بالتزامن مع الاستعدادات التي بدأها جيش الاحتلال البريطاني لشن حملته العسكرية على ردفان والتي بدأت مطلع العام 1964م أعلنت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ في عدن في العاشر من ديسمبر 1963م واستمرت طلية أربع سنوات لتنتهي مع خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر 1967م.
وكانت تقارير المخابرات البريطانية أواخر 1963م تشير – بحسب مصادر بريطانية- إلى استعدادات القبائل والعائدين من “اليمن الجمهوري” لتفجير ثورة في ردفان بعد حصولهم على أسلحة وذخائر من اليمن، وقد قام كثير منهم بنقل عائلاتهم إلى اليمن، وبناء على تلك التقارير قررت سلطات الاحتلال شن حملتين الأولى في ردفان وتهدف إلى نشر حامية عسكرية في ردفان للحد من تدفق الدعم للثوار، ووقف الهجمات التي كان الثوار يشنونها على دوريات الأمن في الطرقات، وكذلك لضبط عدد من الثوار الذين كانوا يتحصنون في ردفان، وتسميهم سلطات الاحتلال بـ”المنشقين”.
الحملة الثانية كانت للسيطرة على الوضع في عدن بعد تنامي نشاط الجبهة القومية وجبهة التحرير ضد الوجود البريطاني وعملائه، ولذلك أعلنت حالة الطوارئ في عدن.
حبل الغسيل “scrnbber Line”
أقامت سلطات الاحتلال حاجزا من الأسلاك المعدنية الشائكة حول مدينة عدن وضواحيها وأطلقت عليه اسم حبل الغسيل “يمتد من نقطة على الساحل في منطقة العلم ويمتد غربا ليلتف حول المنصورة والشيخ عثمان وينحدر نحو البحر وآخر يفصل عدن عن البريقة أو عدن الصغرى في منطقة الحسوة، وحاجز ثالث من الأسلاك يمتد فوق جبل شمسان، وعززت هذه الحواجز ونشرت نقاط مراقبة على طول امتداد الاسلاك الشائكة أو “حبل الغسيل” وبات الدخول إلى عدن يتم من خلال بوابات محددة بعد تدقيق وفحص بأجهزة ومعدات حديثة.
“كيني ميني”
من أجل إحكام سيطرتها على عدن استدعت سلطات الاحتلال قوات إضافية من مستعمراتها في آسيا وافريقيا وقبرص وجبل طارق، كما استخدمت قوات سرية غير نظامية اسمتها “كيني ميني” ” kenji meani وهو مصطلح سواحلي يعني “الثعبان” المتزلق وكانت مهمة هذه القوات هي التوغل في الأحياء والشوارع والأزقة التي يعتقد بتواجد الثوار فيها، للرصد والمراقبة وتنفيذ مهام خاصة وقذرة وكان عناصر هذه القوات يرتدون ملابس مشابهة للتي يرتديها أهل المدينة دون ملامح مشابهة للملامح العربية ويبدو أن قوات “المستعربين” الإسرائيلية التي تقوم بمهمات داخل المدن الفلسطينية قد استفادت من التجارب والخبرات الأمنية البريطانية.