ذكرى 21 سبتمبر الرابعة … حشود الساحات السبتمبرية والجبهات الحيدرية
إبراهيم الحمادي
طلع البدرُ، وبوصول الشعب وقدوم سبتمبر ،جبال صنعاء تزداد شموخا على شموخها ،متأهبةً لتحتفل بالشعب الآتي من المحافظات إلى عاصمة الإباء ،فأهلا بمن سيأتي ،ومرحبا بمن سينزل ،الثورة أنتم وأنتم الثورة ،وسيبقى اليمنُ عصياً شامخاً برجاله وبوفود الساحة السبتمبرية التي تحِلُ علينا هذا العام بذكراها الرابعة ،الجالبةُ معها ثِمار السيادة والكرامة والإنتصارات ،شوكةَ الميزان التي قامت في منطقة ملتهبة بالتحولات ،فشعبُ اليمن العظيم مُتأهبُ هذه الأيام ليستقبل ذِكراها بحشود الشرف وقوافل الإباء التي ستملئ الساحات ،إبتهاجاً بالنصر والثبات ،وسيكون كل الشعب حاضراً ليقطف ثمارها يوم السبت القادم بعاصمة العواصم ،وبموجٍ هائلً متوجها إلى ساحل البحر الأحمر غير متهاوناً ولا بمُتخاذل ،بل جارفاً ومجاهداً لأزلام العدوان ،داعماً أُسود الجبهات بالمال والرجال ،مُشكلاً حصناً منيعاً أمام الغزاة بكل ثبات .
مستنفراً على آخره كخلية نحل وأعظم نشاط في أيامه السبتمبرية ،وبعنفوان يفور في المحافظات استعدادا ليوم برز فيه اليمنُ بلدًا له شأن عظيم ،هو شعبُ خيارُه مواجهةُ العدوان قولاً وفعلا ،مِعياراً تُقاسُ عليه المواقف وتتحدد المصائر ،وهي مصائر دول وشعوب في صراع عالمي لا مكان فيه للأقزام ،وتأتي الذكرى محطةٌ ينتقل فيها اليمنُ إلى مصاف البلدان المؤهلة بقوة لنيل وسام الكرامة والسيادة والاستقلال كثمرة طبيعية لتضحيات جسورة يراهن العدو على الالتفاف عليها بعد مواجهة مفتوحة أوصلته إلى عجز واضح وفاضح ،وهو التفاف لا يكون ولن يكون ،ويوم السبت وما بعدها حاسمةٌ لبقاء خط المواجهة ،بالوفود السبتمبرية التي ستشتعلُ فيها صنعاء بِشُعلة الثورة ،وتشتعلُ بعدها الجبهات بكُرة النار التحرُرية.
فلا مفر للأمريكي في حلفه السعودي الإماراتي ومن يلعب معهم تحت البساط إلا أن يُسلموا راغمين بأن اليمن نار وبركان ،والإعصار سيتوسع عاماً بعد عام ،وقد بدأ يأخذ معهُ بعدد ثوانيه مجاهدين كراماً ،ليضرب آلات الأمريكان ،منتهكي حقوق الإنسان ،فارضاً عليهم إعلان الفشل والخسران ،وقد استطاع بأعوامه السابقة أن يُظهر الإمبراطوريات العظمى شيئا حقيرا أمام أمر الله ،وغضب الميدان ،من الإرهابي بوش والأبناء آل سعود وآل نهيان ،إلى الكاهن أوباما والمُدللُ نتنياهو ،إلى التاجر ترمب وتحالف العدوان هم المجرمون حقا ،فمن اليمن خرجوا مطرودين ، بإحدى الثمار السبتمبرية ،وسيخرجون مهزومين خائبين بسواعد الكرار الحيدرية.
وشعبنا اليمني في أربعين جبهة سبتمبرية تصُد المعتدي تقاتل الغازي والمحتل ،ومازال في رفده الجيش واللجان الشعبية قوة تتعاظم ،يمد الثورةَ بالثورة ،ويصل سبتمبر باكتوبر، بنوفمبر ،ويتأهب لإحياء ذكرى ثورته الأبية 21 سبتمبر المجيدة ،يخوض الحرب الدفاعية المقدسة بمعارك متعددة ،وعلى كافة الجبهات ، فإنه إلى جانب ذلك يوجه للعدو ضربات الحشود الثائرة ،وبهم تكون الهمة وحمل المهمة ،ليُري العالم رأيهُ ،حاضِراً من الريف والسهل والحضر ،معلنا ثورةً ممتدة عبر السنين ،تمُد الجبهات بالأشداء المقاتلين حتى يأذن الله بالنصر والفتح المبين ،ورسائل الصمود والثبات يوجهها للعالمين ،وسيتلاشى الزمان ،ويُنيخ التاريخ في المكان ،مسارع من مختلف المحافظات بقافلة سبتمبرية هي الأكبر من كل القوافل ،يُقيم قيامة عدو هدد اليمن ومكتسباتِ نضاله التاريخي ليستحق زحفا سبتمبريا إلى عقر داره ،وزمنٌ كان اليمنُ فيه تابعا ذهب وولى ،فهذا شعب سبتمبر ،وسيؤذن بالنصرُ لليمن ،اللهُ أكبر ،هُزم الشيطانُ الأكبر على يدِ شعب ثائر ،وفي سبيل الله مقاتل ،عشتم وعاش اليمن شامخَ الهامة ،رافع القامة ،بك أيها الشعب العظيم تحيا الشعوبُ ،ومنك تتعلم سخاءَ الدم وعطاء المال وكيف تنتصر الأمم ،فهُنا عبق التاريخ ،وعنفوان الحاضر ،هُنا الأوس والخزرج .