مؤامرة جنيف !!
عبدالله الاحمدي
حسنا فعلت سلطة الجمهورية اليمنية في صنعاء حين امتنعت عن إرسال وفدها الوطني إلى مفاوضات جنيف بشروط تحالف العدوان، وبدون ضمانات أممية، فالتحالف السعو/ إماراتي وبالذات شياطين نجد، متعود على الغدر باليمنيين، والأمم المتحدة جزء من العدوان ومتواطئة مع هكذا عدوان، ولم تكن في يوم من الأيام محايدة، خاصة في الشأن اليمني، فهي منحازة إلى قوى العدوان بوقاحة، وبكل قراراتها المدفوعة الثمن من دول البترو/ دولار العدوانية.
الأمور واضحة، وبحسب المبعوث جريفث فأنصار الله كان لديهم الاستعداد للحضور إلى جنيف، والتفاعل مع المفاوضات، لكن تحالف العدوان صنع العقبات والعراقيل في طريق حضورهم. والسؤال ما هو الإجراء الذي يمكن أن تتخذه الأمم المتحدة في حق من صنعوا تلك العراقيل؟ !! لا شئ فالأمم المتحدة تدلل العدوان، وتسير في ركبه.
جاء في الحديث النبوي : (لا يلدغ امرؤ من حجر مرتين..)
وتجربة الوفد الوطني في مفاوضات الكويت وما قبلها كانت كافية لاستيعاب الدرس، وتجنب المؤامرة التي يدبرها يهود الرياض، وصهاينة الإمارات، بتواطؤ أمريكي/ بريطاني/ أممي، فقد كان هؤلاء يتأبطون شرا للوفد اليمني. لقد ظل الوفد أكثر من ثلاثة أشهر في عمان يطالب بالعودة إلى صتعاء دون جدوى.
لقد كان يهود الرياض وتحالفهم العدواني يبيتون غدرا للوفد اليمني، فهذا ديدنهم منذ أن كانت مملكة قرن الشيطان السعودي. لقد طلبت الأمم المتحدة – حينها – من أعضاء الوفد لعودتهم إلى صنعاء أن يوقعوا على استمارة تنازل عن حقوقهم إذا ما تعرضوا لأي أذى، ولم يعودوا الئ البلد إلا بمبادلتهم بجواسيس أمريكان وهذا ما كشف عنه السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير. عنجهية شياطين نجد تعدت اليمنيين إلى مسؤولي الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، ففي ابريل الماضي منع العدوان طائرة المبعوث الاممي مارتن جريفت من الاقلاع من مطار صنعاء، وابقاها متوقفة لأربع ساعات، كما اعترض العدوان مسار طائرة الصليب الأحمر الدولي واجبرها على الهبوط في مطار جيزان المحتلة.
معلوم أن التفاوض والحوار مع دمى فنادق الرياض لا يجدي، ولن تكون له نتائج مرضية للشعب المظلوم، فهذه الدمى لا تمتلك قرارها، فهم عبارة عن عبيد للريال، ومتسولين رخص، يأتمرون من قبل العدوان، ولايهمهم السلام، أو سلامة اليمن، وعلى السلطة اليمنية ان تطالب بالتفاوض مع دول العدوان مباشرة، فهي التي تمتلك القرار، وهي المعنية بالحرب، وهي من تصرف الاموال على المرتزقة، وتمولهم بالسلاح، وهي من تتحكم بالمشهد.
لقد أفشل العدوان – عامدا متعمدا – كل جهود المبعوث الدولي مارتن جريفث في اجراء حوار تنتج عنه إجراءات على الأرض، ومسار سياسي يقود إلى إيقاف الحرب ويفضي إلى السلام. وهذا الموقف يثبت أن العدوان لا يريد نهاية للحرب، ولا يحبذ السلام والاستقرار لليمن،لان أجنداته لم تستو بعد.
نرى إلا تفاوض إلا مع العدو السعودي، أما الدمى الارتزاقيه فهي عبارة عن أدوات بيد العدوان السعو/ حماراتي، ولا بد من شروط وضمانات لبدء المفاوضات مع العدوان ، وأولها إيقاف العدوان، وبالذات ضربات الطيران بحق المدنيين على اقل تقدير، وفك الحصار على المواني والمطارات، وبدون ذلك تبقى المفاوضات عبثا.
أقول لا تراهنوا على جنيف، بل راهنوا على صمود الشعب، وقدرات الجيش واللجان، وبالذات القوة الصاروخية والطيران المسير. لقد افشلوا جنيف ولابد من الرد عليهم بخطوات عملية على مستوى الداخل والخارج.
واولى خطوات الرد في الداخل هي ، دعوة مجلسي النواب والشورى لقطع العلاقات مع دول العدوان، وثانيا إلغاء اتفاقيتي الطائف وجدة 1934 م ، 2000 م مع مملكة بني سعود لاقترافهم العدوان، وقتلهم اليمنيين ، واحتلال أراضيهم.
وثالثا : مصادرة أملاك وأموال المرتزقة الذين يساندون العدوان.
ورابعا محاكمة المرتزقة الهاربين بتهمة الخيانة العظمى، بحيث لا يبقى لهؤلاء أمل في العودة إلى الوطن. وخامسا تمتين الجبهة الداخلية بتشكيل حكومة حرب مصغرة لا تزيد عن 15 وزيرا.
أما الرد على مستوى الخارج فيتمثل باستمرار دك منشآت وقصور العدوان في الرياض وابو ظبي.
والحقيقة أن السلام في اليمن يبدأ من دك منشآت العدوان وقصوره ومطاراته، وبالذات في الإمارات للرد على صلف صهاينة بني ناقص الأنذال، وعاهرات المواخير في دبي.
ويبقى السلام قيمة إنسانية مقدسة لا تتوافر في أجندات المرتزقة ودول العدوان، ولو كانت هذه القيمة موجودة في أجندات هؤلاء لما شنوا هذه الحرب الظالمة على شعب مفقر ومسالم.