استنفار مصري
ماهر المتوكل
حالة الاستنفار التي أعلن عنها المصريون لغرض استضافة بطولة الأمم الأفريقية تستحق التأمل، فمصر من الدول النادرة التي أحرزت بطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات على التوالي، أولها في 2006 والبطولتان اللتان تلتاها وسبق للمنتخب المصري إحراز بطولات عدة في سنوات سابقة، وأعلن المصريون أن أربع مدن ستكون المستضيفة لبطولة أفريقيا وهي القاهرة، الإسكندرية، الإسماعيلية، بورسعيد.
والأشقاء المصريون يعملون دراسة جدوى للبطولة سعياً إلى تحقيق أكبر عائد من البطولة الأفريقية ليكون هناك عوائد للسياحة والفندقة والإعلانات إضافة، إلى رغبتهم في إحراز البطولة، وحالة القلق والاستنفار للجميع تشعرك بأنهم حديثو العهد على الاستضافة أو تحقيق إنجاز البطولة ولأول مرة يكون الجمهور وتدفقه وخصوصا الرعب من الجمهور المصري وكيفية أن تكون البطولة جماهيرية كون الشركات الإعلانية البعيدة عن الصحف والتلفزيون ينظرون لضرورة التواجد الجماهيري فلا يمكن السماح للجمهور الأفريقي لبقية الدول التي ستشارك في حين يمنع الجمهور المصري أو يتم وضع ضوابط وتقليص عدد الجمهور المصري، والجمهور يتذكر مأساة الجمهور الأهلاوي والمذبحة التي اتهم بها الجمهور المصري في حين اتهم أهالي بورسعيد أيادي خفية وبعض المشاغبين من بورسعيد الذين استغلهم من استقدم مجاميع من خارج بورسعيد كما أكدت التحقيقات التي أغلقت بعد أن قيل إن هناك أيادي مارقة من دول خارجية مولت وأعدت لتكون المأساة التي أدت إلى منع دخول الجماهير لأن الأمن المصري لم يكن بحالة تسمح له بأن تكون الأمور تحت السيطرة في الملاعب وبدأت المقترحات بإدخال أعداد رمزية وأعداد معينة، والآن يعد تنظيم البطولة الأفريقية تحدياً للأمن المصري والبعض يعتبر التحدي الأكبر المشكلة السياحية والإعلانية فهم يواجهون تحديين يفوقان التحدي التنظيمي المقترن بالأمن.
وفي المقابل يراهن بعض المحللين على أن منتخب مصر قد يواجه ضغوطاً تؤدي لخروج المنتخب المصري مبكراً وسيكون هذا الأمر فشلاً للبطولة جماهيرياً في حال صدقت نبوءة البعض بخروج المنتخب المصري، في حين ذهب البعض من المحللين إلى أن المنتخب المصري جيد فنياً مقارنة بجاهزية المنتخبات الأخرى وستكشف ذلك البطولة، ما لم تحدث متغيرات تلخبط المشهد المصري وسلبية وصوابية بعض المتشائمين من عدمه كون البطولة وإنجاحها يعد توجهاً لقيادة تجد في الرياضة فرصة سانحة لما قد يحدث في قادم الأيام بعد انتشار عدوى السترات الصفراء من فرنسا إلى هولندا وبلجيكا والأردن وتظهر من وقت لآخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدى هذا الأمر لحبس محام في الاسكندرية لظهوره بالفيس يلبس سترة صفراء وتنبيهات أمنية تحدثت عنها بعض وسائل التواصل في مصر كون النظام يعيش أسوأ مراحله بحسب ما بثت بعض وسائل الأعلام تلك وبس خلاص.