,المنشطات.. السهر.. السرعة.. ضيق الطرق.. الاسباب الرئيسية وراء الحوادث
,تأمين الخطوط الطويلة خارج خطة السير
, »505« حوادث نتج عنها وفاة »195« شخص وإصابة »942« خلال الثلاثة الأعياد الأخيرة
تتنامى الحوادث المرورية بشكل كبير مع قرب العيدº وتتصاعد الأرقام من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وحتى صباح يوم العيدº وتعود هذه الحالة مع انقضاء إجازة العيد حين تحزم الحقائب للعودة إلى مقر الإقامة والعمل.. الأعداد كبيرة والحوادث شنيعة وبشعة والضحايا من كل الفئات العمرية º وأحيانا تلقى أسر بكاملها الحتف.. في هذا العيد هل الأمر اختلف¿ أم أن الأمر ازداد سوءاٍ¿ وهل الجهات المعنية وضعت إجراءات أو حلول ومعالجات طالما هذه الكوارث تتكرر كل عام وكل عيد¿.. التحقيق التالي حاولنا فيه الإجابة على هذه التساؤلات.. نتابعها في هذه السطور:
بسبب الأعداد الهائلة التي تتحرك من العاصمة صنعاء إلى المحافظات الأخرى من المواطنين عمال وموظفون لقضاء إجازة العيد في قراهم وبين أهاليهم ترتفع حوادث السير إلى اضعاف وقوعها في الأيام العادية º وتكون وسائل نقل الركاب أو المسافرين ليست باصات النقل الجماعي والبيجو بل كل انواع السيارات الأخرى كالهيلوس º والباصات ” حافلات الركاب العادية ” 16 راكباٍ وسيارات الأجرة المختلفة وايضا الخصوصي باعتبار أن ما قبل العيد وما بعده موسم وفرصة لا تعوض لهم للاستفادة والربح من هذه الجموع من البشر المسافرة ..
السرعة
يقول عبدالحميد السروري موظف إن السفر أيام العيد على سيارتك الخاصة أو في أي وسيلة من وسائل نقل تعد مخاطرة بسبب ازدحام السيارات في الخطوط وكثرتها الركاب º والطرق يعلمها الجميع بأنها ضيقة ولا تتسع لهذا الكم الكبير من السيارات º ويضيف: ضف إلى ذلك السرعة الكبيرة لسائقي هذه المركبات التي بدون شك تكون قاتلة ونتائجها كارثية والضحايا كبيرة.
ويتساءل السروري بالقول: هذه الحوادث تتكرر كل عام.. لكن اين الجهات المعنية والحكومة.. وما هو دورها للحد من تزايدها كل عام ومع كل مناسبة ¿.. لماذا لا تدرس هذه المشكلة¿ وتعمل على تنظيمها وو ضع الحلول المناسبة لها. لأننا نعلم أن أيام العيد تتحول لكثير من الأسر من أيام أفراح إلى أحزان بسبب الحوادث المرورية والتي احيانا تزيد في المنعطفات وبعض المسارات والطرق.. ومع ذلك الجهات المعنية تعلمها ولا تحرك ساكناٍ وكأن الأمر لا يعنيها وموت تلك الأعداد من الناس في حوادث المرور أمر اعتادت عليه وليس لهذه الأرواح التي تذهب أي قيمة.
المنشطات والسهر
لم تعد السرعة والازدحام وتنوع السيارات السبب الوحيد لحوادث رمضان وأيام العيد كما يقول: ماجد سعيد بن سعيد سائق باص أجرة بل المشكلة في تناول بعض سائقي السيارات للمنشطات التي تساعده على السهر ليومين أو ثلاثة وبالذات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وقبل العيد بيوم أو يومين وهي ذروة تدفق المسافرين.. ويقول: لذلك يعمد بعض السائقين إلى تناول هذه المنشطات ليظل على مدار الوقت وهو مسافر ويحمل لثلاث أو أربع مرات في اليوم الليلة . ومايزيد طمع هؤلاء ارتفاع أجرة أو قيمة مقعد الراكب إلى الضعفين أو أكثر.
وأضاف سعيد قائلا: بسبب سهر هؤلاء والمنبهات أو المنشطات وتهورهم وسرعتهم الجنونية للعود مرة أخرى وتحميل أو القيام برحلة ثانية نتعرض لحوادث ليس لنا فيها لا ناقة لنا فيها ولا جمل سوى أننا في الطريق º لا تدري إلا وهو ارتطم بسيارتك أو تسبب في خروج سيارة أخرى والضحايا كثر.
يرى أنور المطري سائق بيجو أن الفوضى وعدم الرقابة والتنظيم سبب كوارث حوادث المرور على الخطوط الطويلة وبالذات بين صنعاء والمحافظات.. إلى جانب السرعة وعجل الركاب والسائق في الوصول وضيق الطريق والسباق وتهالك السيارات وسهر البعض من السائقين للسفر لأكثر من “تريب” مشوار ..
