المصطفى في القلوب اليمانية
سعاد الشامي
من قبس النور المحمدي الذي لا يخبو وهجه ولا يندمس نقاؤه ؛ انبثقت الحشود المليونية كالكواكب الدرية تتلألأ على سطح الكرة الأرضية التي تغشاها سواد الضلال ؛ لتتجلى اليمن دون غيرها في يوم مولد نبيها وتبرز في أبهى حلل الإيمان المشرقة والنورانية ؛ وهي تجمح بكل عنفوان الشموخ لتصب فيض مشاعر أبنائها في قالب الحب المقدس لمن أرسله الله رحمة للعالمين يبادلونه الوفاء بالوفاء ؛ ويؤكدون له العهد والولاء.
على تلك الساحات…
رأينا أنصار محمد من أحرار اليمن وقد جسدوا مبادئ محمد ورسالة محمد بتلك العزائم الإيمانية والمعنويات الجهادية التي ماوهنت ولا انكسرت وهي تقارع أصنام الإنسانية ؛ وتتصدى لطواغيت الجاهلية في هذا العصر.
رأينا محبات محمد من حرائر اليمن ؛ وهن يرسمن بريشة صمودهن ؛ وألوان وعيهن المنتقاة بمقاييس جودة الهدي النبوي ؛ أجمل لوحة نسائية في فن التضحيات .
رأينا أجيال الرسالة من أطفال اليمن ؛ يبحثون عن فرحتهم المسلوبة في زوايا هذا اليوم البهيج ؛ وأحلامهم تتوق إلى مستقبل أجمل ترونق سنينه وتزخرفها صفقة الولاء لنهج محمد.
رأينا المرضى والجرحى وقد خلت رفوف الصيدليات من دوائهم ؛ ينتفضون من بين أنين الوجع ليشاركوا في إحياء مولد النور ؛ وهم على ثقة بأن محبتهم لنبيهم بلسم شافٍ لتلك الأوجاع.
رأينا الجياع وقد نفدت منازلهم من مستلزمات الغذاء؛ يهبون إلى إشباع جوع أرواحهم المنهكة باستلهام الصبر من سيرة نبيهم الذي حوصر وجوِّع مثلهم وناله في شعب أبي طالب ما ينالهم اليوم في أرض اليمن ؛ متلهفين إلى يوم الفتح والنصر المبين.
رأينا نفس الرحمن ينبعث من بين ثنايا الصفوف الموحدة على حب محمد؛ ويعطر القلوب المؤلفة على درب التأسي والإقتداء ؛ ويساند الأيادي الرافعة لرايات الولاء ؛ ويحيي الألسن المتلهجة بنداءات “لبيك يامحمد”
وما اصدق القائل :
من مثلنا برسول الله يحتفل
ومن سوانا لأمر الله يمتثل
من غيرنا ملأ الساحات تلبية
في يوم مولده والكون منشغل
جئناه طوفان اجساد محصنة
بحبه وهدى بالآل يتصل.