شبابنا في عصر العولـمة

 

أحلام عبدالكافي

لقد تم اختراق مجتمعاتنا عبر أساليب خفية تستخدم الجذب والإغواء..كان هناك اختراق ممنهج لوعي الشباب والبنات …اختراق خطير توغل بخيوطه التدميرية ليستهدف الحاضر والمستقبل باستهدافه لأبنائنا وبناتنا،، في عصر العولمة الذي أدّى إلى جعل العالم قرية إلكترونيّة صغيرة تترابط أجزاؤها عن طريق الأقمار الصناعيّة والاتصالات الفضائيّة والقنوات التلفزيونيّة..
كيف أصبح حال شبابنا اليوم في المجتمعات العربية ..وكيف أصبحت أقوالهم وأفعالهم… كيف أصبحت أشكالهم وكيف أصبحت طريقة تفكيرهم؟؟!
للأسف أصبح واقعا وساحة للتقليد الأعمى لتلك الثقافات الواردة والثقافة المغلوطة والهدامة للوعي, تلك الثقافة الغربية التي تبعد عن ثقافتنا الإسلامية وهويتنا الإيمانية…وعن عادتنا وتقاليدنا المجتمعية…ثقافة خطيرة جدا عندما نشاهد الشباب قد وصلوا لحالة التشبه الخطير بشخصيات منحلة أخلاقيا….شخصيات لاتمت للدين ولا للعروبة وللأخلاق بصلة ..فجعل أولئك الشباب الذين وقعوا فريسة للحرب الناعمة من تلك الشخصيات الهابطة قدوة لهم للأسف.
أعداء الأمة يعلمون علم اليقين أنه إذا تم تغريب الشباب وتجهيلهم الذين هم عماد بناء حضارة الدول …فإنهم بذلك يستهدفون العقليات ويستهدفون وجود دول قوية ..دول مصنعة ..دول منتجة ..دول قادرة على الاكتفاء الذاتي…دول واعية قادرة على إدراك خطورة أعدائها والمتربصين بها…
للأسف قام أعداء الأمة بالحرب الشعواء عبر وكلاء من الداخل لضرب قدواتنا الإسلامية…عبر أساليب قديمة جديدة وممنهجة…وتشويه لرموز وعظماء …والذين كان لا بد أن يتم إبراز أدوارهم القوية والواعية وإبراز مواقفهم وأقوالهم للأجيال عبر التعليم وعبر وسائل الإعلام وعبر الوسائل الكلامية…لكن ما الذي حدث؟, تم إسقاطهم كقدوة في نفوس الأجيال بذات الأساليب المذكورة..لماذا؟ لكي يصنعوا لهم رموزا واهية, رموزا لا تبني أمة ولا تصنع جيلاً قوياً…رموزاً تخدم أجندات الأعداء …رموز هشة تارة..ومنحلة أخلاقيا تارة….وتارة رموزاً إرهابية تربي على العنف والدمار والقتل وغيرها من الرموز التي يسعى العدو لتلميعهم في أوساط مجتمعاتنا لخلق مزيد من ضياع الأمة والشباب…
المفترض أن تكون عليه نفسيات شبابنا هي القوة والقدرة على العطاء بناء على المختزن الثقافي الواعي لديهم في عقولهم…لكن الذي حدث لدى الغالبية للأسف ظهور نفسية شبابنا بأنها محبطة واليأس يعتريها من كل جانب, التذمر والتنصل عن المسؤوليات لماذا؟ لأن هناك استهدافاً ممنهجاً لهم من قبل أعداء الأمة منذ طفولتهم ،،عبر الوسائل الالكترونية وعبر المسلسلات التلفزيونية المقدمة لهم…مرورا بفترة شبابهم وما رافقها من ضخ لكل ما يهدم معطيات تقويمهم السلوكي والنفسي وصولا لنشأة جيل في المجتمعات العربية للأسف بهذه الصورة المشتتة…القاصرة …الضعيفة..والمتخبطة.
إذا ما تأملنا لطريقة تفكير شباب اليوم وما هي طموحاتهم وأهدافهم،، في كثير من المجتمعات وما هي ابرز اهتماماتهم…تلاحظ شريحة كبيرة ستجيب،، أريد أن أسافر خارج هذا البلد لتركيا مثلا أو أمريكا أو بريطانيا بلاد الحضارة والتقدم والازدهار… إن وصول شبابنا لحالة الانبهار بالغرب وبالثقافة الوافدة ونقمتهم على أوطانهم وعدم رغبتهم في تقديم أي جهد فيها ،،، ولا توجد لديهم رغبة للعطاء والبذل على أرضهم فهذه مسألة خطيرة لم تأت من فراغ وإنما بعمل ممنهج ومدروس مارسته القوة الناعمة لتخلق جيلا عربيا بهذا الشكل المتخبط…
أما حال البنات في مجتمعاتنا في ظل اختراق الحرب الناعمة لطريقة تفكيرهن. ستلاحظ أن اهتماماتهن أصبحت سطحية ولا ترقى لذلك الدور الكبير المناط بهن لبناء أمة قوية بتربية أجيال…اهتمامات الشريحة الواسعة من بنات المجتمعات العربية اليوم للأسف معروفة ونلاحظها جميعا والكارثة والطامة عندما تصنع لهن قدوات…كافرة أو قدوات من مغنيات أو ممثلات ..أو قدوات من شخصيات نسائية ثقافتهن غربية علمانية….تاركات ذلك الإرث العريق للقدوات الإسلامية مثل نساء آل البيت الأطهار تلكم النسوة العظيمات اللائي مثل تواجدهن منعطفاً كبيراً لخدمة الأمة..حين كن مستجيبات لتعاليم الدين الإسلامي قولا وفعلا….فما كان من أعداء الأمة عبر الأجيال المتلاحقة إلا أن حاولوا سلخهن عن تلكم القدوات وابدالهن بقدوات تخدم ضياع الأمة وبقاءها مرتهنة لأعدائها…

قد يعجبك ايضا