العاصمة وحقد الأوغاد

عبدالفتاح علي البنوس
هذا هو نتاج المطالب الأمريكية والأوروبية الكاذبة والاستفزازية الاستغلالية الداعية لإيقاف الحرب على اليمن ، غارات هستيرية جنونية مكثفة شنها طيران التحالف اليهودي السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على عاصمة العواصم صنعاء مساء أمس الأول ، عشرات العشرات الهمجية السلولية التي تعرض لها مطار صنعاء وقاعدة الديلمي وجربان وهمدان وأرحب طالت في بعضها منازل وأحياء سكنية خلفت عدداً من الشهداء وأحدثت دمارا واسعا في المناطق المستهدفة والمنازل والأحياء المحيطة بها ، حالة من الرعب والخوف سيطرة على المواطنين من النساء والأطفال نتيجة شدة وكثافة القصف والإنفجارات التي خلفها .
هذه الوحشية وهذا الصلف يفند الدعوات والمطالب الصورية الأمريكية والأوروبية بشأن إيقاف الحرب على بلادنا والدخول في مفاوضات خلال فترة 30 يوما ، ويؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك بأن هذه الدعوات لا تعدو عن كونها مؤامرة جديدة تحمل العديد من الأهداف ، وفي مقدمتها الذهاب نحو إبتزاز آل سعود وآل نهيان والدفع بهما نحو ضخ المزيد من الأموال للحيلولة دون إيقاف العدوان على بلادنا ، كون ذلك سيجلب عليهما العار وسيفرض عليهما الهزيمة المهينة والمذلة والتي باتت بشائرها تلوح في الأفق ، وخصوصا مع تداعيات قضية خاشقجي والتي مثلت ضربة قاضية للسعودية أوقعتها في فخ الاستغلال والابتزاز من قبل الدول الكبرى وتركيا ، حيث تزايدت حالة النهم لدى هذه الدول نحو المال السعودي الذي بات أشبه بالفريسة المحيطة بها الوحوش المفترسة من كل اتجاه .
ومن الأهداف أيضا التغطية والتمويه على تحركات جديدة وتصعيد قادم في جبهات الساحل الغربي ، حيث تركت فترة الشهر كفرصة لمرتزقتهم لتحقيق أي تقدم أو انتصار خلالها ، ما لم فسيتم إيقاف الحرب ، وهم بذلك أرادوا تحفيز مرتزقتهم على التقدم وحشدوا لهم في سبيل ذلك المزيد من مرتزقة الجيش السوداني وقطيع المجاميع الإرهابية التي تم استقدامها من سوريا للقتال في بلادنا إلى جانب مرتزقة السعودية والإمارات ، ظنا منهم بأن حشد المزيد من المرتزقة سيمنحهم النصر ويحقق لهم التقدم المنشود الذي طال انتظارهم له دون جدوى ، وهم لا يدركون بأنهم مهما حشدوا ومهما جمعوا لن يفتوا في عضد اليمنيين ولن ينالوا من صمودهم وثباتهم ، ولن يكسروا إرادتهم ، ولن يؤثروا في عزيمتهم وعزمهم على الثبات والمواجهة والتصدي لقوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم وإفشال رهاناتهم وإسقاط مخططاتهم ، فالجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة الأحرار على أتم الجهوزية للتصدي لحماقات وزحوفات وعمليات المرتزقة ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط في الحديدة ولا في أي شبر من الجمهورية اليمنية مهما كانت التضحيات بإذن الله وتوفيقه .
بالمختصر المفيد, القصف الهستيري على العاصمة صنعاء ومحيطها ، والتحشيد المكثف لمرتزقة العدوان في جبهات الساحل الغربي ، ودعوات أمريكا وفرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها من الدول الأوربية محاولات بائسة للنيل من الصمود والثبات والبأس اليماني الشديد ، وهنا نؤكد أن إيقاف العدوان لا يحتاج إلى دعوات وتصريحات إعلامية دعائية ابتزازية وانتهازية ، وإنما يحتاج إلى قرار دولي ملزم إذا ما توفرت النوايا المخلصة والرغبة الصادقة في إيقاف سفك الدماء وإزهاق الأرواح ، كما نؤكد على أن من يريد إيقاف العدوان على بلادنا وشعبنا عليه أن يوقف مشاركته في هذا العدوان ويوقف دعمه له بالأسلحة والقنابل الفتاكة المحرمة دوليا ، وما دون ذلك عبارة عن استهلاك إعلامي وشعارات جوفاء الهدف منها ابتزاز البقرة الحلوب وحليفتها الإمارات وهو الحاصل اليوم وهذا هو بيت القصيد في دعوات أمريكا وأوروبا لإيقاف ما أسموها بالحرب في اليمن .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا