مشاورات السويد هل ستحقق السلام؟
زيد البعوة
جولة مشاورات جديدة سوف تبدأ خلال هذا الأسبوع بشأن العدوان على اليمن ليس في سويسرا ولا في الكويت ولا في مسقط بل في السويد لا يهم الزمان ولا المكان كلما يهمنا هو هل ستكون هذه المشاورات كسابقاتها ام انها ستكون مختلفة؟ وما هو الاختلاف الذي نريد؟ الاختلاف الذي نريده هو توجه عملي جاد لوقف العدوان وإيجاد فرصة حقيقية للسلام ووقف العدوان وفك الحصار عكس الجولات التفاوضية السابقة الكثيرة التي حصلت في الماضي ولم تصل الى نتيجة بل جعلت الأمور تتفاقم بشكل اكبر وما نأمله كشعب يمني هو ان تكون مشاورات السويد إيجابية ومثمرة وتؤثر بشكل عملي في الواقع لكي تضع حداً للكارثة الإنسانية التي يصنعها العدوان في اليمن.
لم تحصل أية مبادرات ميدانية أو عملية الى حد الآن تثبت حسن نوايا دول العدوان في تحقيق أي تقدم في ملف المفاوضات والمشاورات للوصول الى سلام حقيقي سوى خروج مجموعة من الجرحى لتلقي العلاج في الخارج وتوقيع ملف الأسرى إلا أن الأمور العسكرية والاقتصادية والاطماع الاستعمارية لا تزال كما هي عليه بل انها تتفاقم بشكل اكبر، لم تتوقف المعارك ولم يتوقف التصعيد العسكري لا في الحديدة ولا في غيرها من الجبهات ولم تفتح المطارات ولم يفك الحصار، كلما يحصل هو حديث عن السلام وترتيبات لنقل الوفد وعدد من الجرحى فقط رغم انه لو تتوفر نية حقيقية لبدأت الأمم المتحدة في فرض ضغوطات على العدو لوقف العمليات العسكرية وفك الحصار.
وبعيداً عن تفسير النوايا واستباق الأحداث دعونا نتحدث عن رؤية وموقف الشعب اليمني والقيادة السياسية في صنعاء حول السلام بداية من السيد القائد عبدالملك الذي كان ابرز ما قاله للمبعوث الأممي في الزيارة الأخيرة في نهاية نوفمبر المنصرم حين خاطبه قائلاً ان اهم ما ينبغي ان يحصل من اجل تحقيق السلام هو ان تكون هناك نوايا صادقة وجادة وكذلك في خطابه الأخير بمناسبة المولد النبوي حين قال نحن حاضرون للسلام متى ما توفرت النوايا الصادقة والجادة لدى دول العدوان وكذلك الحال بالنسبة للرئيس المشاط في خطابة الذي القاه في الثلاثين من نوفمبر بمناسبة عيد الاستقلال حين اكد على استعداد الشعب اليمني للسلام وهذا يعني ان الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه لديهم توجه جاد وصادق من اجل تحقيق السلام وان الطرف الذي لا يزال يراوغ ويفتقد للمصداقية هو دول العدوان ومن خلال مشاورات السويد سنعرف الصادق من الكاذب والمخادع من الحريص والجاد.
وقبل الخوض في تفاصيل ما سوف يتم التشاور حوله على العدوان وعلينا كشعب يمني ان نفكر قليلاً في ما حصل خلال الأعوام الماضية من احداث وجولات مفاوضات وتصريحات وجرائم ومتغيرات وكيف يمكن ان تكون نظرة المواطن اليمني لما سوف يحدث في المستقبل مقارنة بما حصل في الماضي؟ اكثر من اربع جولات تفاوضية حصلت في اكثر من دولة فشلت واطماع العدوان الاستعمارية في احتلال اليمن تفاقمت وجرائم العدوان ازدادت وكثرت ومصداقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة تلاشت واضمحلت ولم يتبق أي شيء يمكن ان يراهن عليه الشعب اليمني يمكن ان ينقذ طاولة السويد إلا شيء واحد هو الرهان على الله تعالى وعلى التطورات العسكرية من خلال الصناعات العسكرية اليمنية التي دخلت المعركة وخلقت احداثاً جديدة ليست لمصلحة العدو وكذلك المعطيات الميدانية اليومية التي لم تكن لمصلحة العدو بل كانت ولا تزال مؤثرة عليه في مختلف الجبهات وكذلك صمود وثبات وعزيمة الشعب اليمني في مواجهة العدوان.
وبالنسبة لنا كشعب يمني لم نعلق الأمل يوماً على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فهم كاذبون وموقفنا واضح وثابت، المواجهة والصمود والثبات حتى يتحقق النصر وفي نفس الوقت لدينا ثقة مطلقة بالقيادة انها سوف تتعامل مع موضوع المفاوضات او بمعنى اصح المشاورات وملف السلام بحكمة وبمسؤولية ولن نستبق الاحداث ولن نحكم على الأمور وهي لا تزال في بدايتها ولكننا نتمنى من الله وليس من المجتمع الدولي ولا الامم المتحدة ولا أحد غير الله ان يتوقف العدوان الظالم على الشعب اليمني وان يفك الحصار وان يستعيد الشعب عافيته ويضمد جراحه ويوحد صفه ويحافظ على استقلال وطنه وحرية شعبه وينعم بالخير والسلام والامن والاستقلال والحرية والعزة والكرامة وهذا ما سوف يحصل طال الزمان او قصر ان شاء الله.