ويروي المطري لنا بعض الحوادث المروع التي حدثت أمامه حيث قال: شهدت قبل أيام حادث خروج باص ” هيس” 14 راكباٍ من الطريق مما أدى إلى انقلاب الباص ومات عدد من المسافرين بما فيهم السائق º والسبب السرعة ومضايقة سيارة أخرى له من الجهات الأخرى للطريق مما اجبره على الخروج من الخط كان ذلك في طريق معبر ذمار.. وحادث آخر لسيارة بيجو كانت في سباق مع سيارة هيلوس دخلت السيارة البيجو تحت قاطرة º ولك أن تتخيل هذا الحادث وشناعته أنا في الحقيقة لم اتوقف إلا بسبب الزحمة بعد وقوع الحادث.. كنت لا أريد أن أرى مثل هذا المشهد المرعب.
ارتفاع مستمر
ترتفع الحوادث المرورية من بداية شهر رمضان وحتى انتهاء أيام عيد الفطر المبارك بل وترتفع نسبتها من عام إلى آخر وهذا ما أكدته إحصائيات الإدارة العامة لشرطة السير” المرور “سابقاٍ” والتي تشير إلى أن إجمالي الحوادث المرورية التي شهدها شهر رمضان خلال العام قبل الماضي “2011”م بلغت “357”حادثاٍ نتج عنها وفاة “101” وإصابة “502”..اما شهر رمضان من العام الماضي”2012” فقد شهد ارتفاع في الحوادث بنسبة”67.2٪” والتي بلغت “597” حادثة بينما ارتفعت نسبة الوفيات الناتجة عنها بـ”87.1٪” والتي بلغت “189” شخصاٍ لترتفع نسبة الإصابة خلال “2012م” بنسبة “56.8٪” والتي بلغت “787”…
ولو أردنا أن نقارن العامين بشهر رمضان الماضي لوجدنا أن نسبة الارتفاع في تصاعد مستمر من عام إلى آخر إذ بلغ إجمالي الحوادث المرورية خلال الفترة”1-25” من رمضان الماضي “512” حادثاٍ نتج عنها وفاة “152” شخصاٍ وإصابة “640” شخصاٍ وهذا خلال 25 يوماٍ ولك أن تتخيل عزيزي القارئ إجمالي الحوادث التي حصلت خلال الخمسة الأيام الباقية من شهر رمضان الماضي والتي تشهد ازدحام حركة السير ليس بالعاصمة أو عواصم المحافظات فقط بل حتى في الخطوط الطويلة التي تربط ما بين المحافظات نظراٍ لكثرة المسافرين إلى قراهم والمحافظات الأخرى لقضاء إجازة العيد بين أسرهم وأهلهم.
وتأكيداٍ منا على ارتفاع نسبة الحوادث خلال أيام العيد وبشكل سنوي حاولنا الحصول على إحصائيات رسمية من الإدارة العامة للمرور لنقارن بين الحوادث المرورية خلال أيام عيد الفطر المبارك لعامي “2011º2012”م والتي أوضحت أن أيام عيد الفطر المبارك لعام 2011م شهد “122” حادثاٍ نتج عنها وفاة “63”شخصاٍ وإصابة “288” شخصاٍ بينما ارتفعت نسبة الحوادث خلال أيام عيد الفطر المبارك لعام 2012م بنسبة “86.9٪” إذ بلغت “228” حادثة نتج عنها وفاة “82” شخصاٍ بنسبة ارتفاع “30.2٪” وبنسبة “17.7٪” من عدد الإصابات التي بلغت “399” إصابة.
هذا وقد بلغت الحوادث المرورية خلال ايام عيد الفطر لعام 2013م (155) حادثة نتج عنها وفاة (50) وإصابة (255) آخرون .. ولو قارنا هذه الاحصائية التي اوردتها الإدارة العامة للمرور من حيث عدد الايام لوجدنا نسبة الحوادث في ارتفاع مستمر .. اذ ان اجازة عيد الفطر لعام 2013م تعتبر الاقل على الاعوام السابقة والتي كانت “6” ايام فقط بينما اجازة العيد لعام 2012م كانت “9” ايام.
إجراءات غائبة
وبالرغم من هذه الإحصائيات المفجعة والهائلة التي أوضحناها سابقاٍ إلا أن الإدارة العامة لشرطة السير لم تقم بإجراءات حقيقية على أرض الواقع للحد من هذه الحوادث بل أعدت خطة على الورق, كعادتها لتنظيم حركة السير خلال إجازة وبما يكفل التخفيف من الحوادث المرورية.. لا يسمح المجاللذكر كل ما جاء في خطة المرور شبه الوهميه “بحسب قول أحد رجال المرور” الذي فضل عدم ذكر اسمه تفادياٍ من عدم إصابته بمرض المفصولين أو الموقفين عن العمل.. مشيراٍ إلى أن الخطة المرورية لا تطبق على أرض الواقع وأن طبق جزء بسيط منها فهوا داخل العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات, بينما يتركوا الخطوط الطويلة تحصد الأرواح وتجلب الأحزان وتيتم الأطفال وترمل النساء.
المحافظات الأكثر وقوعاٍ
كشفت التقارير المرورية عن المحافظات التي ترتفع فيها نسبة الحوادث هي “صنعاء تعز الحديدة حجة إب” على التوالي.. ولذلك تواصلنا مع نائب مدير شرطة السير “المرور سابقاٍ” بمحافظة الحديدة المقدم/ قائد عبدالله العبدلي والذي أكد أن شهر رمضان حدث فيه الكثير من الحوادث المرورية وخاصة في العشر الأواخر التي شهدت بشكل يومي وفيات ناتجة عن الحوادث المرورية خاصة في الخطوط الطويلة التي تربط بين المحافظة والمحافظات الأخرى.. واصفاٍ الخطوط المرورية بـ”الأكثر خطورة” من حيث وقوع الحوادث.
وشدد المقدم العبدلي على ضرورة إعادة صيانة هذه الطرق الشبة منعدمة نظراٍ للعمر التي مرة به وكذلك وضع الإرشادات والإشارات المرورية الغائبة والتي لم تسمح لها الجهات المختصة بالتواجد في الخطوط الطويلة والرئيسية من قبل وزارة الإشغال العامة والطرق التي يجب أن تقوم بدورها ومهامها على اكمل وجه لما سيساهم في الحد من الحوادث المرورية التي تحصد الأرواح. ليس هناك من المصابين أو رجال المرور أو حتى المارة رجل واحد يشهد على تواجد عربات الإسعاف في الخطوط الطويلة أثناء وقوع حادث ما أو بعد وقوعه بساعات “حسب قول العبدلي”.. مؤكداٍ على أن غياب دور وزارة الصحة المتمثل بعدم قيامها بمهامها يسبب في ارتفاع نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث لما يقوم به المسعفون سواء المواطنين أو رجال المرور والنجدة من إسعافات أولية خاطئة عند نقل المصابين نظراٍ لعدم المامهم بالاجرات الاولية لإسعاف النصاب.. منوهاٍ بأن أفراد الدوريات وأمن الطرق “النجدة سابقاٍ”وشرطة السير”المرور سابقاٍ” هم من يتولون عملية نقل المصابين على سيارات خالية من صندوق الإسعافات الأولية.
انعدام الامكانيات
قلة العربات والآليات الخاصة بأفراد المروربالإضافة إلى الكادر المتخصص يساعد ويساهم في ارتفاع نسبة الوفيات نظراٍ للمسافات الطويلة في تلك الخطوط وهذا ليس أيام العيد بل في سائر الأيام “بحسب العبدلي” الذي طالب بتوفير عربات والآليات لرجال المرور بكل المحافظات والحديدة على شكل الخصوص بالإضافة إلى رافعات”ونشات” كبيرة حتى يتمكنوا من رفع الناقلات والعربات الكبيرة من أماكن الحوادث وكذلك توفير كادر بشري لما هناك من أفراد محالين للتقاعد.
وزارة الصحة أيضاٍ لم تقم بدورها حتى في أيام العيد والمتمثلة بوضع خطة يلازمها تطبيق على أرض الواقع للتخفيف من الحوادث المرورية التي تحصد الأرواح”بحسب المصدر”.. منوها بأنه ليس هناك أي تنسيق بين المرور ووزارة الداخلية ووزارة الصحة.. مستدلا بقوله “لا توجد سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة في الخطوط الطويلة كونها الأكثر وقوعا.
أخيراٍ
أخي القارئ الأسباب عديدة ومشترك فيها السائق والحكومة التي لم تيقظها الإحصائيات الهائلة.. لكن تبقى الحكومة في مقدمة الأسباب بشكل رئيسي ممثلة بالإدارة العامة لشرطة السير التابعة لوزارة الداخلية وكذلك وزارة الأشغال العامة والطرق إذ لم تقم كل واحدة بمهامها المناط بها تنفيذه.
وبالمختصر المفيد أخي المواطن السائق انتبه على نفسك ومن فوق عربتك وهدئ السرعة وتفقد صيانة سيارتك جيدا تجنب التفكير أثناء القيادة حتى لا يكتب أسمك ومن معك في كشوفات المرور وربما أيضا في سجل الوفيات التابع لوزارة الصحة إن وجد.