بالمختصر المفيد.. كيلو 16 ومثلث برمودا
عبدالفتاح علي البنوس
يتداول العالم الحديث عن مثلث برمودا والذي يطلق عليه أيضا اسم مثلث الشيطان والذي يقع إلى الغرب من المحيط الأطلسي وإلى الجنوب الشرقي من ولاية فلوريدا الأمريكية، هذه المنطقة المثيرة للجدل والتي يعتبر البعض ما يحكى عنها بأنها أشبه بالأساطير والروايات الخرافية، حيث يتداول الناس بأن هذه المنطقة تشهد حالات اختفاء للطائرات التي تدخل في أجوائها والسفن التي تبحر في مياهها بمن عليها، وهو الأمر الذي دفع بالشركات الملاحية الجوية والبحرية إلى تجنب المرور عبرها، ورغم الغموض الذي يكتنف هذا الموضوع، وذهاب البعض للحديث عن إنكار ذلك واتهام الاستخبارات الأمريكية بنشر هذه الخرافة والترويج لها للتغطية على ما أسموه عمليات القرصنة والسطو التي تقوم بها السلطات الأمريكية، إلا أننا هنا لسنا بصدد الحديث عنه، وما الاستهلال السابق سوى مقدمة الهدف منها المقارنة بالمقابل بين مثلث برمودا ومنطقة كيلو16بمحافظة الحديدة والتي تشهد هذه الأيام قصفا جويا عنيفا لإسناد زحوفات مكثفة لمرتزقة قوى الغزو والاحتلال التي تحاول جاهدة السيطرة عليها وقطع خطوط الإمداد عن أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات الساحل الغربي التي أخفق المرتزقة وفشلوا في تحقيق أي تقدم يذكر فيها رغم الغطاء الجوي والكم الهائل من المدرعات والآليات ومجاميع كبيرة من المرتزقة .
كيلو 16أصبح اليوم مصدرا للرعب والقلق بالنسبة لمرتزقة العدوان الذين ظنوا بأن حشد ثلاثة ألوية بعدتها وعتادها وشن مئات الغارات الجوية عليها بهدف تمشيط المنطقة وتمكين المرتزقة من التقدم ، سيمكنهم من السيطرة على المنطقة الإستراتيجية التي تمثل البوابة الرئيسية لمدينة الحديدة، ولكنهم وقعوا في فخ الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة الأحرار، حيث تحولت المنطقة إلى براكين ملتهبة أحرقت مدرعاتهم الحديثة والمتطورة وتصدت لزحوفاتهم المكثفة وحصدت أرواح الكثير من المرتزقة فيما لاذ الكثير بالفرار بعد أن وجدوا أنفسهم في كماشة تشبه إلى حد كبير كماشة مثلث برمودا الافتراضية المزعومة، ولكن مثلث كيلو 16الماثل للعيان والمشاهدة محارقه وتنكيلاته بالغزاة والمرتزقة بالعين المجردة، لا صلة له بالأساطير والخرافات والروايات الهوليودية، فالبأس اليماني الشديد الذي أظهره أبطالنا المغاوير خلال المعارك التي خاضوها خلال تصديهم لزحوفات المرتزقة في هذا المثلث ستظل شواهده حاضرة ومحفورة في أذهان كل من شاركوا فيها من المرتزقة، وستخلد ذاكرتهم تلكم الملاحم البطولية التي سطرها الأبطال وهم يدحرون ثلاثة ألوية كاملة كانت كفيلة باحتلال الحديدة بأكملها لا مجرد منطقة جغرافية محددة في كيلو 16، ولكن مشيئة الله هي الغالبة وهي التي زرعت الرعب والخوف والهزيمة في قلوب المرتزقة الذين ظنوا المهمة سهلة وهينة جدا وسرعان ما سينجزوها دون أي متاعب قياسا على ما يمتلكونه من عدة وعتاد وحجم الإسناد الجوي المكثف الذي يقف إلى صفهم .
بالمختصر المفيد، لسنا من هواة الخرافات والأساطير والبطولات والانتصارات الوهمية، نحن أصحاب شواهد حية توثقها عدسات الإعلام الحربي تحكي عن ملاحم بطولية يسطرها الأبطال المغاوير ميدانيا، ملاحم هي أقرب للخيال من الحقيقة لدى الآخرين، ولكنها مع المقاتل اليمني شواهد ماثلة للعيان وحقائق مشاهدة وموثقة، شاهدنا حجم العدة والعتاد في الزحوفات على كيلو16، وشاهدنا أعداد المقاتلين من جيشنا ولجاننا الشعبية الذين تصدوا لهم بأسلحتهم التقليدية المسنودة بسلاحهم الفتاك وهو قوة الإيمان وعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها، حيث كسروا كل ذلك وعاد المرتزقة بالخيبة والحسرة والذعر، يجرون خلفهم أذيال العار والهزيمة كالعادة، على وعد من قبل الأبطال المغاوير بأن تظل اليمن مقبرة للغزاة والمحتلين ومرتزقتهم، وأنهم مهما حشدوا واجلبوا لن يتمكنوا بإذن الله وتوفيقه من أن يفتوا في عضدهم وينالوا من صمودهم وثباتهم وشجاعتهم وبأسهم وإقدامهم، ولسان حالهم يقول : من أراد أن تثكله أمه وتندبه زوجته ووالدته فعليه أن يجرب حظه في الساحل الغربي، فسيجد هناك ما يسره و( من كذب جرب) ومن ( طلب الجن ركضوه) و( عقي والديه عقي والديه) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .