الثورة التي أفشلت وأحبطت المؤامرات
عبدالله الدومري العامري
21 سبتمبر ثورة شعبية وإرادة وطنية بقوة يمانية ، ذلك التاريخ الذي كان زلزالاً هز المنطقة وقلب المعادلات ذلك التاريخ الذي أغلق الأبواب أمام الخارج وأسقط الهيمنة والوصاية الخارجية ، هي أول ثورة يمنية يقوم بها الشعب وحده دون مساعدة ومشاركة دولة خارجية، هي الثورة الوحيدة التي تمكنت من القضاء بشكل كبير على مشروع الفوضى والذبح والتدمير الذي تتبناه أمريكا وتنفذه السعودية بواسطة العناصر الإرهابية المسماة بالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها التي استطاعت أن تحتل العديد من المدن في العراق وسوريا وليبيا ولكنها فشلت في اليمن حتى جاء العدوان على اليمن ومكنها من السيطرة على غالبية المحافظات الجنوبية ،
ثورة 21 سبتمبر هي الثورة الوحيدة التي استطاعت انتزاع القرار السياسي والسيادة الوطنية والاستقلال والحرية والكرامة لليمن دون وصاية خارجية والهيمنة الأمريكية التي ظلت تتحكم باليمن طيلة عقود من الزمن ، ثورة أفشلت المشروع الأمريكي الإسرائيلي في تقسيم وتفتيت وتمزيق اليمن إلى دويلات وكانتونات صغيرة وضعيفة ، ثورة كشفت زيف الإدعاءات الأمريكية الداعية إلى حق الشعوب في التحكم بمصيرها ، ثورة أسقطت وأطاحت برموز وعتاولة الفساد والإجرام واستطاعت الرقابة الشعبية التي ولدت من رحم الثورة تغيير الوعي الشعبي والمجتمعي من حالة الخوف والسكوت على الفساد والفاسدين إلى حالة كشف وفضح الفاسدين والمطالبة بمحاسبتهم والصراخ بوجههم وهو ما خفف من جرائم الفساد ونهب المال العام وأوقف العديد من جرائم وصفقات الفساد التي كان الفاسدون يريدون ارتكابها، ثورة هم قيادتها الأول هو الشعب ولا تساوم على الشعب، ثورة كشفت للشعب ما الذي يدار خلف الكواليس، ثورة كشفت لنا من أهم أعداء الإسلام والمسلمين ومن هم وراء تشويه الدين الإسلامي الذين يقومون بارتكاب الجرائم الوحشية باسم الإسلام، ثورة طمست كل الثقافات المغلوطة التي كنا نتثقف بها ونتفاخر بها وهي ليست إلا ثقافة قائمة على الذل والخوف والخنوع والعمالة، ثقافة كانت بعيدة عن ثقافة القرآن، ثورة أعادتنا إلى الثقافة القرآنية الحقيقة الثقافة التي جعلتنا أقوياء أعزاء كرماء نأبى العبودية ونأبى الظلم ونأبى الركوع لغير الله، ثقافة “أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين” .
من هنا يتجلى لنا الهدف الحقيقي للعدوان على اليمن الذي كان من أجل كسر إرادة الشعب اليمني وإركاعه وفرض الوصاية والهيمنة عليه بالقوة وإنقاذ المشروع الأمريكي من الانهيار، ذلك المشروع الذي عملوا على التخطيط له على مدى سنوات خصوصاً بعد أن تحرك أبطال الجيش واللجان الشعبية نحو الجنوب لتطهير الأرض اليمنية من رجس عناصر الإجرام القاعدة وداعش الأمر الذي دفع الأمريكيين إلى الهروب ومغادرة قاعدة العند بعد أن كانت القاعدة منطلقاً لطائراتهم في ظل النظام السابق الذي سمح لهم بذلك وبعد أن فقدوا كل خيوط اللعبة وتفتت كل مؤامراتهم وتدمير كل مشاريعهم التي بنوها طيلة السنوات الماضية قاموا بإعلان العدوان على اليمن من وسط واشنطن ، عدوان تكالبت فيه عشرات الدول الكبرى وحشدوا له شتى مرتزقة العالم واستخدموا فيه أقوى وأعتى الأسلحة الحديثة والمحرمة دولياً ولكن بفضل الله وبفضل أبطال الجيش واللجان الشعبية فقد خابت ظنونهم وتحطمت آمالهم وتبددت أحلامهم بصمود الشعب اليمني ، لذلك مهما قتلوا ومهما حشدوا ومهما خططوا ومهما تآمروا لم ولن يستطيعوا إعاقة وكسر الإرادة الشعبية .
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.