كم مرة حاولت مقاومة الكسل والجلوس على الأريكة والذهاب لممارسة الرياضة بدلاً من ذلك؟ ربما ينتهى الأمر باختيار الراحة. إنها معركة بالرأس بين المخ ورغبة الفرد، تفوز فيها الأريكة في الغالب. باحثون توصلوا إلى التفسير العلمي، فما هو؟
فعند مقاومة الجلوس على الأريكة ومحاولة ممارسة الرياضة، يحتاج المخ للمزيد من الطاقة. فالعقل في تلك الحالة يبارز الهوى في معركة الاختيار بين ممارسة الرياضة أو الجلوس على الأريكة.
ورغم أنه من المعروف أن كثرة الحركة والرياضة من الممارسات المفيدة للجسم وللصحة، فإن رغبة الإنسان تجذبه إلى الأريكة حيث الراحة والاسترخاء.
وتتبع باحثون، تحت إشراف بوريس شيفال من جامعة جنيف ومستشفاها الجامعي، هذه الظاهرة بالتعاون مع زملاء لهم في بلجيكا وكندا، وذلك حسب بيان لجامعة جنيف. وقد حاول الباحثون من خلال فحص الرسم الكهربائي للدماغ لدى 29 متطوعا، معرفة مناطق المخ التي تشارك في الاختيار بين النشاط الجسماني والسكون.
ووفق نتائج الدراسة التي نشرت بمجلة “نويرو سايكولوجي”، كان نحو نصف المتطوعين يقومون بأنشطة جسمانية بشكل منتظم، في حين لم يكن النصف الآخر يفعل ذلك ولكنه كان ينوي أن يصبح أكثر نشاطا.
وبينت فحوص الرسم الكهربائي للدماغ أنه عند تنفيذ نشاط أو حركة كان على المشاركين قمع هواهم الشخصي ومعالجة الصراع الموجود بداخلهم، واحتاج الدماغ مزيدا من الموارد للقيام بذلك، كما أكد شيفال.
ويعتزم شيفال الآن بحث خلفيات تفضيل الإنسان عدم الحركة، أي معرفة ما إذا كانت إمكانية اللجوء لخيار الكسل هي التي تنشط منطقة المخ المسؤولة عن المكافآت.