مبادئ ثورة سبتمبر 26 ومبادئ “الشرعية”
محمد أحمد المؤيد
من المسلم به أن الثورات الحقيقيه للشعوب لا تأتي جزافاً من ضربة حظ أو رغبة شخصية لفرد بعينه أو جماعة معينة , وإنما أتت كبركان شعبي طفح كيله على طغاة البلدان والشعوب , فثاروا حينها عليهم كي يجتثوا ذلك الفساد , الذي كدر حياتهم ونغص عيشهم ونال من مقدرات البلد وخيراته , ولذا فإنه من المضحك والمبكي في نفس الوقت أن نرى أولئك الذين تأمروا على الثورة السبتمبرية (26) لعقود من الزمن واستغلوا تيار الثورة والثوار باسطواناتهم الإعلامية السامجة, التي تندد بالكهنوت والرجعية المقيتة وهم أنفسهم من أتقنوا اللعبة بهذه المصطلحات على أصولها في أرض الواقع , في حين أن ” حاميها حراميها ” , نقول هذا بعد 56 عاما من الثورة إذ لا يوجد حتى مصنع وأحد تمتلكه الدولة والجمهورية ولو حتى لتعليب البسكويت وليس لصناعة البسكويت , ما بالكم بالصناعات الهائلة التي صارت الدول العالمية تفتخر وتتفاخر بها أمام الدول الأخرى , ونحن كدولة تمتلك من الذخيرة البشرية والخيرات العظيمة لأرض هذا البلد المعطاء لم تستطع بناء ولو أصغر مصنع قد يدر قليلا من المال إلى خزينة الدولة , ويوظف العاطلين عن العمل لكنهم فوق ذلك، تأمروا على ذلك المصنع اليتيم ” مصنع الغزل والنسيج ” – الذي شيد أواخر العهد الملكي وظل يعمل إلى بعد الثورة بسنين ثم دمر – حتى أهمل واندثر واليوم لم يبق فيه إلا الهيكل الخارجي كشاهد حي على من تأمروا على الشعب وباسم الثورة والجمهورية.
نحن لا نخون أحداً بعينه أو نلومه ولا حزب ولا جماعة , وإنما نستغرب من أولئك الذين يدعون جعلنهم بالثورة السبتمبرية الأم (26) ويتبجحون بها – وهم يقبعون اليوم في صف العدوان السعوأمريكي السافر على اليمن أرضا وإنساناً – وهم يحاولون تصوير صراع اليوم بين اليمنيين والعدوان السعوأمريكي على أساس أنه إنما ضد أسر بعينها أو جماعات , في حين أن الشعب اليمني برمته يتجرع ويلات ومآسي العدوان السعوأمريكي في كل المحافظات والقرى والعزل في أنحاء الجمهورية اليمنية وبلا استثناء , فالغلاء المعيشي إلى كل دار يمني وارتفعت أسعار المشتفات النفطية على كل يمني وارتفع سعر صرف الدولار أمام الريال اليمني، على كل يمني ونال العدوان السعوأمريكي من جميع خيرات ومقدرات البلد, وسفكت الدماء الزكية والأرواح من كل فئات الشعب.
من المؤلم جدا على كل يمني حر وأصيل أن يجد أولئك الذين يدعون بأحقيتهم بالثورة السبتمبرية (26) عن غيرهم وهم أنفسهم من شرعوا للعدوان عدوانه على اليمن ولازالوا يقبعون في نفس الخندق, وهم ومن يحاولون زرع الفتن والمناطقية والطائفية بين أبناء الشعب الواحد, وهم من انتهكوا مع العدوان سيادة وسلامة الأرض اليمنية , وهم من أدخلوا مرتزقة من انحاء العالم كي يدافعوا على شرعيتهم المزعومة وينتهكوا حرمة وكرامة اليمن وشعبه , فهل هذه تتماشى مع مبادئ الثورة السبتمبرية الأم (26سبتمبر و14 أكتوبر) وفي هذا الوضع يحق لكل يمني حر أن يفتخر بثورة 21 سبتمبر , كونها جاءت مكملة للثورة السبتمبرية الأم 26 ومحققة لمبادئها على الأقل أنها تدافع بشراسة وعنفوان عن اليمن وكرامة شعبه ضد العدوان السعوأمريكي السافر بإمكانات متواضعة وتكالب أكثر من 16دولة ضد اليمن واليمنيين والله لهم بالرصاد .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولله عاقبة الأمور