مليونية الشعب تنطلق اليوم في مختلف الولايات
يشهد السودان موجة احتجاجات عارمة منذ أسبوع بسبب ما يعانيه من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحياناً 60 جنيها مقابل الدولار الواحد.
وامتدت التظاهرات، إلى مدينة الرهد غرب السودان وقام المحتجون بإضرام النار في مقر الحزب الحاكم، فيما حذرت السلطات السودانية من اللجوء إلى العنف والتخريب أثناء الاحتجاجات.
وأصدرت الشرطة بياناً، مساء الأربعاء الماضي، أعلنت فيه عودة الهدوء إلى جميع أنحاء البلاد قالت فيه: “إن الأحوال الأمنية هادئة في كل الولايات، ولم ترد أي بلاغات عن أحداث شغب أو احتجاجات”.
من ناحية أخرى، تواصل المعارضة الضغط على الحكومة السودانية، حيث دعت المعارضة إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية أمام سفارات السودان في عدد من العواصم الأوروبية، بالتزامن مع دعوة النقابات المهنية إلى مظاهرات في العاصمة الخرطوم، على أن تنطلق من محطة المواصلات الرئيسية.
كما تداول ناشطون على مواقع التواصل دعوات للمشاركة في ما أسموها “مليونية الشعب السوداني” اليوم الجمعة في عموم مدن وولايات السودان وأماكن تجمع السودانيين في الخارج.
وبحسب الدعوة فإن الهدف من المليونية هو المطالبة بـ”تنحي الرئيس البشير وحكومته”، محددة أماكن تجمع انطلاق التظاهرات في “كل الميادين في العاصمة والولايات” بعد صلاة الجمعة.
وفرقت السلطات، الثلاثاء الماضي، آلاف المحتجين على الأوضاع المعيشية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.
وانطلق المحتجون قبل تفريقهم من منتصف شارع “القصر”، متوجهين نحو مقر الرئاسة مطالبين رئيس البلاد عمر البشير، بالتنحي عن السلطة.
وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، فضلاً عن اعتقال عشرات منهم، بحسب ذات المصادر.
وسقط خلال الاحتجاجات 8 قتلى بحسب السلطات، بينما تقول المعارضة إن عدد القتلى بلغ 22، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن آخر إحصائية وصلت لـ37 قتيلًا، إضافة إلى عشرات الجرحى.
الاحتجاجات العارمة دعت الرئيس البشير إلى التعهد “بإجراء إصلاحات اقتصادية توفر حياة كريمة للمواطنين”، في أول تصريح له منذ اندلاع الاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية، الأربعاء الماضي، والتي شملت إلى غاية الثلاثاء الماضي، 14 ولاية من أصل 18.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي عدة وسوم تفاعلاً واسعاً مع الاحتجاجات السودانية، حيث سادت موجة تضامنية مع الاحتجاجات طوال الأسبوع الماضي، لكن اللافت تصاعد النبرة العنصرية ضد المتظاهرين السودانيين ومهاجمتهم عبر مواقع التواصل، ما أثار استياء واسعاً بين باقي النشطاء.
ولا يزال وسم “مدن السودان تنتفض” هو الوسم الأبرز عبر مواقع التواصل لمتابعة تطورات الاحتجاجات الشعبية بالصور والمقاطع المسجلة.
إلى جانب آخر، أدانت 21 منظمة حقوقية استخدام السلطات السودانية “القوة المفرطة” في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ 19 ديسمبر الجاري، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ودعت المنظمات الحقوقية في بيان مشترك لها، الأربعاء الماضي، السلطات السودانية إلى “التوقف الفوري عن استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، والاستجابة الفورية لمطالب الإصلاح السياسي والاقتصادي المقدمة من المجتمع المدني والأحزاب السياسية في السودان”.
ويبدو أن الأزمة السودانية لن تحل في المدى القريب والرهان على الحكومة لتفهم مطالب الشعب وامتصاص غضبهم.