بالمختصر المفيد.. السيد وتوجهات المرحلة المقبلة

 

عبدالفتاح علي البنوس

وضع قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي النقاط على الحروف وسمى الأشياء بمسمياتها في كلمته المناسباتية في إحتفالية المولد النبوي الشريف ، حيث حدد خمس نقاط أساسية هي بمثابة موجهات للقوى الوطنية للمرحلة الراهنة ، والمسار والبرنامج العملي الذي تسير عليه البلاد في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر ، حيث أكد السيد القائد على تمسك الشعب اليمني بحقه في الحرية والاستقلال والاعتماد على الله ورفض كافة أشكال الوصاية والتبعية والعمالة والإرتزاق وقطع الأيادي الخارجية التي كانت ممدودة للداخل اليمني وباتت الوصية على اليمن واليمنيين والمتحكمة في كل شؤونهم ،
وجدد السيد القائد تأكيده على تمسك أبناء الشعب اليمني بالمبدأ الجوهري المصيري الثابت والراسخ الذي لا بديل عنه في الدفاع عن أنفسهم وبلادهم ، والذود عن الحمى والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة في مواجهة تحالف قرن الشيطان الذي تقوده مملكة الشر والوقوف بحزم أمام المحاولات الشيطانية الإجرامية لتركيعهم وإذلالهم واحتلال أرضهم وانتهاك سيادتهم ، باعتبار ذلك من الواجبات والضروريات الدينية والوطنية التي لا تفريط بها ولا مساومة عليها ، وخصوصا في ظل التصعيد الكبير الذي تقوم به قوى العدوان في الساحل الغربي والجبهات الداخلية ومحاولاتها إشعال جبهات جديدة ، وجبهات ما وراء الحدود ، بعد أن تعززت القناعات لديهم بأن الأعداء يتربصون بالوطن والشعب الدوائر ويحيكون المؤامرات الواحدة تلو الأخرى وأن لا مجال للتراخي والتكاسل والتغافل عن ذلك ، ولا بد من العناية بالجبهات برفدها بالمقاتلين وقوافل العطاء والمدد وذلك لما من شأنه تعزيز قيم الصمود والثبات والتحدي ، والمضي قدما في معركة النفس الطويل حتى تطهير البلاد من دنس ورجس الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم وأذنابهم .
كما أكد السيد القائد على التمسك بقضايا الامة المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تمثل قضية العرب المصيرية ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، في ظل موجة التطبيع والانبطاح والتودد للكيان الإسرائيلي من قبل الأنظمة العميلة التي تاجرت بكل شيئ حتى المقدسات في سبيل بقاء الحكام والملوك والأمراء والرؤساء العرب في السلطة وتربعهم على العروش الملكية والأميرية ، في رسالة تأكيد على واحدية القضية الفلسطينية والقضية اليمنية وأننا في اليمن رغم المعاناة والمتاعب والجرائم والمذابح الذي يرتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني لم ننس فلسطين والقدس .
كما أكد السيد القائد على تعزيز التكافل الاجتماعي وإخراج الزكاة من أجل التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين الناجمة عن العدوان والحصار، لما للتكافل من أثر بالغ في تحسين أوضاع وظروف المواطنين المعيشية والتي وصلت لمستويات بالغة التدهور، تتطلب التعامل معها بمسؤولية دينية وإنسانية من الجميع باعتبار ذلك مسؤولية مجتمعية رسمية مشتركة.
واختتم السيد نقاطه الخمس بالتأكيد على ضرورة تحسين أداء مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد، باعتبار ذلك من متطلبات بناء الدولة البناء الصحيح، وأحد مرتكزات دعم وتعزيز الصمود الوطني في مواجهة العدوان والحد من تداعيات الحصار الجائر، وهو ما يعد تجسيدا وتطبيقا عمليا وترجمة صريحة لبرنامج الرئيس الشهيد صالح الصماد يد تحمي ويد تبني.
بالمختصر المفيد، المرحلة مثلما هي مرحلة مواجهة وصمود وثبات، هي في الوقت ذاته مرحلة بناء وتعمير وتطوير وتحديث ومحاربة للفساد والفاسدين الذين يساندون العدوان ويسيرون في طريقهم ووفق مخططهم التدميري للوطن والمواطن على حد سواء، ونشد على أيدي الجميع للتفاعل والتحرك الجاد والمسؤول حكومة ومكونات وقوى وطنية ومجتمع من أجل ترجمة هذه النقاط على أرض الواقع فالوطن في أمس الحاجة لترجمة هذه النقاط لنحصد ثمارها ونلمس خيراتها وفوائدها .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا