الثورة نت/..
عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور.
استعرض الاجتماع الأوضاع في جبهات الدفاع عن الوطن لمواجهة تحالف العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم، بخلاف مناقشة عدد من المواضيع الأخرى المتصلة بالنشاط الحكومي والعلاقات التكاملية مع مجلس النواب.
وفي مستهل اللقاء قدم رئيس الوزراء إحاطة للمجلس عن اللقاء المشترك الذي عقد يوم أمس مع عدد من أعضاء المجلس السياسي الأعلى بمشاركته مجموعة من الوزراء المعنيين .. مبينا أن اللقاء ناقش موجهات المجلس السياسي الأعلى ذات الصِّلة المباشرة بالآثار والأوضاع التي يخلفها العدوان على الشعب اليمني والتي شملت عدد من المجالات بما في ذلك إنشاء بنك للمعلومات عن جرائم العدوان وانتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وتدميره لمقومات الحياة اليومية والبنى التحتية للإنسان اليمني.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن اللقاء ناقش أيضا موجهات المجلس السياسي الأعلى لتطوير العلاقات مع وسائل الإعلام الدولية للمساهمة في نقل تفاصيل المأساة الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب اليمني بفعل العدوان والحصار للرأي العام العالمي، وكذا تعزيز قدرات الإعلام الوطني الرسمي لمواصلة دوره المحوري في مقارعة إعلام العدوان وفضح إدعائته وأكاذيبه وتضليله الكبير والمتواصل للنيل من إرادة وعزيمة الشعب اليمني.
وأشار إلى أن الموجهات تشمل أيضا جوانب التحضير القانوني لتحريك دعاوي دولية ضد دولتي العدوان وكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في دعمها أو مساندتها لقتل المدنيين العزل خاصة النساء والأطفال والشيوخ، ناهيك عن التأكيد على تقوية مؤسسات الدولة للقيام بأدوارها الحيوية في هذا الظرف الاستثنائي تجاه مختلف القضايا التي تناولتها هذه الموجهات بشكل عام والمهام الوظيفية والدستورية والقانونية بصورة عامة.
واطلع المجلس على رسالة رئيس مجلس النواب بشأن توصيات مجلسه الموقر للحكومة في اجتماعاته الأسبوع الماضي .. وأكد بهذا الخصوص التزامه بتوصيات نواب الشعب وحرصه على توطيد العلاقات التكاملية بين المؤسستين الدستوريين بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز من الصمود الرسمي والشعبي في وجه العدوان والحصار.
وشكل المجلس لجنة دائمة للتعاطي مع توصيات مجلس النواب بشكل ديناميكي برئاسة وزير الدولة لشؤون مجلس النواب والشورى.
واستهجن المجلس وبشدة الأكاذيب والتخرصات التي أوردها المدعو أحمد بن دغر في خطابه الأخير .. واعتبر ما أورده في خطابه محاولة بائسة للتنصل عن مسؤوليته المباشرة وحكومته ودول العدوان عن الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي وصل إليها البلد والتدهور الكبير الذي شهدته العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية.
وذكًر المجلس أن من قام بطباعة أكثر من ترليون ريال على المكشوف هو حكومة العمالة وأن من اتخذ قرار نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وحده من تسبب بالتدهور القائم وحرم موظفي الدولة من مرتباتهم .
وبين المجلس أن من يتحصل ثمن النفط والغاز اليمني من مأرب ونفط حضرموت وإيرادات المنافذ البرية والبحرية والجوية هي حكومته والمليشيات والشخصيات النافذة المتحالفة مع العدوان التي يعرفها القاصي والداني وليس حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى .
وأشار المجلس إلى أهمية أن يعرف الرأي العام المحلي والدولي أن إجمالي ما تتحصل عليه حكومة الإنقاذ من الإيرادات لا يتعدى ستة في المائة من إجمالي ما كان معتمد في آخر موازنة قبل العدوان في ٢٠١٤ م .. مؤكداً أن الأرقام لدى الجهات المالية والمحاسبية المختصة توضح هذه الحقيقة بكل شفافية.
وحمل المجلس الرئيس المنتهية ولايته وحكومته كامل المسؤولية عن الأوضاع المتردية التي يعيشها الشعب اليمني وذلك بجلبه للعدوان وتوفير الغطاء القانوني والسياسي لجرائمه وانتهاكاته الجسيمة للقانون الإنساني الدولي وإهلاكه للحرث والنسل على هذا النحو الكارثي الذي ترفضه كافة الدساتير السماوية والوضعية.
وأكد أن من يغرق في العمالة ليس بغريب عليه تنفيذ إملاءات أسياده والتماهي الكامل مع ما يطرحه المعتدين والغزاة عن المشروع الوطني الذي يناهض عدوانهم واحتلالهم ومخططاتهم بإيمان مطلق بوطنه وحقه في امتلاك زمام أمره والعيش الكريم بعيدا عن كافة أشكال الوصاية والهيمنة الخارجية .
واستمع المجلس إلى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع عن جبهات الدفاع عن الوطن الداخلية وفيما وراء الحدود وما يحققه أبطال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من انتصارات نوعية وأسطورية على المعتدين ومرتزقتهم رغم البون الشاسع في الإمكانيات التسليحية واللوجستية.
ولفت إلى أن العقيدة القتالية لرجال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين وعدالة القضية الوطنية التي يدافعون عنها لها دورها الحاسم في هذا الصمود الكبير والمواجهة البطولية للمعتدين الغزاة وأذنابهم من مرتزقة الخارج والداخل والآلة العسكرية المتطورة التي يمتلكونها.
وطمأن الشعب اليمني أن المعركة في الساحل الغربي تسير وفقا للخطط والتكتيكات العسكرية لامتصاص ضربات العدو الجوية والبحرية والبرية ومن ثم مباغته ودفعه للانسحاب والتراجع بعد تكبيده خسائر قادحة في الأرواح والعتاد .
وجدد المجلس إشادته بالمهام القتالية النوعية التي ينجزها فرسان الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل وهم يدافعون ويذودون عن أرضهم وعزة اليمنيين في مواجهة جحافل البغاة المعتدين وعملائهم.
ونوه المجلس بالخطط والتكتيك العسكري الميداني الحديث الذي يُسير به الأبطال المعارك في مختلف الجبهات وما يتحلون به من شجاعة وإقدام وهم ينفذون واجبهم الوطني في هذه اللحظة الزمنية الاستثنائية والفارقة في تاريخ اليمن.
واعتبر المجلس ما يسطره رجال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من بطولات وانتصارات عسكرية، محل فخر واعتزاز كل يمني غيور على وطنه وشرفه ومحب لثراء أرضه .. مؤكداً التزام حكومة الإنقاذ بمواصلة دعمها للجبهات والعمل بمختلف الوسائل لتوفير احتياجاتها بما يعزز من صمود أبطالها في هذه الملحمة الوطنية الفاصلة .
وبين أن هذه المعركة التي يخوضها رجال الجيش واللجان الشعبية هي معركة الوطن وأبنائه أجمع في مواجهة صلف واستكبار وغي تحالف العدوان السعودي الإماراتي المدعوم مباشرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
ورفع مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم برقية تهنئة إلى رئيس المجلس السياسي الرئيس مهدي المشاط وأعضاء المجلس بمناسبة أعياد الثورة اليمنية ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر و٢١ سبتمبر، وكافة أبناء الشعب اليمني الأبي والشامخ شموخ رواسيه العالية بهذه المناسبات الوطنية الغالية على الوطن وأبنائه.
ونوه المجلس بما تمثله هذه الثورات الشعبية المباركة من أهمية في حياة الشعب اليمني التواق دوما للحرية والكرامة والعيش الكريم وما أحدثته من تغييرات إيجابية كبيرة في واقعه رغم ما شهدته من محاولات ومؤامرات لإجهاضها وحرفها عن مسارها.
ولفت إلى القيم الإنسانية النبيلة التي حملتها وأهدافها الوطنية والاجتماعية والسياسية المؤكدة على وحدة تراب الوطن وصونه والدفاع عنه والانتصار لمصالحه العليا في كل الظروف .
وأكد أن المخطط الإقليمي والدولي الذي يواجه الوطن حاليا ما هو إلا امتداد للمؤامرات التي تعرض لها الوطن منذ قيام ثورتي الـ٢٦ من سبتمبر والـ١٤ من أكتوبر وإعادة تحقيق الوحدة المباركة والتي سعت بكل الوسائل لإجهاض كل مشروع وطني والعمل على إغراق الوطن في الاقتتال والصراعات الداخلية والحيلولة دون استقراره بأي ثمن لتسهيل عملية السيطرة عليه وسلب إرادته وقراره.
وأعرب المجلس عن أمله في أن تعود هذه المناسبات الوطنية واليمن ينعم بالأمن والاستقرار والسلام وتسوده أجواء البناء والاعمار والتنمية في كافة المجالات.