اختطاف الأطفال‮ ‬

‮> ‬نشر أحد الأصدقاء‮ (‬أكرم الخطيب‮) ‬في‮ ‬صفحتي‮ ‬على الفيس بوك منشورا فيه استغاثة أهالي‮ ‬الطفلة التي‮ ‬تم اختطافها منذ أيام والتي‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز عمرها العامين وتألمت كثيرا لأنني‮ ‬استشعرت كما لو‮ ‬أنها كانت ابنتي‮ ‬أو واحدة من أهلي‮ ‬وزاد في‮ ‬ألمي‮ ‬حالات اختطاف الأطفال في‮ ‬الآونة الأخيرة كثرت حتى أننا نستطيع أن نطلق عليها ظاهرة‮ !!‬
وندرت مواقف النخوة ونجدة الملهوف التي‮ ‬اشتهر بها أهل اليمن والتي‮ ‬هي‮ ‬من سماتهم ورغم ندرتها لا زلنا نرى لها بعض النماذج الخيرة كما حدث في‮ ‬الأيام الماضية من إحدى عضوات جماعة أصدقاء الشرطة التي‮ ‬وجدت طفلا تاه عن أهله ليوم كامل فقامت بالعناية به ولأنه صغير جدا ولا‮ ‬يمكنه التعريف بنفسه وسكنه فقد نشرت صورته في‮ ‬صفحة أصدقاء الشرطة على الفيس بوك¡‮ ‬واستطعنا عبر ذلك الوصول الى أهله في‮ ‬وقت قياسي‮ ‬جدا فعاد إليهم واطمأنت بعودته نفوسهم بعد عذاب الخوف أن‮ ‬يكون قد حدث له مكروه‮ .‬
امتلأت شوارعنا بالمتسولين الذين‮ ‬يستخدمون الأطفال وسيلة للتسول وازدادت حالات تهريب الأطفال للاتجار بهم ومعها لابد أن كثيرين‮ ‬يتساءلون عن واجب الشرطة في‮ ‬مكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال ولم تؤد وزارة الداخلية دورها كما‮ ‬يجب في‮ ‬هذا المجال¿
كانت الحالة قبل سنوات أخف مما هي‮ ‬عليه الآن وحاولت حين كنت قائدا لشرطة الدوريات الراجلة الحد من هذه الظاهرة بتجفيف أحد منابعها وهو التسول الذي‮ ‬يعد سببا رئيسيا لكثير من حالات اختطاف الأطفال ولا أخفيكم أن الصعوبة التي‮ ‬واجهتنا حينها كانت في‮ ‬دور الرعاية التي‮ ‬تستوعبهم‮ ‬‭, ‬فبالرغم من نجاح الحملة التي‮ ‬بدأناها في‮ ‬مدينة صنعاء القديمة باعتبارها قبلة السياحة اليمنية إلا أننا وجدنا ذات المتسولين عادوا بعد أيام ووجدنا أن دار الرعاية لا‮ ‬يكفي‮ ‬لاستيعابهم وأن الشرطة وحدها لا تستطيع القيام بكامل المهمة ولابد من تعاون جهات الاختصاص الأخرى معها لكن ازدياد حالات اختطاف الأطفال تستدعي‮ ‬وقفة جادة من الدولة¡‮ ‬وأقترح على وزارة الداخلية أن تقوم بضبط حالات عشوائية من الأطفال صغار السن مع من‮ ‬يستخدمونهم وسيلة للتسول ويتم التحفظ عليهم ومطابقة حالات القرابة عبر فحصDNA‭ ‬‮ ‬فإذا ما ظهرت حالات عدم المطابقة‮ ‬يتم التحقيق في‮ ‬تلك الحالات حتى الوصول إلى شبكة اختطاف الأطفال واتخاذ الإجراءات في‮ ‬حقهم وإشهار تلك الحالات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل المختلفة¡‮ ‬فتقل بذلك حالات الاختطاف وحالات التسول¡‮ ‬وتستمر عملية الضبط العشوائي‮ ‬من حين الى آخر إلى أن تلائم الظروف وتكون الإمكانات متاحة لعمل جماعي‮ ‬من كل الجهات المختصة لمنع الظاهرة¡‮ ‬لا شك أن الفحص مكلف بعض الشيء لكنه لا‮ ‬يساوي‮ ‬شيئا أمام خطورة الحالة التي‮ ‬وصلنا إليها‮ ‬كما أن بعض الأموال تهدر في‮ ‬قضايا هي‮ ‬أخف وطأة وأقل ضررا‮. ‬

همسة أمنية‮ :‬
مسدسات الخرز التي‮ ‬انتشرت في‮ ‬يد الأطفال تتسبب في‮ ‬فقدان كثير من الأطفال لأبصارهم وفي‮ ‬إصابات مختلفة أخرى¡‮ ‬أرشدوا أطفالكم إلى الألعاب التي‮ ‬ليس فيها ضرر عليهم وعلى الآخرين‮ .‬
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين‮.‬

alwajih@yahoo.com
قائد شرطة الدوريات الراجلة‮ – ‬سابقا‮. ‬

قد يعجبك ايضا