بالمختصر المفيد.. 21سبتمبر … ثورة إسقاط الطواغيت وسقوط الوصاية
عبدالفتاح علي البنوس
ثورة الـ21من سبتمبر في عيدها الرابع تبدو أكثر وهجا واشتعالا وهي تتزامن مع ذكرى عاشوراء الحسين ، عاشوراء كربلاء التي خرج فيها الإمام الحسين عليه السلام في ثورة هي أم الثورات على مر العصور ، ثورة ضد الظلم والطاغوت والكهنوت اليزيدي الأموي الإجرامي الوحشي ، ليضرب الإمام الحسين أروع الأمثلة في التضحية والفداء والحرص على الأمة والانتصار لدين الله وقيمه السمحاء ومبادئه السامية الفاضلة التي أرساها جده الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، واليوم وفي عصرنا الراهن تتجد لثورة الحسين ويتعاظم وهجها الثوري من خلال ثورة الـ21من سبتمبر التي نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الثورات السابقة وهو إسقاط الطواغيت ونظام الوصاية والتبعية واجتثاث أذناب آل سعود ومرتزقتهم الذين سلموا اليمن واليمنيين لهم وحولوا اليمن إلى حديقة خلفية لهم يلهون ويسرحون ويمرحون فيها براحتهم ، وصاروا هم الحاكم بأمره في اليمن .
ثورة أسقطت علي محسن واقتلعت جذوره المغروسة في باطن الأرض اليمنية التي حولها إلى إقطاعية وملكية خاصة به عرف معها بأنه ملك التباب والأراضي ، وهو ابن السعودية والمشرف العام على لجنتها الخاصة في اليمن ، ولكم أن تتخيلوا معي كيف تحركت السعودية عبر سفيرها آل جابر عند اشتعال الثورة السبتمبرية لتهريب عميلها وخادمها المطيع الجنرال العجوز علي محسن الأحمر من خلال استقدام طائرة مروحية من قاعدة العند الجوية لتهبط في دار الرئاسة بطلب من السفير السعودي لنقل علي محسن ومرافقيه بعد أن أوحى السفير السعودي لقائد الطائرة والوسيط الذي جلبها له بأن من ستقلهم الطائرة هم زوجة السفير وبناته ، وهذه هي المكانة الطبيعية للخونة والعملاء ، فكيف لا نحتفل بثورة قطعت أيادي السعودية التي كانت تعبث في اليمن وتتحكم في قراراته وتوجهاته وسياساته ، كانت اليمن أشبه بالتابعية السعودية ، حيث كان لها وزراء وسفراء وقادة يدينون لها بالولاء والطاعة ، فجاءت ثورة 21سبتمبر وأسقطت الأصنام والطواغيت وتحرر اليمن من الوصاية والتبعية السعودية .
سقط علي محسن وحميد الأحمر والشايف وكل أذناب السعودية في لحظة فارقة من تاريخ اليمن الحديث وتنفس اليمنيون الصعداء وبدأت الحقوق المنهوبة والمغتصبة تعود إلى أصحابها وتم تمكين آل المهيوب من سوقهم المركزي في مذبح والذي كان يسمى بسوق علي محسن وتسابق أصحاب الحقوق على تقديم محررات ملكياتهم المنهوبة المغتصبة من قبل علي كاتيوشا الذي أكل الأخضر واليابس وسخر كل إمكانيات الدولة من أجل تنمية ممتلكاته ومدخراته المالية وثرواته الخاصة في الداخل والخارج ، فكانت ثورة 21سبتمبر هي ثورة الخلاص من هذه الديناصورات المفترسة والمتوحشة وهذا من فضل الله على الشعب اليمني الذي سخر له الله رجالا صدقوه عهدا وقادوا مسار الثورة بعزيمة أمضى وإرادة لن تلين في سبيل الانعتاق من براثن الوصاية والمضي في درب التحرر من أجل بناء دولة مستقلة القرار والإرادة ، دولة لا سلطة فيها ولا مؤثرات لأي قوى خارجية ، دولة لليمن واليمنيين ، دولة تبنيها سواعد أبناءها الشرفاء ، لا فوهات دبابات ومجنزرات الغزاة والمحتلين ، وصواريخ وقنابل طائراتهم الإجرامية .
بالمختصر المفيد، ثورة 21سبتمبر نقطة تحول مشهودة في تاريخ اليمن ، تؤسس لدولة حرة مستقلة ، سعى الأعداء على وأدها في مهدها من خلال شن عدوانهم الهمجي على بلادنا في الـ 26من مارس 2015 ولكنهم اليوم وبعد مرور أربع سنوات على إيقاد شعلتها الأولى تبدو أكثر وهجا واشتعالا وبريقا وشموخا وعنفوانا ، وثوارها يواصلون نضالهم وجهادهم المقدس في مواجهة قوى الغزو والاحتلال والارتزاق التي تحاول عبثا احتلال الوطن والسيطرة على ثرواته ومقدراته والعودة به إلى بيت الطاعة السعودي من جديد ، ولكنها تقف عاجزة أمام إرادة الله وقوته وبأسه ، وبأس وصمود أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون ملاحما بطولية تشرئب لها الأعناق .
الخلود والرحمة للشهداء الأبرار ، الشفاء للجرحى ، الحرية والخلاص للأسرى ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين والخزي والذل والمهانة والانكسار للشيطان الرجيم وقرنه اللئيم وتحالفهم السقيم .
جمعتكم مباركة وكل عام وأنتم بخير ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .