من (وعي وقيم ومشروع) معركة الحديدة والساحل الغربي (2)..
عبدالفتاح حيدرة
بداية وللتوضيح اكثر حول معركة الحديدة والساحل الغربي، وما لمسته خلال الشهر الذي تواجدت فيه بين المقاتلين ورجال الجيش واللجان الشعبية في هذه الجبهة، فإن قناعتي التامة والملزمة لي كمواطن وصحفي وكاتب يمني، هي (إن تضحيات وبطولات مقاتلي الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات عامة، وفي جبهة الساحل الغربي ومعركة الحديدة على وجه الخصوص، هي مصدر فخري وعزتي وكرامتي وثقافتي وصمودي وثباتي بوجه أكبر طواغيت الأرض، ولو كنت آخر يمني يملك آخر رصاصة في آخر مترس بآخر شبر على الأرض اليمنية) ..
إن ما يحدث في دهاليز السياسة والفهلوة في صنعاء شيء وما يقوم به ابطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والشرف شيء آخر تماما، الفرق بين بطولات وتضحيات ومعارك رجال الجيش واللجان وبين بطولات ومعارك نجوم السياسة والإعلام، هو ذلك الفرق الذي يثبت أولا وأخيرا أن شن قوى العدوان ومرتزقتهم هذه الحرب كلها على اليمن واليمنيين، انما هي لإشغال الشرفاء والأحرار والأطهار الذين في الجبهات، عن كشف غباء و فساد ومطامع نجوم شلل السياسة والفسبكه في صنعاء ، وإظهار قصور وعيهم وفساد قيمهم وانعدام رؤيتهم ومشروعهم، في تنفيذ بناء مؤسسات الدولة اليمنية والمؤسسة العسكرية اليمنية القوية والمهابة والعادلة ..
في معركة الحديدة تحديدا، كلنا نعلم جيدا ونعرف جميعا تمام المعرفة، ومنذ ستة أشهر عامة ومنذ شهر ونصف على وجه الخصوص كم حشد وجند تحالف العدوان من ألوية عسكرية ومرتزقة بكامل عتادهم وأسلحتهم القوية والحديثة والمتطورة لغزو واجتياح مدينة الحديدة، وقصف طيران ومراقبة جوية بأحدث تكنولوجيا في الكون، معارك يوميه مدججه بأحدث الأسلحة، وبكتائب عسكرية مدربه سودانية ومؤهلة و ومقاتلين من مرتزقة وإرهابيين ومتخصصين من مختلف الجهات والدول، يقومون بزحوفات يوميه من عدة محاور لدخول الحديدة، وبتغطية كثيفة من طيران العدوان الحربي والاستطلاعي والاستخباراتي، والنتيجة ماذا كانت.. ؟!!
هل سأل أحدكم نفسه ولو من باب إعمال العقل والتفكير، ما هي النتيجة التي حققتها جيوش ومرتزقة وعملاء تحالف العدوان..؟!! هل تساءل أحدكم ولو من باب التفكير، أين ذهبت تلك التحشيدات والالوية والكتائب والجنود والمرتزقة والإرهابيون الذين قام بتجميعهم العدو ومرتزقته، لغزو واجتياح الحديدة، وأين اختفت تلك الألوية وتلك الكتائب وذلك العتاد والعدة، ولم يتحرك العدو ومرتزقته ولو شبرا واحدا من خلف كيلو 16..؟!!
النتيجة باختصار هي أنه وبفضل الله أولا وأخيرا وثبات وصمود ووعي وقيم ومشروع ابطال الجيش واللجان الشعبية تم كسر كل الزحوفات وإفشال وهزيمة كل محاولات العدو ومرتزقته لدخول الحديدة، وتدمير كل عتاد وعدة العدو ومرتزقته، وقتل وسحق ونسف وأسر كل من يحاول التقدم، بل وسيطرة رجال الجيش واللجان على مواقع العدو المتقدمة بكامل اسلحتها وعتادها وأسر مقاتليها ومحاصرة البقية منهم، ويوميا نشاهد الإعلام الحربي وهو يظهر آلياتهم وهي تنسف وتدمر، وصور القتلى والجرحى بالعشرات والمئات من المرتزقة والإرهابيين بينهم قيادات من الصف الأول..
هذا هو المشهد الحقيقي في الحديدة، وهذا هو ما يحصل يوميا في الحديدة ومعركة الساحل الغربي، (مجد، ثبات، صبر، انتصار، صمود، تحد، تضحية، سيادة، استقلال، وحدة) أليس من المعيب والمخزي أن نسمح نحن كيمنيين وشعب يمني، أن يأتي لنا بعد كل هذا من يمجد ويلمع نجوم السياسة والإعلام والمفسبكين، او ان يلصق برجال الجيش واللجان، رجال الرجال الأنقياء والأطهار هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم وحياتهم و سحقوا ودمروا وهزموا أكبر ترسانة للمال والسلاح والإرهاب في العالم، كل دناسة ونجاسة وعبث وتلوث وفساد وانبطاح نخبة سياسيي وصحفيي ومفسبكي صنعاء وفهلويي السلطة وانتهازيي الثروة..
إن المعيب والمخزي اليوم أكثر هو أن لا تكون بطولات وتضحيات وثبات وصمود ومجد وانتصار رجال الجيش واللجان الشعبية هي ما نتحدث عنه كمواطنين يمنيين وكصحفيين يمنيين وككتاب يمنيين وكسياسيين يمنيين، المعيب والمخزي حقا هو أنه لا يوجد اليوم إجماع يمني كلي وتام بإن بطولات وتضحيات رجال الجيش واللجان الشعبية هي مصدر فخرنا وعزتنا وقوتنا وهيبتنا وانتصارنا وشرفنا كيمنيين..