هي الحكم بيني و بينهم
زينب الشهاري
أشحت ناظري عنكما أخادع نفسي وأقنعها أن من يَمْثُلُ أمامي جثتان هامدتان ليسا ابنيّ أغلى من حياتي، أواسي نفسي أنني أعيش كابوسا خنق أنفاسي وأظلم فؤادي وأحرق روحي وجعاً وكمداً،،، أواسيها بأنني سأستيقظ في أي لحظة وأراهما أمامي كالعادة يملآن البيت ضحكاً ولعباً.
ضجت السماء بأزيز الطائرات وعلمت أن بيتي هدف محقق في صعدة التي قصف فيها العدوان الحجر والبشر والشجر ولم يبقِ و لم يذر، فأسرعت نحو الجبال أحمل فلذتي كبدي وقلبي يخفق خوفاً أن يصيبهما مكروه، حميتهما داخل الكهوف والمغارات أطلب لهما الأمان والحياة، لكنهما كانا الصيد الثمين الذي تتربص به طائرات الحقد التي ظلت تفتش عنهما بجنون وأفرغت صواريخها على كل شيء لتزهق روحيهما وتتركني لألم الفقد والعذاب أموت بعدهما قهراً ألف مرة،،، سامحاني يا قرتي عيني إن لم أستطع أن أدرأ عنكما نيران صواريخهم لأراكما ممددين أمامي بلا حراك على هذه الشاكلة التي أدمت فؤادي وأصبحت على إثرها جسداً بلا روح غير مستوعب هول الفاجعة.
لكن، والذي رفع السماء وبسط الأرض إنني سأقتص من الجناة ولهيب الانتقام الذي يتأجج في صدري سيخمده ثأري… ووحدها جبهة القتال هي الحكم بيني و بينهم.