تحقيق استقصائي أمريكي يفجر ويفضح: الإمارات خلف عمليات الاغتيالات في عدن

صربيا تعتقل الملقب بـ”القذر” وغولان يعترف: دبرنا برنامج اغتيال بتكليف من بن زايد

 

مرتزقة أمريكيون بـ 1.5 مليون دولار أمريكي شهرياً ومكافأة عن كل عملية ناجحة ومحمد دحلان كان الوسيط

فجر موقع أمريكي إخباري مفاجأة من العيار الثقيل تضع دولة الاحتلال الإمارات في زاوية الإدانة الكاملة في قضية الاغتيالات التي طالت بعض الشخصيات اليمنية في جنوب الوطن المحتل من قبل قواتها.
الموقع “بازفيد نيوز” (BuzzFeed News) الأمريكي، كشف في تحقيق استقصائي بأن دولة الإمارات استأجرت مرتزقة أمريكيين اغتالوا رجال دين بارزين وشخصيات سياسية إسلامية في اليمن.
وبيّن الموقع بأن قائد برنامج الاغتيالات هو الضابط الإسرائيلي “أبراهام غولان”.
التحقيق الاستقصائي الذي أعده “آرام راستون” رصد تحركات المجندين لهذه المهمة كاشفا بان فيهم عسكريين سابقين خضعوا لسنوات من التدريب المتخصص من جانب الجيش الأمريكي لحماية أمريكا.
لكنهم صاروا الآن يعملون لحساب جهة مختلفة عبر شركة أمريكية خاصة استأجرتها الإمارات.
ويذكر التحقيق وفقا لمصادر على دراية بالعملية ان أحد المرتزقة، معتادا على العمل مع فرع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) يسمى “الفرع البري”، وهو ما يعادل وكالة للقوات العسكرية الخاصة بالجيش، وآخر كان رقيبا في القوات الخاصة في الحرس الوطني بولاية ماريلاند، وثالث هو ظل في الخدمة بقوات الاحتياط في القوات البحرية الخاصة، وكان لديه تصريح “سري للغاية”.
الشركة التي استأجرت الجنود السابقين ونفذت الهجوم، هي Spear Operations Group، وأسسها أبراهام غولان في ولاية ديلاوير الأمريكية وهو متعاقد أمني مجري ـ إسرائيلي يعيش بولاية بنسلفانيا، وقاد محاولة اغتيال القيادي في حزب الإصلاح “إنصاف علي مايو”. حسب التحقيق.
غولان هذا قال لـ BuzzFeed News معترفا “كان يوجد برنامج اغتيال مستهدف في اليمن.. كنت أديره. لقد فعلناها. وقد جاء بتكليف من دولة الإمارات”.
ويستبعد خبراء ألا تكون الولايات المتحدة على علم بأن الإمارات استأجرت شركة أمريكية يعمل بها عسكريون أمريكيون قدامى، لتنفيذ اغتيالات في فترة حرب خاضعة اصلا لرقابة (أمريكية) شديدة.
وفيما قالت “سي آي إيه” إنه ليس لديها أي معلومات عن برنامج اغتيالات مرتزقة في اليمن، قال مسئول سابق في الوكالة: “كان هناك أشخاص يقومون بشكل أساسي بما تقولون (الاغتيالات)”، وأبدى اندهاشه قائلا إن المرتزقة كانوا “تقريبا مثل فرقة قتل”.
وبحسب Buzzfeed، كان من الصادم أنَّ الأميركيين المشاركين في المهمات قد عملوا في «منطقةٍ رمادية على الصعيدين السياسي والقانوني».فمع أنَّ قانون الولايات المتحدة يحظر «التآمر للقتل والخطف» في بلد أجنبي، فإن الولايات المتحدة لم تحظر خدمة المرتزقة، ويمكن للأميركيين العمل في الجيوش الأجنبية.
ولتوفير الغطاء القانوني لهؤلاء القتلة يذكر التحقيق اشترطت شركة Spear Operations Group ان تمنح الإمارات رتبا عسكرية للأمريكيين المشاركين في المهمة باليمن، ليوفر لهم ذلك غطاء قانونيا.
