وقت الشدائد يبرز الرجال
نوال أحمد
الخونة القُدامى والخونة الجدد ؛ ما هم أمام الوطن وفي عيون هذا الشعب إلا زمرة جُبنٌ وضَعف ، كما أنهم في نظرة العدو عبيد أذلاء باعوا أنفسهم له فاشتراهم بالمال الرخيص، والثمن البخس..
فلا يوجد إنسان في العالم يدعي الرجولة ، ويتشدق بشعار الوطنية ، وهو في نفس الوقت يخون وطنه وشعبه المُعتدى عليه ظلما وجورا وبغيا وعدوانا من قبل قوى استعمارية خارجية ؛
ولا يخون تضحيات إخوانه وأبناء شعبه الكريم المظلوم إلا عميل وخائن
أبى ان يكون له موقف مشرف في الدفاع عن وطنه وشعبه الذي يتعرض لعدوان أمريكي عبري سعو أمريكي صهيو إماراتي غاشم..
وكيف لإنسان جعل من نفسه مطية للمعتدين ووقف بصف الغزاة والمحتلين يؤيدهم ويساعدهم على احتلال أرضه ، ويمكنهم من نفسه وشرفه وعرضه.. ان يكون رجلا ، او يدعي الوطنية
إن هذا الإنسان الخائن الذي يرضى بحياة العبودية بعيد كل البُعد عن كل معاني الرجولة وحب الوطن
إن ذلك الذي يقف في صف العدوان اليوم ، ويساعد الأجانب في احتلال أرضه وعرضه ، ويمكنهم من نفسه ، ليس إلا خائنا وعميلا ، ومرتزقا ذليلا ، باع قيم دينه وباع كرامته وباع وطنه بحفنة من الريالات ليستحق بذلك لعنة التاريخ ولعنة الأجيال القادمة..
وقسماً إن ما فعله الخونة القُدامى والخونة الجُدد ، بحق هذا الوطن وبحق أبناء هذا الشعب المظلوم ، وكل ما يعمله أولئك الخونة من تنكر لتضحيات شعبهم ؛ والعمل بكل خساسة لصالح العدوان ، ماهم إلا أناس تجردوا من الوطنية ومن كل معاني الرجولة ، بل أنهم انسلخوا من كل القيم والمبادئ الإسلامية و الإنسانية ؛
فأمام هذا العدوان المتواصل على اليمن منذ أربعة أعوام؛ وأمام كل هذه المجازر التي يرتكبها العدوان بحق الأطفال والنساء والشيوخ في هذا البلد ، لا يسكت ولا يجبن ولا يقف في صف العدوان إلا إنسان مات ضميره وماتت إنسانيته ، وفقد حريته ؛وباع كرامته وأضحى بلا كرامة…
ولكن الرجال الحقيقيين ، هم الأحرار الذين لا يقبلون بالعبودية ولا بالإذلال تحت سطوة الطغاة المستعمرين ، يرفضون الاحتلال ويتحركون برجولتهم وحريتهم ويحملون سلاحهم إيمانا وبندقية ليدافعوا عن أرضهم ؛ ويذودوا عن كرامتهم والتي هي عندهم أغلى من كل كنوز الأرض لأنهم رجال أحرار وأصحاب مواقف…اما من لا يمتلك الكرامة ، فهو إنسان معدوم الرجولة ولا شرف ولا إيمان ولا أخلاق له..
وما نقوله اليوم للمرتزقة المحليين في الداخل والخارج كونوا أحرارا لتكونوا رجالا ، وكونوا كما اليمنيين الأحرار، خسارة أنكم يمنيون ؛ وانتم مستعبدون وتداسون بالأقدام ، ممن استعبدوكم وجعلوكم تحت نعال كبريائهم..
وقسما إن استرخاصكم للكرامة ، لا تقبل به حتى النساء الحرائر ، ولن نقول لكم كونوا كما رجال الرجال ، أصحاب النخوة والغيرة ، الذين بمواقفهم البطولية ، وملاحمهم البطولية أرهبوا طغاة وجبابرة هذه الأرض ، وبعزتهم وعزمهم وإبائهم وشجاعتهم في مواجهة قوى العدوان والاحتلالوهم يحملون الإيمان؛ وعدالة القضية ؛ وحملوا مسؤوليتهم على كاهلهم في الدفاع عن هذا الوطن الغالي..
وإنما نقول لكم خذوا ولو قليلا من كرامة المرأة اليمنية الحرة الشامخة ، التي تذود عن كرامتها بكل ما تستطيع ، وتواجه هذا العدوان الغاشم على وطنها ، وهي من أجل الحرية والكرامة تقدم في سبيل الله أغلى التضحيات وتبذل مهجتها و عزيز قلبها لتفدي به تراب وطنها ، ولكي لا تُدنس طهارة أرضها..
وأقول في الأخير أن الرجال ليسوا بالشكليات ، وإنما بالمواقف التي تُبرز وقت الشدائد ، وفي ساعات الصعاب ، وعند الاعتداء على أوطانهم ، وينطلقون دفاعا عن المستضعفين؛ عندما يصرخ الأطفال وجعا من بطش المعتدين الظالمين ، وعند سماع النساء المؤمنات وهن يستنجدن بالرجال المؤمنين..
فلا خير في الرجال ، إن لم يكونوا أصحاب مواقف ومسؤولية ، ولا بارك الله في رجال بلا رجولة ، ولا شرف ولا كرامة..
ولعنة العصر والتاريخ والزمن على كل مرتزق خان بلده ، وباع شعبه ، وارتضى بعيش الذلة والمهانة..
حفظ الله الرجال الأحرار ، وحفظ الله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، نصره الله وأيده ونصر الله رجاله ورجال الوطن الأوفياء..