شنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي هجوما حادا على السعودية وولي عهدها، محمد بن سلمان، بعد اطلاعهم على تقرير وكالة الاستخبارات المركزية عن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
وأبلغت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جينا هاسبل، زعماء مجلس الشيوخ التابع للكونغرس الأمريكي بمعلومات “CIA” حول مقتل خاشقجي، مما أثار أصداء واسعة وردود أفعال قوية بين السيناتورات.
وبعد عقد الاجتماع مع هاسبل حول سياسة الإدارة الأمريكية تجاه السعودية في ظل مقتل خاشقجي واستمرار الأزمة اليمنية، قال السيناتور الديمقراطي من ولاية نيو جيرسي، بوب مينينديز، إن على الولايات المتحدة الرد “بقوة” على اغتيال الصحفي السعودي والتطورات التي طالت الحرب في اليمن، موضحا: “تم تعزيز الآراء التي التزمت بها قبل ذلك”.
وأكد مينينديز على ضرورة أن توجه الولايات المتحدة “رسالة واضحة وغير قابلة للتأويل بطريقتين مختلفتين إلى السعوديين” على خلفية هاتين القضيتين، معتبرا أن فرض عقوبات إضافية على السعودية سيمثل ردا مناسبا.
بدوره، أكد السيناتور الجمهوري من ولاية تينيسي، بوب كوركر، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن “لا شك” لديه بعد الاطلاع على تقرير “CIA” في أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو من “أمر وتابع” عملية اغتيال خاشقجي.
واعتبر كوركر أن الرسائل التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى بن سلمان غير كافية وستسمح له بمواصلة اتباع الطريق الذي سلكه.
ودعا السيناتور إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي ينتمي أيضا إلى الحزب الجمهوري، لإدانة العملية السعودية بقوة، مشددا على “ضرورة أن يكون هناك جزاء للقتل”.
وتابع أن على ترامب أن “يقف ويقول خلال الأيام المقبلة إن الولايات المتحدة لا تغفر قتل الناس وإلا فيجب على الكونجرس أن يتخذ إجراءاته”.
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي من ولاية ألاباما، ريتشارد شيلبي: “هذا الاجتماع أكد كثيرا من أفكارنا حول هذا القتل الذي يستحق الإدانة، وهو ما لا يوافق عليه أحد في الولايات المتحدة”.
أما التصريحات الأكثر حدة فجاءت على لسان السيناتور الجمهوري البارز من ولاية كارولين الجنوبية، ليندسي غراهام، الذي أعرب بعد الاجتماع مع هاسبل عن ثقته الكبيرة بأن عملية قتل خاشقجي لم يكن من الممكن أن تنفذ دون علم ولي العهد السعودي.
وشن غراهام هجوما حادا على ولي العهد السعودي، الذي وصفه بـ”المجنون والخطير”، معتبرا أنه “قوة مدمرة متورطة بقتل خاشقجي”.
وقال: “فقط من يدعي أنه أعمى قد يتوصل إلى استنتاج مفاده أن هذا الحادث لم يكن مدبرا ومنظما من قبل أشخاص يخضعون لقيادة محمد بن سلمان”.
وأكد غراهام أن “السعودية حليف استراتيجي للولايات المتحدة والعلاقات معها تستحق الحفاظ عليها، لكن ليس بأي ثمن”.
وتعهد السيناتور الجمهوري بأنه سيعمل مع زملائه في مجلس الشيوخ لإصدار بيان مشترك يؤكد ضلوع بن سلمان في مقتل خاشقجي، فيما شدد على أنه لن يدعم في مثل هذه الظروف أي صفقات خاصة ببيع الأسلحة الأمريكية للسعودية.