يصر غولان على أنه قتل فقط “الإرهابيين” الذين حددتهم الإمارات، حليفة الولايات المتحدة.
المأجور دحلان والقاتل الإسرائيلي
الصفقة التي جلبت المرتزقة الأمريكيين إلى عدن تم الاتفاق عليها خلال وجبة غداء في مطعم إيطالي بنادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية بأبوظبي.
انتقل غولان وعضو سابق بسلاح البحرية الأمريكية، يدعى إسحاق غيلمور، جوا من الولايات المتحدة، للاتفاق على الصفقة، وكما قال غيلمور، لم تكن الأمور تمضي بشكل جيد.
وأضاف أن مضيفهم هو السياسي الفلسطيني محمد دحلان، رئيس الأمن السابق للسلطة الوطنية الفلسطينية، الذي تفيد التقارير بأنه مستشار مقربٌ من ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان.
فكانت المفارقة هي أن سياسيا فلسطينيا يلتقي بقاتل مرتزق إسرائيلي لتنفيذ عملية خارجية.
في الأسابيع التي تلت مأدبة محمد دحلان استقروا على شروط يحصل بموجبها الفريق على 1.5 مليون دولار شهريا، ومكافآت مقابل عمليات القتل الناجحة، كما أفاد غولان وغليمور.
كما تم الاتفاق أيضا على أن تدرب شركتهم الجنود الإماراتيين على تكتيكات “الكوماندوز”، لكن كان لغولان وغيلمور شرط آخر.. كانا يريدان دمجهما في القوات المسلحة الإماراتية وتوفير الأسلحة لهما، وتحديد قائمة الأهداف، على أن تأتي من ضباط عسكريين، وهذا كان لـ “أسباب قضائية”، بحسب ما قال غولان، كي لا يأخذ الأمر صفة مرتزقة، بل مهمة عسكرية.
وقع دحلان والحكومة الإماراتية على الصفقة، كما قال غولان وغيلمور، وبدأت شركة Spear Operations Group العمل.
قام غولان، قائد العملية، وغيلمور، بجمع فريق من عشرات الرجال، ثلاثة منهم كانوا من قدامى المحاربين الأمريكيين الخاصين.
ومعظم الباقين كانوا من القوات الأجنبية الفرنسية السابقة، وكانوا أرخص، إذ يحصلون على 10 آلاف دولار شهريا، أي أقل مما كان مخصصا لنظرائهم الأمريكيين، بحسب غيلمور.
ويعمل غولان على تصميم أعمال الاغتيال الخاصة به على ضوء برنامج القتل المستهدف في إسرائيل، والذي يجري تنفيذه منذ تأسيس الدولة (عام 1948).
يقول غولان إنه رغم بعض الأخطاء، تم تنفيذ البرنامج بشكل صحيح.
واعترف بأن الإمارات قدمت أسماء لا علاقة لها بالإصلاح أو أي جماعة إرهابية وأنها قد تكون مجرد أشخاص لم يكونوا يحظون بقبول العائلة الحاكمة.
وحسب معلومات الموقع، فإن الشركة الأمريكية التي نفذت العمليات ضد قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي تعتبره الإمارات تنظيما إرهابيا وذراع “الإخوان المسلمين” في اليمن.
الى ذلك أعلنت تقارير إعلامية، بأن السلطات الصربية اعتقلت أحد الأمريكيين الذين عملوا في اليمن ضمن برنامج الاغتيالات لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة وهو “دانيال كوربيت” الملقب بـ”القذر” أحد جنود البحرية الأمريكية، في سجن في صربيا لمدة ثمانية أشهر أثناء التحقيق في حيازته مسدسًا غير قانوني.

قد يعجبك ايضا