رسائل الجمعة

عبدالفتاح علي البنوس
* أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبقية الدول المصدرة للسلاح للكيان السعودي مصلحتها تقتضي استمرار العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ، ولا يمكن أن نصدق بأن دعوات هذه الدول بإيقاف العدوان على بلادنا دعوات صادقة ونابعة من الحرص على حقن الدماء اليمنية ، لأنها من تقوم بسفكها منذ ما يقارب الأربع سنوات ، وهي من تقتل اليمنيين بأسلحتها وصواريخها وقنابلها وذخائرها الذكية التي تجرب لأول مرة في اليمن ، لذا فإن هذه الدعوات لا تعدو عن كونها عملية ابتزاز للبقرة الحلوب وذلك بهدف إجبارها على مضاعفة الجزية التي ستدفعها لهذه الدول مقابل تخفيف الضغوطات المفروضة عليها على خلفية قضية مقتل جمال خاشقجي ، لذا من السخف التعاطي مع هذه الدعوات بإيجابية أو الاعتماد عليها ، فهي عبارة من مخدر وقتي محدود سرعان ما سيزول تأثيره ويعود الحال إلى ما كان عليه بعد أن يكونوا قد حصلوا على مبتغاهم من صهاينة العرب آل سعود وآل نهيان .
* أن تزور وزيرة الرياضة والثقافة الصهيونية ميري ريغيف دويلة الإمارات وتصول وتجول في داخل جامع الشيخ زايد بن سلطان بإمارة أبو ظبي فهذه وقاحة ما بعدها وقاحة ، وسقوط مهين لدويلة الإمارات المتصهينة التي أعلنت صراحة تطبيعها العلني واعترافها الرسمي بالكيان الصهيوني المحتل تحت مسمى دولة إسرائيل ، والمشكلة صمت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تجاه هذا الفعل الشنيع والتصرف الأرعن الذي يأتي نتاجا لسياسة الغر محمد بن زايد الذي يعد أحد مهندسي صفقة القرن التي تستهدف القضية الفلسطينية ، والقضاء عليها كليا ، حيث يراد أن يتزعم هذا النكرة المشهد السياسي في المنطقة نظرا لامتلاكه مقومات العمالة والانبطاح والارتزاق التي نشأ وتربى عليها في الخارج طيلة فترة دراسته وتأهيله للعب هذا الدور والقيام بهذه المهمة القذرة التي لا يقبل بها إلا أمثال هذا المسخ الذي باع وتاجر بكل شيء من أجل تربعه على عرش الإمارات وهيمنته على سلطة القرار داخل المنطقة بدعم وإسناد أمريكي صهيوني بات واضحا وجليا وملحوظا في الآونة الأخيرة .
* هناك حالة من الفتور والتسيب في أداء المؤسسات والدوائر الحكومية الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى أدائها ، وأدى إلى تراجع نسبة إيرادات المؤسسات والدوائر والوحدات الإيرادية مستغلين غياب الرقابة وعدم تفعيل مبدأ الرقابة والمحاسبة ، ولا أعلم ما هو سر هذا الفتور والتسيب واللامبالاة ؟! وهل يعقل بأن مواجهة العدوان تحد من مواجهة ومحاربة الفساد والفاسدين وكبح جماحهم ووضع حد لعبثهم وفوضويتهم وتلاعبهم بالمال العام ، فمن غير المعقول التفريط بتضحيات الشهداء والقيم والمبادئ النبيلة التي ناضلوا من أجلها وقدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الحصول عليها خدمة للوطن والشعب وفي مقدمتها محاربة الفساد وبناء الدولة المدنية الحديثة الخالية من الفساد والمفسدين .
* اقتتال مرتزقة العدوان فيما بينهم ، وتبادلهم الاتهامات بالخيانة والذهاب نحو المواجهات المسلحة فيما بينهم إنصاف وقصاص إلهي عادل للضحايا الأبرياء الذين يسقطون شهداء على خلفية القصف الجوي والبحري والمدفعي والصاروخي لقوى العدوان ومرتزقتهم ، ونتوقع المزيد من هذه المواجهات مادامت العربدة والوحشية التي يقوم بها تحالف العدوان ومرتزقته مستمرة وهذا هو وعيد الله للظلمة والبغاة والمعتدين في الدنيا وما يزال ينتظرهم في الآخرة العذاب الأليم والعقاب الوخيم .
* يا ترى متى تخلو أسواقنا وشوارعنا من المارة والمتسوقين والبائعين خلال أوقات الصلوات عامة وفي صلاة الجمعة خاصة استجابة لنداء ودعوة الخالق جل في علاه ( ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ؟! لأن ما نشاهده في واقعنا يبعث على الألم والحسرة وكأن الخطاب في الآية السابقة موجه لغيرهم ؟! بالمختصر المفيد، نعيش في ظروف وأوضاع نحن فيها أحوج للعودة إلى الله ليغدق علينا نعمه ، ويفيض علينا من خيراته وبركاته .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا