بالمختصر المفيد.. مشاورات السويد وأعداء السلام
عبدالفتاح علي البنوس
مشاورات ستوكهولم فرصة حقيقية متاحة لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في عموم ربوع الوطن ، هي فرصة سانحة لإنهاء الاحتلال السعودي الإماراتي لجزرنا ومدننا وسواحلنا الجنوبية والشرقية ، هي فرصة للانعتاق النهائي من براثن وويلات التبعية والوصاية الإجنبية ، هي فرصة لحقن الدم اليمني المستباح بريالات السعودية ودراهم الإمارات ، هي فرصة لتحقيق مصالحة وطنية – وطنية تنهي سنوات من العداء والحرب ، هي فرصة لترميم الجسد اليمني المثخن بالجراح ، هي فرصة لاستعادة هيبة الدولة وسيادتها التي انتهكها الغازي السعودي والإماراتي وتحالفهم القذر الذي توجهه وترعاه وتشارك فيه بقوة الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تمثل الشيطان الأكبر في هذا العصر .
مشاورات السويد فرصة للتحرر من الحاكم بأمره السعودي والإماراتي ، هي فرصة لاجتماع اليمنيين على طاولة الحوار اليمني من جديد لرسم ملامح حاضرهم ومستقبلهم بعزيمة يمنية أمضى وإرادة لا تلين ، هي فرصة للمخدوعين بقوى الغزو والاحتلال بأن يصححوا مسارهم ويتصالحوا مع وطنهم وشعبهم ، ويعلنوا توبتهم من كل الذنوب التي اقترفوها في حقهم طيلة أربع سنوات من الخيانة والعمالة والتآمر والارتزاق ، هي فرصة بأن ينتصر الجميع للوطن والشعب ، ويتركوا ما دون ذلك وراء ظهورهم ، هي فرصة لأن تسقط كافة المصالح والمنافع الشخصية والحزبية والسياسية والطائفية والمذهبية ليعمل الجميع من أجل مصلحة واحدة هي المصلحة الوطنية ولا شيء غير المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة في تاريخ يمننا الحبيب .
مشاورات السويد فرصة لأن يدرك الجميع وفي مقدمتهم وفد الرياض بأن الخارج الشقيق والصديق والعدو لا يريد لنا ولوطننا الخير والأمن والسلام والاستقرار ، وأنهم يلهثون خلف مصالحهم ومشاريعهم التوسعية والاستعمارية وأن حل مشاكلنا وأزماتنا بأيدينا لا بأيديهم ، فهم أعداء السلام وأعداء كل ما هو جميل ، هم يريدون أن نتناحر فيما بيننا وأن نتصارع في الوقت الذي يتغلغلون في أوساطنا ويحتلون أرضنا ويسيطرون على كافة مواردنا وثرواتنا ، الإمارات ومن قبلها السعودية ومن قبلهما أمريكا وإسرائيل هم من أشعلوا الحرب في اليمن بشن عدوانهم الهمجي وفرض حصارهم الجائر ، هم أعداء السلام ، وهم دعاة الحرب ، وهم من يسعون بكل طاقاتهم وإمكانياتهم لإطالة أمد الحرب في اليمن ، واستمرار نزيف الدم اليمني في مختلف الجبهات ، هم من يضغطون على السعودية والإمارات للذهاب بعيدا في حربهما وعدوانهما وحصارهما، لأنهم المستفيد من وراء ذلك .
بالمختصر المفيد، مشاورات السويد لدى أعداء السلام مجرد ملهاة ومضيعة للوقت وإهدار للجهود والطاقات ، وتلاعب بأعصاب ومشاعر اليمنيين وإمعان في تكريس معاناتهم والتضييق عليهم في معيشتهم وتهديد حياتهم وحاضرهم ومستقبلهم ، وإذا لم يتخل وفد الرياض عن طاعته العمياء للرياض فإنه سيقضي على آخر فرص تحقيق السلام في اليمن وسيكون وصمة عار في حق كل فرد فيه ، فالكرة اليوم في ملعبهم ، الوفد الوطني قدم ما فيه الكفاية من التنازلات من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار وعلى وفد الرياض أن يتحلى بالشجاعة وأن يتحرك من منظور ومنطلق وطني بعيدا عن الشروط والإملاءات والتوجيهات والأوامر السعودية الإماراتية الأمريكية التي تدفع دائما باتجاه العرقلة واستمرار العدوان والحصار تبعا وخدمة لمصالحها .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .