صنَّاع الإرهاب باسم الإسلام!
عبد العزيز البغدادي
منذ بدء العدوان القاسي الذي يشنه أعراب السعودية والإمارات على اليمن بتوجيه وإشراف الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وبريطانيا وبمشاركة مباشرة وغير مباشرة من فرنسا وحوالي سبع عشرة دولة منذ 26/ 3/ 2015 زادت حالة افتضاح المحسوبين على السياسة والزعامة في ما يسمى بالعالم الحر لهذا الغرب المتوحش وما يسمى بالدول المعتدلة في المنطقة وانكشاف أكاذيبهم ومزايداتهم إن باسم الدين أو مبادئ العدالة وحقوق الإنسان على المستوى الوطني و الإقليمي والدولي هذا المحور الذي يفاخر بادعاء السبق في حماية حقوق الإنسان ويحث بقية الدول على ضرورة الالتزام بها وتصدر دوله تقارير دورية بشأنها وتشن حروباً على من تشاء من الدول وترتكب أبشع المجازر بحق الأبرياء تحت هذا العنوان وتحتل دولاً أوتدبرانقلاباً لتنصيب حكام يمثلونها وتدعم بقاءهم في السلطة لعقود تعوث من خلالهم وتصنع بؤراً للإرهاب والفساد يصعب بعد ذلك التخلص منها وتعمل من خلال آلتها الإعلامية على قلب الحقائق ثمَّ تتدخل بحجة محاربة ما صنعته ،
الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا هي أبرز من يمارس هذه اللعبة القذرة ، هذه ليست دعوة إلى اعتماد نظرية المؤامرة أو إلى شيطنة الآخر وإنما إلى الكف عن دسِّ الرؤوس في الرمال عن رؤية ما تقوم به أنظمة هذا المحور الشرير الذي يتهم غيره بالشر، وإلى التسلح بالوعي بكون بداية مقاومة هذا الشرِّ إنما تكمن في إصلاح البيت من الداخل وبأن إرادة الشعوب الحرة والواعية هي من يجب أن تصنع الرؤساء والزعماء بالاختيار الحر وليس من خلال العمالة والاستقواء بالخارج للبقاء في السلطة عقوداً من الزمن لبناء آلة الفساد وبنيته التحتية وهدم بدايات بناء الدولة!!.
ولم يعد خافياً دور هذه الدول في تسيير منظمات الأمم المتحدة في دعم هذا السلوك وهي التي أنشئت بعد حربين عالميتين فظيعتين خلفتا مآسيَ وكوارث لا يزال العالم يعاني من آثارها المادية والمعنوية بغرض التخفيف منها !،
هذا التكتل الشيطاني مع الأسف جُنِّد ليكون مركز التأثير لحرف وجهة السياسة الدولية باتجاه رعاية المجرمين والفاسدين دولاً وزعماء ومحاولة شرعنة جرائمهم كما حصل ويحصل في العدوان على اليمن الذي أباح أو سمح للمعتدي السعودي وحلفائه بالتدخل في شؤون اليمن بعد أن أضعفه بدعم نظامه الفاسد ليقرر أن كل هذه الجرائم التي يرتكبها إنما هي لدعم ما يسميه باستخفاف : ب(الحكومة الشرعية) التي صنعها وصنع رموزها وكذا المبادرة السعودية المسماة (الخليجية )!، ومعروف أنه لا شرعية للسعودية مثلها مثل الكيان الصهيوني والإماراتي لقيامها على احتلال أراضي الغير وتسمية الدولة السعودية باسم الأسرة الحاكمة بغرض محو عدة هويات وبناء حكمها على الإرهاب والدماء والفساد !! ،
منهج الإدارة الأمريكية لا يحتاج لمن يشيطنه فهي بحق الشيطان الأكبر كما قال الإمام الخميني ، ومن الأمثلة على ذلك دورها في صنع ودعم الجماعات التكفيرية والإرهابية الوهابية وغيرها ابتداء وهندسة تحالفها مع آل سعود والعمل على نشر أفكارها لتكون نواة للفكر التكفيري الإرهابي لكافة الحركات التي نشرت كالفطر في كثير من أقطار العالم وهي أفكار تناقض في منطلقاتها ومناهجها القائمة على استحلال الدماء والأموال روح الإسلام الحنيف. الوهابية والإخوان ترعرعتا كحركة نشطة برعاية بريطانيا في حضانة واحدة مع النظام السعودي كما أسلفنا وتلقفت الإدارة الأمريكية المشروع وظلت بريطانيا داعماً له ومن القناتين نهلت بقية الحركات الإرهابية التي نشأت تالياً مثل القاعدة وداعش وطالبان والنصرة وغيرها من التنظيمات والجماعات الإرهابية التي يصعب عدها . ومن الواضح أن هذه الجماعات صنعت لتشويه الإسلام الذي يقوم على التمسك بمبادئ العدالة والحرية والمساواة وليوجه اهتمامها نحو القشور والمسائل الخلافية كاللحية والسواك وطريقة اللباس والمحاكمة عليها وغيرها من المسائل مثل تعدد الزوجات وحجاب المرأة واعتبار من يحتفل بالمولد النبوي كافرا وارسال المراهقين المغسولة أدمغتهم من المغفلين ليفجروا أنفسهم وسط المحتفلين بهذه المناسبة أوغيرها من المناسبات لأي مذهب غير مذهبهم، ومن الواضح أن هذه الممارسات هدفها خلق التوتر وتطييف الصراع وإلهاء المسلمين بأنفسهم بدلاً من جعل مثل هذه المناسبات وسيلة للتمسك بالمبادئ التي بعث من أجلها الرسول الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام الذي عرض عليه عتاة قريش بواسطة عمه أبو طالب المال والسلطة مقابل التنازل عن رسالته العظيمة فكان رده : ( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) وهذا الإصرار النبوي على المبدأ رسالة إلى كل مرتزق باسم الدين أو باسم أي مبدأ في أي عصر، والرسول الأعظم هو أبرز من دعا إلى العدل والمساواة فقال : ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ) .
والمرتزقة والعملاء في بلادنا اليوم يقفون في صف من يعتدي على وطنهم ويقتل آلاف الأطفال والنساء والرجال في جريمة إبادة مستمرة تستهدف كل حي وولاة أمورهم يستفزهم قتل صحفي ويشاركون في قتل شعب على مرأى ومسمع من كل العالم منذ أربع سنوات وعلى مدى أربع وعشرين ساعة !!!،
أمريكا تتبنى الجماعات التكفيرية لأنها أبشع وسيلة لتشويه الإسلام وإظهاره بمظهر لا يليق وفي سبيل المصالح المتوحشة تدير ما يسمى بالمجتمع الدولي وفق المعايير المزدوجة والعدالة الانتقائية!