لا نامت أعين “الثوار المفسبكين”
محمد أحمد المؤيد
تزامناً مع ثورة 14من أكتوبر المجيدة , يحلو لنا كيمنيين أحرار أن نستلهم تلك المعاني الأكتوبرية ضد الظلم والاستعمار , في الوقت الذي يعج فيه الشارع اليمني اليوم بالكثير من السخط الشعبي والتذمر , جراء سياسة التجويع الاستعمارية , التي أطلقها ذلك التحالف (السعوأمريكي) الخبيث , الذي صار يستغل كل عوامل الخير بين الناس وصبها في مصلحته , عبر استغلال تشنج بعض المفسبكين وجعلهم في حالة من الغباء أو الاستغباء الفاضح والذي من الممكن أن نعتبرهم زمرة من الناس المرجفين والهلعين وهم أولئك المتقنصون فقط لهفوات المسؤولين الحكوميين كمحاولة منهم – ولأكثر من مرة ومناسبة – النيل من الجبهة الداخلية , في محاولة منهم لتهيئة الأجواء لأي سخط شعبي يخدم العدوان السعوأمريكي ليس إلا , في حين أننا اليوم وخاصة بعد محاولة العدوان إفشال حوار جنيف (لحاجة في نفس سعود ويهود المرت وحلفائهم قضوها) وهو امتعاض وحنق منعكس منهم جراء إخفاق حقيقي وفاضح في جبهة الساحل والحديدة وميناءها ” ولله الحمد والمنة ” , وبذا فهنا لا يمكن للمتمعن أن يجعلها – هفوات المسؤولين في شمال الوطن – هفوات لطالما وأنه ليس بوسع المسؤول الحكومي السيطرة على الوضع , وهنالك من يسير المسألة بشكل غير مباشر – مسيس عالمياً كما هو حال البنك المركزي ونقله إلى عدن وعدم تعامل العالم مع البنك المركزي في صنعاء , إلا أن يقوم بضبط التجار والعمل على استقرار الأسعار وضبط السوق وتواجد السلع بدون احتكار – يلقي بظلاله على الشارع وعامة الناس كما هو حاصل في مسألة الدولار وما شكله من أزمة حقيقية وغلاء معيشي لايطاق للكثير من الأسر والبيوت اليمنية.
لقد أتقن العدوان السعوأمريكي مسرحية الحرب بتأكيد تلك المشاهد المتسلسلة لأحداث العدوان وكيف أن العدوان كلما أخفق في ورقة (مشهد)من أوراقه كلما تبعته ورقة (مشهد) أخرى وبإتقان فضيع يدل على خبث تمثل بتوزيع الأدوار بين عامة الشعب اليمني واستخدامه كوسيلة مهمة وضرورية لتسهيل الورقة الجديدة من أجل الوصول إلى ما يسعى إليه منذ أندلاع الحرب , وهو ما أثبته ذلك الغباء الفاضح ” لثورة الجياع ((المفسبكين)) ” وكيف أنهم صاروا بعد أن فشلت في صنعاء وعبر زوبعتهم لأيام من أجل خروج الناس للتظاهر ضد المسؤولين باسم الجوع والغلاء – رغم معرفتهم الحقيقية بالغريم الحقيقي وراء افتعال الأزمات وأولها من الذي يسيطر على ثروات البلد النفطية والغازية وغيرها من المصادر المهمة وتدعيم السوق بالعملة الصعبة وثانيا من الذي يحكم الخناق بالحصار والتجويع على بلد الإيمان والحكمة وثالثاً من الذي لديه القدرة على تسيير السياسة المالية والتمويلية للبلد ; الذي يقبع تحت الحصار أم الذي ينعم بالحرية والتحكم بالقرار والذي للأسف أن طبع العملة بالمليارات هي من فضحت المفضوحين أصلاً – يتسكعون في مواقع التواصل الاجتماعية ومنها الفيسبوك علهم يثيرون قضية أبطلها الوعي الشعبي العارم الذي شكل سدا منيعاً أمام الممررين لسياسة العدوان وأهدافه من أولئك ” الثوار المفسبكين” .
أحرى بالوطن أن يستلهم مواطنه اللحمة الشعبية ضد العدوان السعوأمريكي الغاشم , الذي أحرق الحرث والنسل وعاث في الأرض الفساد , وهو ذاته من أنهك المواطن بويلات الجوع والفقر من خلال سياسة الغلاء والعوزة , التي شكلت صفعة قوية لأولئك المشككين في أمر الاستعمار الجديد , الذي لازال يمنيهم بعبور الفضاء ولكن الفضاء يضيق على بائعي الأوطان ودماء الرجال والنساء والأطفال الشيوخ وبثمن بخس ” ونستغفر الله ” , وبذا فالدرس العدواني الأخير وهو المستفاد في الوقت الحالي , وهو أن كل بوق أو صوت شعبي يمضي عكس عقارب الزمن والإرادة الشعبية الحرة وضد دماء الشهداء فهو بوق وصوت نشاز , لأن الأصوات الشعبية الحرة لاتمضي إلا إلى الأمام وليس إلى الوراء , وشعبنا بالحرية والكرامة والاستقلال قد ارتضى واختار طريق التقدم المستمر إلى الأمام وبلا رجعة مهما تكالب الأعداء وقدمنا الخسائر في سبيل دحره ومقاومته .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
..ولله عاقبة الأمور..