بالمختصر المفيد.. ثورة ثورة يا جنوب

عبدالفتاح علي البنوس

لطالما سمعنا هذا الهتاف وقرأناه على الجدران في شوارع وأحياء عدن ولحج والضالع وأبين وهم يطالبون بفك الارتباط وإعلان الانفصال والعودة إلى ما قبل 22مايو 1990م وكنا نشاهد ذلكم الزخم الكبير في الفعاليات والمهرجانات واللقاءات الجماهيرية التي كانت تنظمها مختلف مكونات الحراك الجنوبي في الداخل مسنودة بفعاليات وتظاهرات مماثلة كانت تنظمها قيادات جنوبية في الخارج ، والتي كانت توجه سهامها نحو الوحدة والتي حمولها أوزار وأخطاء الساسة .
شغلونا ليلا ونهارا (ثورة ثورة يا جنوب) ثورة ضد هويتهم اليمنية ، ثورة ضد وحدتهم الوطنية ، ثورة ضد تماسك النسيج الاجتماعي اليمني ، ثورة ضد وحدة الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة ، ثورة عملت على نشر ثقافة الحقد والكراهية والعنصرية والتمييز المناطقي بين الإخوة أبناء الوطن الواحد ، كل ذلك ضد أبناء وطنهم وإخوانهم ، والذي أتضح فيما بعد بأن المحرك لها والداعم والممول لها هم أعداء اليمن ، أعداء الوحدة والحياة والعيش الكريم صهاينة العرب من بني سعود وآل نهيان الذين وقفوا ضد تحقيق الوحدة وعملوا بعد تحقيقها على إفشالها وإجهاضها من خلال دعمهم لمؤامرة الانفصال التي كانت تهدف إلى العودة باليمن إلى ماضي التشطير البغيض ، ورغم عدم مشروعية الحرب والمظالم التي شهدتها المحافظات الجنوبية وجرائم الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي كانت تستهدف القيادات والنخب السياسية الاشتراكية ، إلا أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه قادة الاشتراكي هو الذهاب نحو العدو السعودي والإستقواء به من أجل القضاء على الوحدة ، وكأن السعودية لم تنم من همها على أبناء المحافظات الجنوبية ؟!
واليوم والجنوب يرزح تحت وطأت الاحتلال السعودي والإماراتي ، وفي ظل الانتهاكات والممارسات التعسفية الخطيرة التي تمارسها قوى الغزو والاحتلال في حق أبناء الجنوب والتي كانت تستدعي وجوبا خروج كل أحرار الجنوب في ثورة عارمة تقتلع المحتل وتجتثه من جذوره وتطرده من البلاد وتطهر الأرض من دنسهم ورجسهم ،شاهدنا العكس من ذلك تماما ، إذ تدافع الآلاف من الجنوبيين على الالتحاق بمعسكرات قوى الغزو والاحتلال من أجل القتال في صفوف الغزاة والمحتلين ضد أبناء شعبهم ووطنهم ، تاركين محافظاتهم وأهلهم يعانون ويلات المحتل الغازي التي تجاوزت كل الحدود والتي كان الأحرى بهم الذهاب لقتال الغزاة والمحتلين ودحرهم من محافظاتهم ، وشاهدنا انبطاح الكثير من القيادات الجنوبية لقوى العدوان وتحالفهم معها وتخندقهم في صفهم في تصرف أهوج وغير مسؤول وكل ذلك والجنوب تحت سلطة قوات الغزو والاحتلال ولا حديث عن ثورة ولا نضال ولا تحرير ولا يحزنون .
بالمختصر المفيد، ما يعتمل في المحافظات الجنوبية من ممارسات تعسفية وجرائم وحشية تستدعي إشعال ثورة عارمة تحاكي ثورتي الـ14من أكتوبر والـ 30من نوفمبر ، ثورة تدحر المحتلين والغزاة وتخرجهم مذمومين مدحورين منها وبعد ذلك لا مشكلة في أن تجلس كافة الأطراف اليمنية على طاولة الحوار للنقاش حول مجمل القضايا بغية التوصل إلى صيغة توافقية وحل عادل ومنصف لكافة الملفات والقضايا الشائكة ، المهم الخلاص من العدو الخارجي الذي يتربص بكل اليمنيين الدوائر ويحيك لهم المؤامرات من أجل تحقيق مصالحه وخدمة أهدافه ، وهنا يحضر المثل الشعبي القائل ( ما من دخيل عافية) ، ولن تكون السعودية ولا الإمارات ولا أي دولة غازية حريصة على اليمن أكثر من اليمنيين أنفسهم وهذا هو بيت القصيد وعلى أحرار الجنوب فهم وإدراك ذلك والتحرك الجاد لتحرير محافظاتهم ومدنهم من المحتلين الجدد قبل أن يقع الفأس على الرأس ، وقبل أن يجدوا أنفسهم رهن الاعتقال والتعذيب في سجون ومعتقلات الغزاة والمحتلين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا