معاذ الجنيد
لبَّيْكَ .. والحربُ الضروسُ تُعربِدُ
وولاؤنا لكَ .. بالدماءِ مُعمَّدُ
لبَّيكَ .. والغاراتُ فوق رؤوسنا
والنصرُ فيكَ حليفُنا المُتجدِّدُ
مادُمتَ قدوتنا .. ودينكَ نهجنا
فليجمعوا قواتَّهُمْ .. وليحشدوا
سُحقاً لأسلحةِ الدمَارِ .. وقد غزَتْ
قوماً .. سلاحهمُ النبيُّ ( مُحمَّدُ )
* * *
اليوم نُثبتُ للوجودِ بأنَّ من
والَاكَ .. بالنصرِ العزيزِ يُؤيَّدُ
الله بالفتحِ المُبين يحُفُّنا
ومن الرسول تشُدُّ أيدينا .. يَدُ
الكونُ أشرقَ .. والخلائقُ شُرِّفت
وسناهُ من رَحِمِ المشيئةِ يولدُ
لولاهُ ما كَرُمَتْ مكانةُ ( آدمٍ )
أو قال ربُّكَ للملائكة (( اسجدوا ))
سَجَدُوا .. فأُرسِلَ رحمةً وهدايةً
وسراجَ نورٍ إن تُطيعوا تهتدوا
لتُعزروهُ .. تُوقروهُ .. تُسبحوهُ
تُقدسوه .. تُعظموه ..تُمجدوا
فلتحتفي الدنيا بيوم قدومه
إنَّ اليمانِيِّين فيه تفردوا
ثُرنا .. وحكّمنا النبيَّ .. ولم نجِد
حرَجاً .. وسلّمنا .. وربُّكَ يشهدُ
لما وجدنا أننا أشقى الورى
حالاً .. وبين أكُفنا ما يُسعِدُ
لما وجدنا المسلمين بدينهم
هانوا .. ودربُكَ بالشموخ مُعبّدُ
ومبادئ الإسلام بعدك حُرِّفت
فالدينُ من أحبارهم مُستوردُ
عادوا إلى الأوثان من حرَّرتَهُمْ
منها .. فكمْ صنمٍ بـ( مكة ) يُعبَدُ
يا سيدي عذراً .. فبعدكَ .. أمة
الإسلام خانعةٌ .. تُضامُ وتُجلدُ
ووجوه أرباب النفاق تكشّفت
فـ( قُريش ) لا زالت بدينك تجحدُ
الأدعياءُ ولم يزل بنفوسهم
شيئٌ من التسليم مهما وحَّدوا
قتلوا ضيوف الله في عتباتهِ
صدُّوا عن البيت الحرام وأوصدوا
النفط ربُّ المشركين بربِّهم
فعلى يديه ( تصهينوا ) و ( تسعودوا )
لكنما الإيمان باقٍ .. ما بَقَتْ
( يمنٌ ) .. وأنصارٌ لنُصْرَتِكَ افتدوا
إن ضيَّعَ الأعرابُ دين نبيهم
فمبادئُ الأنصار لا تتبددُ
شرفاً تسمينا بأُمَّةِ ( أحمدٍ )
وإليكَ ضحينا بما هو أحمدُ
هيهات أن نرضى المذلة سيدي
من دينهُ الإسلام .. لا يُستعبدُ
لو لم نكن بخُطاك نمضي ما اغتلت
حربٌ .. ولا ضجَّ الطغاةُ وأرعدوا
هم يرفضون يرون شعباً مسلماً
حراً عزيزاً .. مصلحاً ما أفسدوا
جئنا من القرآن فهو حليفنا
والحقُّ في أعماقنا يتوقدُ
يا سيدي صلَّت عليك قلوبُنا
شوقاً .. يقوم بها الحنينُ .. ويقعدُ
صلَّى عليك سلاحُنا ورجالنا
من ناصروك وجاهدوا واستشهدوا
صلى عليك ثباتُنا وصمودُنا
وجهادُنا .. وهوَ الطريقُ الأوحدُ
صلَّت عليكَ نساؤنا وصغارُنا
ومنازلٌ أحجارُها تتعبَّدُ
صلَّت عليك مذابِحٌ ومجازرٌ
كانت تُفَتِّشُ عن رِضاكَ وتصعدُ
صلَّى عليك الناسُ في أنقاضهم
صلَّى عليك الصامدون .. ليصمدوا
صلَّى عليك البأسُ في جبهاتنا
من جيشنا ولجاننا يتجسَّدُ
صلَّت عليك سواعدٌ يمنيةٌ
تُردِي الضلالةَ عن هُداكَ وتُبعِدُ
صلَّت عليكَ وآلك الأحرار مَن
رسموا التَحَرُّرَ للشعوب وأبجدوا
* * *
صَدَقَتْ لنا رؤيا الرسول مُجدَّداً
فسندخلُ البيتَ الحرامَ نُجدِّدُ
سنزور ( مكة ) .. فاتحين يحثُّنا
عشقٌ قديمٌ .. واتباعٌ سرمدُ
ولنا مع ( الرُكن اليمانيْ ) موعدٌ
نتلو الكتاب ( وللزوامل ) ننشدُ
القُبَّةُ الخضراءُ ترقُبُ وصلَنا
فالساعةُ اقتربت .. ( وطيبة ) تُقصدُ
سنزور مسجدك الرحيبَ .. وأنت من
لك يا حبيب بكل قلبٍ مسجِدُ
يا سيدي .. صلى عليك الله .. ما
دكَّ اليمانيُّ الغزاةَ .. فشُرِّدوا
ربيع أول / 1437 هـ