
, برنامج لتحسين مهارة القراءة لدى الاطفال في 381 مدرسة
سميث : حضور أكبر عدد ممكن من الأطفال إلى المدرسة يعني خلق مستقبل أكثر تفاؤلا لليمن
> يشكو أحد المواطنين بمرارة من عدم تقدم ابنه “طالب في الصف الخامس الابتدائي” خطوة واحدة إلى الأمام¡ وخلال هذه السنوات التي قد قضاها في المدرسة لا يستطيع حتى القراءة أو الكتابة .
ويقول توفيق العليمي إن ابنه بالكاد يستطيع التعرف على كتبه المدرسية ¡ الامر أدى إلى مضاعفة الجهود الأسرية لتحسين مستوى طفلهم الوحيد الذي لم يجد بيئة تعليمية تساهم في تنمية مداركه العلمية والمعرفية وذلك بالحد الأدنى المتمثل بالقراءة والكتابة.
وتعاني اليمن من معضلة شاقة تتمثل في رفع معدلات القراءة والكتابة التي لم تتجاوز وفقا لآخر احصائية رسمية 62% .
وكالة التنمية الامريكية الدولية دشنت في هذا الخصوص مشروع القراءة للصفوف الأولى في اليمن يتضمن تنفيذ برامج تدريبية للمعلمين وبرامج القراءة للأطفال في 381 مدرسة في اليمن.
وكشفت نتائج دراسة أعدتها الوكالة حول متابعة الأداء بعد عام◌ُ واحد أن هذا البرنامج يحقق نتائج مذهلة. فعلى سبيل المثال¡ ارتفع مستوى طلاقة القراءة الجهرية لدى طلاب الصف الأول بمتوسط 900خلال العام الأول من انطلاق البرنامج. كما أن متوسط درجات الطلاب في القراءة والكتابة في 381 مدرسة يتم فيها تطبيق البرنامج تتجاوز بشكل كبير نتائج الأطفال في مدارس اليمن التي لا يطبق فيها هذا البرنامج.
واستنادا إلى جميع القياسات الأخرى القائمة على الأدلة¡ فإن هذا البرنامج التجريبي يحقق نتائج استثنائية في رأي خبراء تربويين.
تقييم
> أظهر تقييم الوكالة أن الطلاب ذوي المستويات العادية في الصف الرابع الإبتدائي في اليمن قادرون على قراءة 6 كلمات فقط بشكل◌ُ صحيح في الدقيقة الواحدة ¡ إضافة إلى ذلك¡ لم يتمكن 27% من هؤلاء الطلاب قراءة كلمة واحدة. واستجابة لذلك الوضع وطبقا◌ٍ لمدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اليمن روبرت سميث فإن هناك ضرورة لتحسين حياة أولئك الأشد احتياجا¡ وخاصة◌ٍ الأطفال” ¡ موكدا أن هذا البرنامج يمثل نجاحا◌ٍ ملموسا◌ٍ لتحسين المستوى وخلق حياه أفضل في المجتمع
ويضيف سميث: “عندما يحضر عدد أكبر من الأطفال اليمنيين إلى المدرسة ويتعلمون القراءة فإنهم يصبحون أفضل قدرة◌ٍ على الإسهام – كمواطنين مزودين بالمعارف والمهارات – في تحسين اقتصادهم¡ وهذا يعني خلق مستقبل أكثر تفاؤلا◌ٍ لليمن. وحين يعلم الآباء والأمهات في اليمن أن حكومتهم تعمل على تحسين تعليم أطفالهم فإن ذلك سيعزز الجهود الرامية لتحقيق الوحدة الوطنية.
ويقوم مشروع تحسين معيشة المجتمع في اليمن بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم اليمنية على تنفيذ برنامج القراءة في الصفوف الأولى. وقد حظيت النجاحات التي حققها برنامج القراءة بالتزامات تمويلية من الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (جي. آي. زد) ومجموعة البنك الدولي وذلك لتوسيع نطاق تنفيذ البرنامج خلال الأعوام الدراسية القادمة.
تحديات
> يرزح قطاع التعليم تحت معاناة شديدة وتردي كبير بالتوازي مع مشاكل أخرى مثل النمو السكاني المتزايد¡ واتساع حجم أنشطة المجتمع ومحدودية النمو الاقتصادي¡ وتطور اتجاهات العمل التنموي ¡ والتغيرات المتلاحقة في بيئة الاعمال ومتطلبات التوظيف وسوق العمل .
كما أن قطاع التعليم في المناطق الجغرافية غير مغطاة بالكوادر المتخصصة ¡ بالاضافة إلى غياب بيئة تعليمية ناضجه ومحفزة للتعليم ¡ وأيضا وجود تشتت جغرافي كبير في عدد المدراس .
ويرى مختصون أن الفرص الاجتماعية في اليمن بقطاع التعليم تعاني العديد من التحديات والصعوبات ويعود الأمر في ذلك الى أن اليمن من البلدان النامية التي يشكل فيها الانفاق على هذا القطاع نسبة ضئيلة من الناتج المحلي الاجمالي وأيضا نسبة ضئيلة من الإنفاق العام بالإضافة الى ذلك ما تعانيه العديد من المناطق اليمنية من سوء في التوزيع وفي تقديم الخدمات التعليمية .
