرة اليمنية وسهمها الملتهب وجناحها الطائر الجناح المجنح الكابتن أحمد القلفاني نجم وحدة صنعاء والمنتخبات الوطنية الذي كان لفكره الكروي المتطور دور محوري في تماسك وثبات مشاركات ناديه والمنتخبات الوطنية في العديد من المحافل العربية والإقليمية والدولية فكان نجماً أذهل بمستواه كل محبي كرة القدم بطول اليمن وعرضها.
أثبت لكل أولئك النفر علو كعبه وقدرته وزملائه على تجاوز أعرق المنتخبات ذات التاريخ العريق التي تفوقنا عدة وعتاداً وإمكانات مالية وفنية وخططية وخبرة ضاربين بكل حسابات أولئك الفهلويين والمرجفين والمراهنين بأنهم عند مستوى المسؤولية فكان له وزملاؤه سبق الريادة في رفع اسم اليمن عالياً في أكثر من استحقاق عربي وإقليمي ودولي، حين تمكن الوحدة والمنتخبات الوطنية من رسم لوحة فرائحية على مربعات المستطيل الأخضر تأكيداً حقيقياً لتلك المقولة التي يتداولها العامة رياضيين وغير رياضيين أن الزمن لا يأتي بأحسن وفي شتي المجالات.. نعم إن نجومية مدفعجي الكرة القلفاني شكلت حجر الإرتكاز لمسيرة نجم تفوق بمستواه على العديد من لاعبي ذلك الزمن بما معناه نجم صنع لنفسه ولناديه ولبلاده مجداً كروياً ناصعاً وبديعاً دلف من خلاله نحو العلياء حققاً كل أحلام الجماهير اليمانية التواقة إلى ما هو أبعد من ذلك.
المجنح نجم لن تجود الملاعب من يخلفه رصيده الدولي (60) مباراة دولية.. كلها عوامل إيجابية تم تدوينها في خانة الإمتاع والإبهار ووفق منظومة علم الكرة المتطور.. كان يعد صمام الأمان لناديه والمنتخبات الوطنية نادي الوحدة بصنعاء بتاريخه وعراقته وبطولاته وإنجازاته الكبيرة وفي شتى الألعاب الرياضية كلها مدونة لدى الكابتن أحمد الذي تمكن بحذقه وفكره وحبه لناديه ولبلاده من خلال إنشاء متحف كروي شمل في مضامينه كل ما يبحث المرء عنه سوف يجده عند هذا النجم الخلوق داخل الملاعب وخارجها.. التقيته صدفة ودار بيني وبينه حديث طويل تمحورت أبجدية أحرفه حول الرياضة ولاعبي الزمن الجميل والدور الريادي لهؤلاء العمالقة الذين سطروا أسماءهم بماء الذهب تكاملت فيه مشروعية التوثيق الحديث للرياضة في بلادنا بصفة عامة وناديه الوحدة بشكل خاص.. وبفضولي الصحفي طلبت منه أن أطلع على المتحف الكروي فلم يمانع ورحب بي وذهبنا سوياً وما إن دلفت قدماي بوابة متحفه شاهدت تاريخ الرياضة على الواقع دون مساحيق تجميل أو رتوش متحف شمل في معانيه كل مسميات الرياضة ونجومها وعباقرتها ومن كان لهم شرف تحقيق كل البطولات والكؤوس محلياً ليتبوأ النادي مكانة رفيعة تليق به وبتاريخه وإنجازاته وعلى أكثر من اتجاة نعم إنها خطوة رائدة ومدروسة بدقة متناهية تحسب له كسبق يسجل باسمه كأول نجم يوثق هكذا تاريخ.

قد يعجبك ايضا