الجذور التاريخية للصراع اليمني السعودي ” 19” 26 سبتمبر.. من ذروة الثورة الشعبية إلى الانحراف والانتكاسة
عبدالجبار الحاج
وبوضوح يتباهى الشيخ الأحمر فرحا باتساع الشرخ داخل الصف الجمهوري :
( وتحولت ( خمر ) إلى مدينة للجمهوريين المعارضين للتطرف اليساري بحماية الشيخ /عبدالله الأحمر ورعايته ورعاية ( حاشد ) التي كانت الجيش الشعبي الدائم للثورة.
وعن اغتيال الزبيري الذي اغتيل وهو في طريقه من برط إلى الرياض ويعرف الشيخ.. أن اغتيال الزبيري لم يكن بأيد يمنية وإلا فإن رواية البردوني الآنفة توضح أن دعوات الزبيري وتشجيعه للتحزب كان سر مقتله وفي راوية البردوني إشارات خفية وذكية تومئ بإصبعه إلى القاتل والمتستر على قتلة الزبيري وهو ذات الشيخ.. لكنه الغدر والنفاق المشائخي وإلصاق التهمة بفريق يمني:
(( أدى اغتيال ( الزبيري ) إلى إضعاف تيار الإصلاح والسلام تدريجياً ، وتقوى التطرف اليساري في صنعاء اعتماداً على الدعم المصري ، وواجه الجمهوريون المعارضون سنوات صعبة……. ولم يكن أمامهم في تلك السنوات إلا الهروب والالتجاء إلى كنف الشيخ /عبدالله الأحمر الـذي صــار حـامـياً لهم………. وفي السياق نفسه بذل ( الشيخ ) جهوداً كبيرة لمحاولة التفاهم مع المسؤولين في صنعاء…….))
………
بقراءة سريعة في النصوص والخطاب التآمري بغطاء أطروحات السلام والمصالحة والجمهورية الإسلامية في الخطاب الجمهوملكي. وشعارات زائفة نحو وأد ثورة سبتمبر وتصفية الثوار..فقد كانت الحرب الدائرة في اليمن منذ 62 وحتى فبراير وامتداداتها الجانبية حتى مارس 70 ، هي حرب ثورية نحو التغيير الجذري وحرب وطنية ضد الرجعيات العربية والغرب الاستعماري أكان بزعامة أمريكا وبريطاتيا وفرنسا أو بقيادة وتمويل السعودية ولم تكن إسرائيل بعيدة بحكم التحالف الرجعي الصهيوني الامبريالي..
ومع ذلك تظاهر خصوم الثورة بدعم الجمهورية وبتزييف للوقائع والصراع أسموها حربا أهلية محضة خاضوا معارك سياسية ضد الثورة وضد الثوار الحقيقيين في محطات كثيرة وكانت المؤتمرات من عمران إلى خمر إلى الجند ابرز تجلياتها تلك خطيئة القيادة في تسليم الشارع والشعب الثائر إلى قوى الثورة المضادة من الداخل…
كذلك وصفوا دعم عبدالناصر النزيه كما وصفه البردوني في الفقرات المقتبسة.. الذي لم تكن له أية إطماع في اليمن إلا انتصار الثورة، بأنه احتلال لليمن وظلوا ينشدون السلام ظاهرا ويضمرون الاستسلام للسعودية وحملات تشويه وطعن في شرف وكرامة اليمنيين في معركتهم التحررية ضد آل سعود.
وظلوا يراهنون على السعودية في صناعة ذلك السلام الذي هدفه الرئيسي وأد الثورة وإفراغ الجمهورية ودشنوا باسم السلام وإيقاف الحرب إهدار كل التضحيات وتدشين مرحلة التبعية المطلقة لمشيئة آل سعود..
منذ العام 65 توالت صور جلية بدأت بأشكال التواطؤ وبلورة مفاهيم من نوع شعارات إيقاف الحرب التي وصفوها بأهلية يمنية محضة من قبل إعلام الصف الرجعي الذي اخترق الصف الجمهوري وبدأت اللقاءات تتوالى سرا وعلنا تجمعهم بالملك فيصل وتحضر لرسم صورة اليمن بعد تصفية الثورة وتعبيد الطريق إلى ذلك عبر انقلاب نوفمبر 67..
كانت قد تبلورت لدى هذا الفريق صورة استخدمت أغطية السلام والدفاع عن الجمهورية ولكن من خلال الجمهورية الإسلامية وتقديم صور الاعتدال والحرب الأهلية لتشويه مفهوم الحرب العادلة ضد آل سعود وتشويه دور عبدالناصر في دعم ثورة اليمن كمفاهيم وذرائع للانقضاض على الصف الثوري في قيادة الدولة والجيش وبعض المؤسسات من خلال عدد من المؤتمرات التي تتستر بالجمهورية تبريرا وتتويجا للاستسلام..
وراء الكواليس كانت الصفقة تصاغ بين السعودية وبين هذا الفريق وترسم خطوطها مرة بعد مرة ومؤتمرا بعد مؤتمر وزيارة بعد زيارة وتقضي بتصفية الفريق الثوري في الدولة والجيش..
وكانت الخطوة الأولى، بانقلاب 5 نوفمبر ومنذ ٥ نوفمبر وحتى مارس 70 ، كانت هذه الفترة هي جسر العبور وتصفية الفريق الثوري.. وتمثلت في تصفية القوى الثورية الحقيقية المتمثلة في صغار الضباط والتي تمكنت من تشكيل بعض الوحدات التي كانت لا تتجاوز المئات بوحداتها الثلاث لكنها حديثة البناء وجذرية الانتماء للثورة والتغيير وكان هذا التوجه في الجيش هو ما يثير الخوف والقلق على طموحات الفريق الجمهوملكي نحو السلطة من أنها توجهات تشكل عقبة في طريق مشروع الفوز والانفراد بالسلطة في صنعاء عبر ما أسموه بالسلام والمصالحة اليمنية وإيقاف الحرب والجمهورية الإسلامية برعاية سعودية..
كان صف المشائخ والإقطاع المختلف مع الإمامة هم ومن في قيادة صفهم من مجموعة ثوار 48 قد تمكنوا من التغلغل والتوسع والتمكن من احتلال مواقع هامة في قيادة الجيش الدولة وكان هذا الفريق على اتصال ولقاء بملك السعودية فيصل وأمرائها. واستطاع هذا الفريق الذي قاد انقلاب نوفمبر أن يبث مفاهيم غريبة كمفهوم جمهورية إسلامية وهو مفهوم يماثله مفهوم الجنوب العربي الذي كان يتنصل بالعروبة هربا من الهوية الوطنية اليمنية… وينشر دعاوى السلام وتكريس مفاهيم من نوع أن الحرب أهلية وان اليمن واقعة تحت الاحتلال المصري وان السلام يجب أن نصنعه مع الجارة السعودية التي ما انقطعت أشكال التواصل بينها وفريق السلام والمصالحة!!!.